12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المسرح >> القصة في أدب الأطفال(1)

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

القصة في أدب الأطفال(1)

***القصة في أدب الأطفال***

1- تحديد القصة :
القصة لون من ألوان الأدب له جمال وفيه متعة ، يحبه الكبار ، ويعشقه الصغار ، إذا ما أجيد إنشاؤه وسرده وسماعه.
وقصة الصغار تختلف في بعض أبعادها عن الكبار، فهي :
"فنٌّ أدبي نثري موجّه إلى الطفل، وملائم لعالمه، يضم حكاية شائقة ذات موضوع بسيط ومحدد ، شخصياتها واضحة المعالم والأفعال ، ولغتها مستمدة من قاموس الطفل، تطرح مفهوماً معيناً ذا هدف تربوي أو فكري أو إجتماعي أو تاريخي".
وقيمة القصة عند الطفل أنها، كما سنرى، تحقق أهدافاً ثلاثة :
- تُغني الطفل بالمفردات والتعابير اللغوية ، والأفكار والمفاهيم الحياتية .
- تثير انفعالات وعواطف الطفل النفسية .
- تنشط العمليات العقلية المعرفية كالإدراك والانتباه والخيال.

2- عناصر القصة :
والقصة جسم فني ، له مقومات أساسية ، نذكر منها:

- الفكرة الأساسية:

وهي محور أحداث القصة ، وحسن اختيارها يعتبر أساساً في نجاحها وخلودها . فالقصة التي نريد ليست أداة تسلية وترفيه فقط ، وإنما هي إلى جانب ذلك ، وسيلة تربية وتعليم . فكل قصة مطلوبة لا بد وأن تتضمن درساً أخلاقياً ، أو مفهوماً علمياً ، أو حدثاً تاريخياً ، أو مشكلة اجتماعية ، أو ظاهرة طبيعية أو صحية أو غيرها ...

وباختصار يمكن القول: إن وظيفة القصة لا تتحقق دون طرح فكرة أو مفهوم أو حدث.

وحتى تكون الفكرة مفيدة ومشوقة ، يتفاعل الطفل مع أحداثها ، لا بد من احترام الأمرين التاليين:
- أن تكون مفيدة وممتعة ، وواضحة ومحددة ، تقود الطفل برفق نحو الاتجاه الذي تهدف اليه.

- أن تكون مختارة بشكل يناسب مستوى الطفل الثقافي ، ودرجة نموه النفسي ، ومجال خبرته العملية.

‌ب- البناء والحبكة :

بعد وضوح الفكرة في ذهن الأديب ، ينتقل إلى مرحلة تالية تتضمن أمرين:

البناء : وهي صنع سلسلة من الأحداث والمشاهد والمواقف التي تشكل جسم القصة أو بنيتها.

- الحبكة : وهي ربط هذه الأجزاء ، وإحكام بنائها بطريقة منطقية بحيث تجعل من مجموع القصة وحدة متماسكة ومترابطة ومتسلسلة.
وأبسط صورة لبناء القصة المحبوكة ، هو ذلك الذي يتألف من قواعد ثلاث:

1) المقدمة : وهي بمثابة تمهيد لفكرة القصة ، هدفها إثارة فضول الطفل وشوقه للإستماع.

2) العقدة : وتمثل المشكلة التي تظهر من تتابع أحداث القصة ، وتحتاج إلى الحل، أو الموقف الغامض الذي يتطلب التفسير . وقيمة العقدة أنها تشكل ذروة الصراع، بحيث يصل السامع إلى قمة التوتر والنشاط الذهني.

3) النهاية (أو الحل) : وبها تتضح الحقائق ، وتتحدد المواقف ، فيهدأ النشاط، ويزول التوتر، وتدخل الراحة إلى نفس السامع
4) ...
ويختصر بعضهم هذه القواعد بالقواعد :

في المقدمة نجد تمهيداً قصيراً للفكرة ، تتتابع بعدها الحوادث، فينمو الصراع ، حتى يصل إلى أقوى الحوادث إثارة (العقدة)، وبعدها تبدأ السُحب بالتبدّد ، وتنفتح طرق الحل في نهاية القصة.

