12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الإمام المهدي (عجل الله فرجه) >> لرؤية صاحب الزمان عليك بصانع الأقفال

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

لرؤية صاحب الزمان عليك بصانع الأقفال
بسم الله الرحمن الرحيم

قصة عن كيفية إقامة العلاقة مع صاحب الزمان بعنوان: "صانع الأقفال"

كان لأحد العلماء أمنية عظيمة، وهي زيارة حضرة بقية الله الأعظم (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وتألم كثيراً لعدم توفّقه لذلك، فبدأ بالرياضة الروحية وجهاد النفس، أملا منه بلقاء صاحب العصر والزمان "عج" .
فسعى في ذلك مدة من الزمن، لكنه لم يوفق، ثم تابع سعيه وعمل على تهذيب نفسه ولم يحصل على نتيجة. ولكنه مع ذلك فقد حصل له صفاء باطني نتيجة السهر في الليالي، والمناجاة في الأسحار، فأعطاه ذلك حالة روحية جيدة.

وفي إحدى هذه الحالات قيل له: لن تتمكن من رؤية صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حتى تسافر إلى ذلك الكان المحدّد، وإن كان سفرك صعباً لكن ستهون الأمور أثناء الطريق. فوصل بعد عدة أيام إلى تلك المدينة، وأخذ بتهذيب نفسه وتزكيتها هناك، إلى اليوم السابع أو الثامن والثلاثين، فقيل له: إن صاحب الزمان موجود في سوق الحدادين الآن، وهو جالس على باب دكان رجل عجوز يصنع الأقفال، فقم إليه. فنهض والشوق يحركه باتجاه دكان الصانع، وبوصوله رأى ولي العصر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) جالس هناك يكلمه ويحادثه بحرارة ومحبة. ألقى السلام.. فأجابه الإمام مشيراً بالسكوت... أطاع وتنحّى جانباً، فرأى امرأة عجوز قد احدودب ظهرها، تستعين بعكاز، أقبلت تعرض بيدها المرتجفة قفلاً وقالت:
"أيمكنك لوجه الله تعالى شراء هذا القفل مني بثلاث دراهم، لأنني بحاجة إلى هذا المبلغ!؟"
أخذ الصانع القفل منها.. نظر إليه فوجده سالماً لا عيب فيه، فقال لها: أختاه إن هذا القفل يساوي ثمانية دراهم، ولا تتجاوز قيمة مفتاحه درهمين، إذا دفعتها لي أصنع لك مفتاحاً لهذا القفل فتصبح قيمته عشرة دراهم. فقالت العجوز: لا.. إني لست بحاجة إلى ذلك.. اشتري مني هذا القفل بثلاثة دراهم، وسأدعو الله لك فأجابها الصانع بكل بساطة: أختاه أنت مسلمة، وأنا أدعي أنني كذلك مسلم، فلماذا أخذ مال المسلم رخيصاً وأضيع حقه. هذا القفل يساوي ثمانية دراهم، وإذا اشتريته فسأدفع سبعة دراهم، لأن كسب أكثر من درهم واحد في المعاملة سيكون بلا إنصاف، فإذا أردت البيع سأشتريه منك بسبعة دراهم، وأكرر لك قيمته الحقيقية هي ثمانية دراهم، ولكن بما أني كاسب وعلي أن أربح سأدفع سبعاً.
ولعل العجوز لم تكن لتصدق أن هذا الرجل يتكلم بجدية، فقالت: لا أحد رضي بشرائه بأقل من هذه القيمة، وأنا أتمنى أن أخذوه مني بثلاث وأنا أعرف أنه لا يباع باثنين، لكني بحاجة إلى ثلاثة دراهم.
لكن الصانع أعطى تلك المرأة سبعة دراهم وابتاع القفل منها ثم ذهبت، فقال الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) للعالم: هل رأيت هذا المشهد أيها السيد العزيز؟ كونوا هكذا واعملوا بهذه الطريقة كي آتي بنفسي إليكم، فالانزواء والقعود لا لزوم له. اعملوا العمل الصالح، وكونوا مسلمين لأتمكن من مساعدتكم، من كل هذه المدينة لم أختر غير هذا الرجل العجوز.. لأنّ لديه "دين" ويخشى الله أيضاً، امتحان قد أداه بنجاح فمن بداية السوق كانت هذه العجوز تعرض حاجتها، لكنهم لما علموا حاجتها أرادوا شراء القفل منها رخيصاً، ولم يشتره أحد منهم حتى بثلاثة دراهم. لكن هذا العجوز اشتراه بسبع... فما من أسبوع إلا وآتي إليه أطيب خاطره وأسأل عن أحواله.

الخلاصة: إنّ بناء العلاقة الصحيحة مع صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف تحتاج الى التقوى والعمل الصالح، فالتوسل والدعاء أمر مهم للقائه، ولكن يجب أن يقترن ذلك بالأفعال الخيرة والأعمال الصالحة من مساعدة الناس الفقراء والمستضعفين واليتامى والمساكين وحمل هموم الناس، فإن ذلك أحب الى الله ورسوله وأهل بيته من الانزواء والتعبد فقط.

الأنشطة الثقافية
2463قراءة
2015-12-27 15:50:18

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا