12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> قمر بني هاشم

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

قمر بني هاشم


كان أوّل مولود زكيّ للسيّدة أمّ البنين هو سيّدنا المعظّم أبو الفضل العباس (عليه السلام)، وقد ازدهرت يثرب، وأشرقت الدّنيا بولادته وسرت موجات من الفرح والسّرور بين أفراد الاَسرة العلوية، فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدّنيا بفضائله ومآثره، وأضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً نديّاً عاطراً.

وحينما بُشِّر الاِمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا المولود المبارك سارع إلى الدار فتناوله، وأوسعه تقبيلاً، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشّرعيّة فأذّن في أُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، لقد كان أوّل صوت قد اخترق سمعه صوت أبيه رائد الاِيمان والتقوى في الاَرض، وأنشودة ذلك الصّوت.

" الله أكبر"...... "لا إله إلاّ الله"

وارتسمت هذه الكلمات العظيمة التي هي رسالة الاَنبياء، وأنشودة المتّقين في أعماق أبي الفضل، وانطبعت في دخائل ذاته، حتى صارت من أبرز عناصره، فتبنى الدعوة إليها في مستقبل حياته، وتقطّعت أوصاله في سبيلها.


سمّى الاِمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وليده المبارك (بالعباس) وقد استشفّ من وراء الغيب أنه سيكون بطلاً من أبطال الاِسلام، وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل، ومنطلق البسمات في وجه الخير.

وفي اليوم السابع من ولادة أبي الفضل (عليه السلام)، قام الاِمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بحلق شعره، والتصدّق بزنته ذهباً أو فضّة على المساكين وعقّ عنه بكبش، كما فعل ذلك مع الحسن والحسين (عليهما السلام) عملاً بالسنّة الاِسلامية.

لقد ولد العبّاس عليه السلام في 4 شعبان سنة 26 للهجرة، وهو الابن البكر لأمّ البنين، وأشهر كنية له هي "أبو الفضل"، ولجمال وجهه وإشراقه يقال له قمر بني هاشم.

كان الاِمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يرعى ولده أبا الفضل في طفولته، ويعنى به كأشدّ ما تكون العناية فأفاض عليه مكوّنات نفسه العظيمة العامرة بالاِيمان والمثل العليا، وقد توسّم فيه أنه سيكون بطلاً من أبطال الاِسلام، وسيسجّل للمسلمين صفحات مشرقة من العزّة والكرامة.
وقد أمضى أبو الفضل العبّاس 14 عاماً من عمره مع أبيه عليه السلام ومن ثمّ أمضى 24 عاماً مع أخيه الإمام الحسن عليه السلام و34 عاماً من عمره مع أخيه الإمام الحسين عليه السلام، وعليه فقد كان سنّه في كربلاء 34 سنة عند شهادته.

وكان قمر بني هاشم فارساً شجاعاً قويّ البنية ممتلئ الجسم، وكان تقيّاً صالحاً إلى الحدّ الذي عرف بالعبد الصالح.

ويصفه الإمام الصادق عليه السلام قائلاً:
"كان عمّنا العبّاس نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله عليه السلام وأبلى بلاءً حسناً ومضى شهيداً".

الأنشطة الثقافية
3177قراءة
2015-12-27 17:15:35

تعليقات الزوار


الأنشطة الثقافية