12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

طرق وأساليب التدريب >> تقنيات التنشيط

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

تقنيات التنشيط


التنشيط

قد يسلك المدرّب في مهام التوعية والتثقيف المنوطة به، مسلكًا تواصليًّا في شكل محادثةٍ ثنائيّةٍ بينه وبين متدرّبٍ معيّنٍ، تجمع بينهما الظروف شريطة أن تكون هذه المحادثة منطلقًا للقاءاتٍ تعلّميّةٍ مستمرّةٍ، كما يمكنه أن يسلك مسلكًا تنشيطيًّا حينما يتعلّق الأمر بضرورة لعب دور المنشِّط ضمن مجموعةٍ بأكملها، ممّا يفرض عليه امتلاك آليّات وتقنيّات التنشيط وظيفيًّا.

 

 

أوّلًا: تحديد مفهوم التنشيط

التنشيط التربويّ هو مجموعة العمليّات التي يتوخّى منها تحريك وإشراك جماعة الفصل بقصد تحقيق أهدافٍ تربويّةٍ (معرفيّة/وجدانيّة/سلوكيّة).

يتشكّل التنشيط التربويّ من مكوّناتٍ أساسيّةٍ هي: المنشِّط (بكسر الشين) - المنشَّط(بفتح الشين) - موضوع التنشيط- وسائل وتقنيات التنشيط.

 

 

ثانيًا: ماذا نعني بتقنيّات التنشيط؟

إنّ تنشيط جماعةٍ عبر تقسيمها إلى مجموعاتٍ معيّنةٍ وفق التقنيّة الموظّفة، يعمل على تجاوز عدّة صعوباتٍ ومعوّقاتٍ منها مثلا:
1- إنحباس التواصل:
حيث تُعين تقنيّات العمل في مجموعات كلّ تلميذٍ على التعبير عن رأيه عن طريق شخصٍ آخر، إلى أن يتعوّد بتدرّجٍ على الاندماج في المجموعة وأخذ زمام المبادرة.

2- الضعف في التفاعل الاجتماعي:
فتقنيّات العمل في مجموعاتٍ، توفّر فضاء تفاعلٍ اجتماعيٍّ متنوّعٍ، يعلّم التلاميذ مع الأيّام كيف يتصرّفون شيئًا فشيئًا في نزاعاتهم التي تجمع التدافع مع الشدّة مع اللعب مع علاقات السيطرة / الاستسلام مع القيادة.

3- إهتزاز الثقة بالنفس:
حيث يجد كلّ تلميذٍ نفسه مضطرًّا في بعض المواقف إلى أن يشرح بعضًا ممّا تعلّمه إلى زملائه، أو إلى أن يعبّر عنها، ممّا يعيد له الثقة في إمكانيّاته.

4- فقدان الدافعيّة والرغبة:
فتقنيّات العمل في مجموعاتٍ توفّر وضعياتٍ حيويّةً dynamiques تسمح بالحركة والتحدّث بين الزملاء، وتنظيم الطاولات بطريقةٍ مغايرةٍ، بأخذ المبادرات والقرارات، ولعب الأدوار، وتوزيع المهام.. وهذه الحيويّة من شأنها أن تقنع التلاميذ بأنّهم الفاعلون الحقيقيّون في تعلّمهم، فتتولّد لديهم الرغبة في التعلّم. 

 

 

ثالثًا: أدوار المنشّط
يمكن تلخيصها في ثلاثة أدوارٍ رئيسيّةٍ:

1- تمكين ال متعلّمين من المعرفة:
ويتمثّل ذلك في إعدادهم لاكتساب مفاهيم ومعارف ومهارات.

2- خلق الرغبة والقبول لدى المتعلّمين:
وذلك من أجل إدماجهم في سيرورةٍ محدّدةٍ وإيجاد حلولٍ لإشكالياتٍ معيّنةٍ في الموضوع، ومن أمثلة ذلك في المناقشة بشكلٍ جدّي.

3- تحريك المتعلّمين للقيام بأعمالٍ معيّنةٍ:
ويتبلور ذلك في وضع إستراتيجياتٍ أو مناهج وخطط عمل لقضايا تمسّ المجموعة.