‌ج- أسلوب القصة :

ويمثل البناء الفني الذي يعبر عن فكرة القصة وحوادثها وشخصياتها ، وميزات هذا البناء تتحدد بالأمور التالية:

1) البساطة في الألفاظ ، والوضوح في المعاني، والدقة في التعبير ... بالشكل الذي ينسجم مع المستوى اللغوي والفكري العام للأطفال.
2) القوة في قدرة الإستيعاب على إيقاظ حواس الأطفال ، وإثارة انفعالاتهم وتحريك عواطفهم ... بالشكل الذي يتفاعلون فيه مع أهداف الكاتب.
3) الجمال في أسلوب صياغة العبارة ، وبالتوافق الموسيقي والتآلف الصوتي ، بحيث يجذبهم سحر العبارة ، فيتعلقون بالفكرة، ويؤمنون بها. وحتى يحقق الكاتب هذا البناء الفني وأهدافه، عليه :
- أن يحيط بلغة الطفل وأسرارها ، فيختار من الألفاظ والتعابير ما يناسبها.
- أن يتجنب الكلمات المبهمة التي تعرقل عملية الفهم ، فيختار الكلمات المألوفة والمتداولة.
والأسلوب الفني يختلف باختلاف نوع القصة ، فيتسم بالقوة إذا كانت بطولية ، وبالهدوء إذا كانت اجتماعية، وبالموضوعية إذا كانت علمية وبالانفعالية إذا كانت عاطفية ، وبالإيحاء إذا كانت خيالية.
‌د- الشخصيات:
وهؤلاء يجسدون أفكار القصة ومواقفها ، وكلما أحسن الكاتب رسم أفعالهم وحركاتهم وذوبانهم مع الحدث ، كلما جعل الأطفال يتخذون إزاءهم مواقف عاطفية إيجابية أو سلبية ، حتى يصل بهم الأمر إلى التقمص الوجداني ، فيحزنون لحزنهم ، ويفرحون لفرحهم ، وينفعلون بمواقفهم . ومن خلال مراقبة الأطفال أثناء تفاعلهم مع أحداث القصة ، نلاحظ اهتمامهم بالبطل ، ومتابعتهم لتفاصيل أفعاله ، وهذا نابع ربما من بحثهم عن أشخاص يقتدون بهم ، وبالأخص أولئك الذين يحققون من خلالهم رغباتهم وطموحاتهم ، وهنا يجدر بالكاتب اعتماد الدقة في اختيار الشخصيات الحركية التي تحقق التأثير ، وتصوّر القدوة ، فيركز على الخصائص التالية:
- أن تكون طبيعة الشخصيات مناسبة لمراحل نمو الأطفال وتفكيرهم.
- أن تكون واضحة في معالمها ، ومحسوسة في أفعالها ، بحيث يسهل عليهم رسم خصائصها في مخيلتهم.
- أن تكون متمايزة، أي إذا تعددت الشخصيات ، فعلى الكاتب إبراز عناصر الاختلاف فيما بينهم.
- أن تكون محبّبة ومشوّقة تستهوي قلوب الأطفال وعواطفهم.
- أن تكون خيّرة ، تمثّل مواقف الحق والخير والصدق والشجاعة .. أما إذا كانت شريرة ، فيجب أن تكون عاقبة أعمالهم سيئة.

توجيهات عامة:
بالإضافة إلى الملاحظات الفنيّة السابقة، يحسُن بالكاتب احترام التوجيهات التالية:

1) مراعاة التوازن بين مراحل القصة ، فلا يطيل في المقدمة ، ولا يبالغ في عرض العقدة.
2) تجنب الأسلوب الخطابي أو الوعظي ، فإذا أراد الإفصاح عن أهدافه ، فليعرضها في سياق أحداث القصة بإيحاءات ذكية وغير مباشرة.
3) أن يعتمد الصدق والدقة في سرد المعلومات التاريخية والعلمية.
4) أن يعتمد أسلوب التشويق الذي يسيطر على انتباه الطفل حتى نهاية القصة.
5) أن يثير بعض التساؤلات أثناء القصة، التي تبعث على التفكير والتحليل.

 

تدريب
1311قراءة
2015-12-20 19:13:25

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا