12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> إلى جنّة المأوى

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

إلى جنّة المأوى

بعد انتهاء واقعة كربلاء، خلدت عقيلة آل أبي طالب (عليها السلام) إلى البكاء على انقراض أهلها وكانت لا تجفّ لها عبرة، ولا تفترّ عن البكاء وكانت كلما نظرت إلى ابن أخيها الإمام زين العابدين (عليه السلام) يزداد نحيبها وحزنها، وأخذت تراودها صباحاً ومساءً تلك الذكريات المروّعة التي جرت على أخيها الحسين في كربلاء، حتى ضاقت بها الأرض، ولم تكن تلبث أن ترفع صوتها عالياً مشفوعاً بالألم والبكاء قائلةً:

واحسيناه...
واأخاه..
واعباساه..
وامصيبتاه..
حتى تهوي على الأرض مغمىً عليها، وقد صارت شبحاً، وذوت كما ذوت أمها الزهراء (عليها السلام) عاشقةً لمفارقة الدنيا، والالتحاق بجدها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لتشكو إليه هول ما عانته من الرزايا والأسر والسبي وما جرى على أخيها وأهل بيتها من القتل والتمثيل...

ولم تمكث عقيلة بني هاشم بعد كارثة كربلاء إلا زمناً قليلاً حتى تناهبت الأمراض جسدها الطّاهر، وصارت شبحاً لا تقوى حتى على الكلام ولازمت الفراش وهي تعاني آلام المرض، وما هو أشق منها وهو ما جرى عليها من الرزايا، وكانت ماثلة أمامها حتى الساعات الأخيرة من حياتها...

وقد وافتها المنية ولسانها يلهج بذكر الله وتلاوة كتابه، وقد صعدت روحها الطاهرة إلى السماء كأسمى روحٍ صعدت إلى الله تحفّها ملائكة الرحمن، وتستقبلها أنبياء الله وهي ترفع شكواها إلى الله، وما لاقته من المحن والخطوب التي لم تجرِ على أي إنسان منذ خلق الله الأرض.

انتقلت العقيلة زينب إلى جوار الله تعالى في الخامس عشر من شهر رجب سنة 62 للهجرة، وقد آن لقلبها الذي مزقته الكوارث أن يسكن ولجسمها المعذّب أن يستريح.

وقد اختلف المؤرخون في البقعة التي حظيت بجثمانها المعظّم، فمنهم من قال أنّها توفيت في يثرب، ودفنت في بقيع الغرقد، وبأنها أوصت أن تدفن في غلس الليل كأمها الزهراء(عليها السلام).

ومنهم من قال أنّ قبر الصديقة الطاهرة زينب (عليها السلام) في مصر، حيث اختارت سيدتنا الهجرة إلى مصر للأخذ بثأر أخيها الحسين (عليه السلام)، فأعلنت العصيان على الطّاغية يزيد، وتوفيت هناك.

ومنهم من أفاد بأنها توفيت في إحدى قرى الشام بعد سفرها إلى الشام بسبب مجاعة عظيمة حدثت في يثرب.

وعلى أية حال، فإنّ المشهور في الأوساط الإسلامية أنّ قبر العقيلة في الشام حيث هو قائم الآن، وقد أحيط بهالة من التقديس والتعظيم، شأنه شأن مرقد أخيها أبي الأحرار (عليه السلام) الذي صار أعزّ مرقد وأمنعه في الأرض.

الأنشطة الثقافية
1110قراءة
2015-12-27 16:35:59

تعليقات الزوار


doha tarhini