 

 

رابعًا: مهام المنشّط

1- الاستقبال:

وضع الأمور في أماكنها، وذلك من خلال:
- التعرف على المشاركين.
- تحديد الأهداف.
- تحديد الأدوار.

2- تقديم الموضوع:
- التأكد من أنّ الجميع فهم الموضوع.
(سيأتي بيان ذلك لاحقًا، وضعيّة مشكلة).
- التحديد الدقيق للموضوع.
- بناء الموضوع في صورةٍ تجعله في مستوى المشاركين.
- التناسب بين الموضوع ووقت الإنج
از.

3- العمل على الإثارة والدفع إلى العمل:
على كلّ مشاركٍ أن يساهم، ولكي يتحقّق هذا الهدف، فإنّ المنشّط مدعوٌّ لخلق ظروف المشاركة، منها:
- الاهتمام بحاجات ورغبات المشاركين (أي جعلهم يشعرون أنّ الموضوع يشبع حاجاتهم وذلك بالعمل على ربطه باهتماماتهم).
- إثارة تفكيرهم.
- الديمقراطيّة (اعتبار جميع المشاركين متساوين).
- قبول كلّ الأفكار والعمل على تقويمها.
- تشجيع التواصل الجماعي.
- المساعدة على توضيح الأفكار التي تبدو غامضة.

4- بناء تصميمٍ لمناقشة الموضوع:
- تمكين المشاركين من التحليل الموضوعي.
- تمكينهم من طرح كلّ المشكلات.
- مساعدتهم على تحليل ومناقشة كلّ المواقف والأفكار المسبقة.
- تمكينهم من اتخاذ القرار المناسب.

5- معرفة تدبير حصّة التنشيط:
- الإنصات.
- إعادة التذكير بالموضوع كلّما دعت الضرورة.
- التقيّد بالموضوع وعدم الخروج عنه.
- معالجة المشاكل غير المتوقّعة أو تأجيل ذلك إلى وقتٍ مناسب.
- الموضوعية.

- الضبط.
- الحذر واليقظة.
- الحسم واتخاذ القرارات.
- منع وتوقيف التدخّلات الهدّامة.
- إسكات المهدار (الثرثار) دون التأثير على سير العمل.
- تحريك غير الراغبين في الكلام.
- منع تكوين جماعاتٍ ضيّقةٍ داخل المجموعة (انقسام المجموعة).
- تلخيص المداخلات وإعادة صياغتها وتبويبها.

 

 

خامساً : أنواع تقنيّات التنشيط

يرتكز التنشيط على مجموعةٍ من التقنيّات، ويقصد بها مجموعة الإجراءات والآليّات الموظّفة لتنشيط الجماعة، وهي تقنيّاتٌ متعدّدةٌ يختار منها الأستاذ ما يتناسب مع الموضوع، مثال:

 

1- الزوبعة الذهنيّة أو العصف الذهني:
تقوم تقنيّة الزوبعة الذهنيّة على إشراك المتكوّنين في المناقشة بهدف إنتاج واقتراح أفكارٍ بشكلٍ جماعيٍّ، أو لإيجاد حلولٍ لموقفٍ أو وضعيّةٍ - مشكلة.

وتستند هذه التقنية إلى جملة من الشروط أو المبادئ منها:
- عرض المنشّط المشكلة أمام المجموعة وتوضيحها وتحديد عناصرها.
- إدلاء كلّ مشاركٍ بآرائه واقتراحاته دون حكمٍ أو نقدٍ للآخرين.
- عدم نقد أفكار المشاركين وتأجيل ذلك حتّى يتمّ الاستماع لكلّ المساهمات.
- عدم إيقاف وحصر الطاقة التعبيريّة للمتدخّلين.
- العمل على إغناء النقاش: كثرة وغزارة في الأفكار والاقتراحات.
- جمع الأفكار والتدخّلات وتدوينها.
- تحليل الأفكار والاقتراحات في النهاية للخروج باستنتاجٍ عام.

 

2- حلّ المشكلات:

هي تقنية تنشيطٍ يوزَّع خلالها المشاركون إلى مجموعاتٍ صغرى (3 أو 4 أفراد) من أجل مناقشة مشكلةٍ معيّنة أو البحث عن حلٍْ لهذه المشكلة يتمّ عرضه عليهم. وتتحدّد أدوار المنشّط والمشاركين بالنسبة لهذه التقنيّة عبر ثلاثة مراحل:

 

3- المناقشة على مراحل:

هي تقنيّة تنشيطٍ تتيح الإحاطة بجوانب موضوعٍ معيّنٍ عبر مراحل، حيث يتمّ إنتاج مجموعةٍ من المساهمات عن طريق توزيع المشاركين إلى مجموعاتٍ للعمل لمدّةٍ محدّدةٍ. وبعد ذلك يتمّ الموازنة بين مختلف الانتاجات لاستنتاج خلاصاتٍ نهائيّةٍ تنال موافقة الأغلبيّة.

 

4- تقنيّة دراسة الحالة:

هذه التقنية تتعلّق بدراسة حالةٍ معيّنةٍ نفسيّةٍ أو اجتماعيّةٍ أو سياسيّةٍ أو اقتصاديّةٍ أو ماديّةٍ أو فكريّة؛ وغالبًا ما تكون من واقع الحياة اليوميّة أو المهنيّة أو العلميّة، تستوجب قرارًا أو حلًّا معيّنًا. وهي تسمح بالتعاطي الموضوعي والواقعي مع الحالة، سواء ما تعلّق بتحليل الحالة أو اقتراح الحلول أو إنجازها وتتبّعها.

وتقوم هذه التقنيّة على التالي:
- يحدّد المنشّط / الأستاذ الحالة موضوع التنشيط بدقّةٍ، حيث تستوجب اتخاذ قراراتٍ وحلول، ويعرضه على جماعة القسم مع تبيان المطلوب منهم، ويمكن العمل بالمجموعات في هذه التقنيّة.
- يقرأ موضوع الحالة أو نصّها من قبل المجموعات أو جماعة القسم، ثم يشرع في تحليله ودراسته وفهمه، ثم تقدّم الحلول والقرارات والمساهمات بعدما يغيّر بعض الأفراد اقتراحاتهم أو حلولهم أو قراراتهم بناءً على الاقتناع بوجهة النظر الأخرى لزملائهم أثناء التحليل والدراسة والهمم. 
- ينظّم المنشّط الأستاذ التدخّلات، ويوجّهها إلى صلب الموضوع ويحصرها داخله، ثمّ يجمع مساهمات التدخّلات.
- يقوم المنّشط الأستاذ بمعيّة جماعة القسم بتقديم المقترحات والقرارات والحلول مع تبريرها، وتعمل جماعة القسم على تدوينها والقبول بها.

 

5- تقنيّة لعب الدور : 

هي تقنيّة تنشيطٍ تقوم على تخيّل واستحضار مجتمع الظاهرة موضوع الدراسة واستيعابه ثمّ تمثيله وتشخيصه. وهذه التقنيّة تتيح للأشخاص تقمّص الأدوار والتكيّف معها. ومثال ذلك لعب المكوّن لدور الأستاذ (سائق حافلة أو مدير مؤسّسة).

ويمكن تحديد أدوار المنشّط والمشاركين كالتالي:

المراحل/ الأدوار/ قبل الإنجاز/ أثناء الإنجاز/ بعد الإنجاز.  

• على المنشّط تقديم وضعيّةٍ ملموسةٍ من الواقع المُعاش لإبراز التمثّلات والمواقف والقيم المراد التعبير عنها.
- إختيار الممثّلين والأدوار.
- تصميم للعب الأدوار.
- تقديم شكليّات اللعب.
- إعطاء انطلاقة اللعب.
- تدبير الوقت.
- مطالبة كلّ ممثّلٍ أن يوضح ما يريد التعبير عنه من خلال تقمّص الدور.
- الطلب من المشاهدين تحديد المشاهد التي أثارت انتباههم. 
- تركيب الآراء المعبّر عنها.
- إعطاء خلاصةٍ نهائيّة مطابقةٍ للأهداف المحدّدة في البداية.

• على المشاركين التطوّع للعب الأدوار.
- لعب الدور بتفاعلٍ مع الممثّلين الآخرين ومتطلّبات الموقف.
- الحرص على التعبير عن المواقف والعواطف والآراء.
- قبول الحلول المقترحة.


6- تقنيّة فليبس 6×6 Philips، وتقوم هذه التقنية على:

- توزيع جماعة القسم إلى مجموعاتٍ تضمّ ستّة أعضاء، يتداولون في موضوع التنشيط أو في الدرس لمدّة ستّ دقائق بمعدّل دقيقةٍ لكلّ عضو.
- تختار كلّ مجموعةٍ منشّطًا ومقرّرًا وناطقًا بإسمها.
- يُحاور منشّط الأعضاء بمعدّل دقيقةٍ لكلّ عضوٍ حول الموضوع التعلّمي، كما يحاور نفسه ذات المدّة.
- يُدون المقرّر على ورقةٍ كبيرةٍ ما يدور في كلّ حوار، ويعمل على اجتناب المعلومات والأفكار المتكرّرة، وذلك بخطٍّ غليظٍ واضحٍ حتى يُعرض العمل على جماعة القسم.
- عند انتهاء المحاورات تُعاد قراءة التقارير، ويناقشها أعضاء الفرق وينقّحونها ويعدّلونها لمدّة خمس دقائق.
- يعلّق الناطق تقرير مجموعته ويقرأه على جماعة القسم.

!! وهناك من يمارس هذه التقنيّة وفق الأصل حيث يجتمع المقرّرون لعرض نتائج مجموعاتهم تحت إشراف منشّط، في حين يتابع الأعضاء الآخرون عمل المقرّرين في صمت. ثمّ يرجع المقرّرون إلى مجموعاتهم لمواصلة الحوار والتباحث، وهكذا دواليك إلى نهاية النشاط.

 

7- تقنيّة التجميع 4.3 : 

وهي تقنيةٌ تقليديّةٌ كلاسيكيّة، تعتمد على تقسيم جماعة القسم إلى مجموعاتٍ صغيرةٍ تضمّ ثلاثة تلاميذ أو أربعة وفق اختيارهم في الانضمام إلى هذه المجموعة أو تلك، إلا أنّه أصبح اليوم هذا الاختيار مبنيًّا على التقويم التشخيصي، الذي يُمكّن كلّ متعلّم من معرفة المجموعة التي يمكن أن ينضم إليها. كما يمكن للأستاذ أن يوزّع التلاميذ إلى مجموعاتٍ بناءً على ذلك التقويم التشخيصي، ويجري الإجراءات التالية:

ـ يمد الأستاذ المجموعات بالوثائق والمعينات اللازمة في موضوع التنشيط، ويطلب منها مقاربته فيما بين أعضائها مع إنجاز تقريرٍ حول المقاربة ونتائجها، لتشارك به المجموعة في إنجاز التقرير التركيبيّ النهائيّ لجماعة القسم.
ـ تقوم كلّ مجموعةٍ بمقاربة الموضوع داخل غلافٍ زمنيٍّ يمتدّ ما بين 10 إلى 20 دقيقةٍ حسب وتيرة التعلّم ودقّته.
ـ تعرض المجموعات نتائج مقاربتها وعملها على القسم في دقيقتين أو ثلاث، مما يوجب التركيز والضبط والدقّة والسرعة في العرض.
ـ يساعد الأستاذ التلاميذ في إنجاز تقريرٍ تركيبيٍّ من تقارير المجموعات، مع إغنائه وإثرائه بمعطياتٍ ومعلوماتٍ ومعارفٍ جديدةٍ إن كانت ضروريّةً ولازمةً، حيث ينتدب الأستاذ تلميذًا لكتابة التقرير التركيبيّ ثمّ تتمّ قراءته وتسجيله عند التلاميذ للرجوع إليه والبناء عليه وحفظ المكتسبات الجديدة.

 

8- تقنيّة المحادثة :  

- يختار كلّ تلميذٍ أحد الرقمين 1 أو 2 ليكون رقمه داخل مجموعةٍ ثنائيّةّ.
- كلّ حامل رقم 1 يسأل زميله رقم 2 مدّة دقيقة، ثم يتبادلان الأدوار. 
- يعرض كلّ تلميذٍ نتيجة حواره أمام كامل القسم.
- تدخّل الأستاذ يكون مساوقًا للعروض، مع تسجيل المعطيات التي يراها ضروريّة.

تدريب
2570قراءة
2015-12-18 17:19:53

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا