أخلاق النبي محمَّد صلى الله عليه وآله
العفو عند المقدرة
جاء شخص يهودي إلى النبي صلى الله عليه وآله وادعى: إنك مدين لي ويجب أن تؤدي ديني الآن وفي هذا الزقاق بالذات!
فقال له النبي صلى الله عليه وآله أولا ليس لك علي دين وثانيا دعني أذهب لآتيك بالمال من البيت لأني لا أحمل معي مالا الآن.
قال اليهودي: لن تبرح مكانك. وكلما كان النبي يعامله بلطف ولين, كان الأخير يزداد وقاحة وغلظة إلى درجة أنه لف عباءة ورداء النبي صلى الله عليه وآله حول عنقه الشريف وأخذ يضغط بشدة حيث ترك ذلك أثرا أحمرا في عنق النبي صلى الله عليه وآله.
وقد أدى هذا الأمر إلى تأخر النبي، الذي كان متوجها لإقامة صلاة الجماعة، من الوصول إلى المسجد. وبعد أن رأى المسلمون أن الوقت مضى ولم يأت النبي, جاءوا يسألون عنه, فرأوا شخصا يهوديا قاطعا الطريق على النبي صلى الله عليه وآله ويعمل في إيذائه.
فحاول المسلمون سحبه جانبا أو ضربه. بيد أن النبي صلى الله عليه وآله قال: اتركوه لا شأن لكم به.فأنا أعرف كيف أتعامل مع صاحبي, وظل يعامله بلطف ومودة إلى أن أذعن اليهودي ببطلان ادعائه وقال: "أشهد أن لا إله إلا الله, وأنك رسول الله " وأبدى دهشته وعجبه من صبر وتحمل النبي صلى الله عليه وآله, مع ما يمتلكه من قوة ونفوذ, وأعلن إيمانه برسالته في الحال.
________________
حكايات ودروس من آثار الشهيد مطهري ص44.
برامج
4163قراءة
2015-11-17 18:06:56