12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> شهادة الإمام الصّادق(عليه السلام)

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

شهادة الإمام الصّادق(عليه السلام)

 

في مثل هذا اليوم اكفهرّ الكون وعصف، فقد استشهد إمام معصوم من أئمة أهل البيت (عليهم السّلام)...

إنّه الخامس والعشرين من شهر شوال عام 148 للهجرة، حيث نفّذ المنصور خطته اللعينة في قتل إمامنا.

بعد أن كان المنصور قد خطّط مسبقاً للتخلّص منه (عليه السّلام)، حيث قيل للمنصور في أحد الأيام، وكان قد أتمّ القضاء على الكثيرين من آل علي (عليه السلام): الشّكر لله يا أمير المؤمنين، فقد تخلّصت أخيراً من كلّ خصومك... عندها قال المنصور: لا، فالأمر ليس كذلك؛ فأنا لن أحسّ بالرّاحة طالما كان جعفر بن محمدٍ على قيد الحياة...

وحين أتى الخامس والعشرين من شهر شوال، دسّ المنصور السم في العنب، وأجبره على أكله، وكان الإمام (عليه السلام) في الخامسة والستين من عمره الشريف.

ولمّا وصل خبر استشهاد الإمام إلى المنصور، بدأت دموع التّماسيح تنهمر على وجهه وهو يقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. ثمّ سارع فكتب إلى واليه على المدينة، محمد بن سليمان، كتاباً جاء فيه: إن كان جعفر بن محمد قد أوصى إلى رجل بعينه، فقدّمه واضرب عنقه. يريد بذلك أن يتخلّص من وصيّ الإمام (عليه السلام). لكنّ الإمام كان أقدر منه على ترتيب الأمور، وأصوب إلهاماً وتفكيراً. فقد نصّ عليه السلام على إمامة ولده موسى بن جعفر من بعده، أمام عددٍ من أصحابه المخلصين، ثمّ عمد إلى كتابة وصيّة، هي التي وقعت في يد عامل المنصور على المدينة فيما بعد، وجاء فيها أنّه أوصى إلى خمسةٍ وهم: أبو جعفر المنصور، ومحمد بن سليمان والي المدينة، وعبد الله الأفطح، ابن جعفر، وموسى بن جعفر، وحميدة زوجته.

حار الوالي في أمره، فكتب إلى المنصور يعلمه بفحوى الوصيّة، وحين عرف المنصور جليّة الأمر أسقط في يده وقال: ليس إلى قتل هؤلاء من سبيل وهكذا فوّت الإمام بحسن تقديره وثاقب تفكيره على المنصور فرصة البطش بالإمام من بعده.

وفيما قيل قبيل استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام)، عن أبي بصير أنه قال: دخلت على أم حميدة أعزّيها بأبي عبد الله الصادق (ع) فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله (ع) عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه ثم قال: «اجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة»، قالت: فلم نترك أحداً إلا جمعناه، قالت: فنظر إليهم ثم قال: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة».
عظم الله أجوركم باستشهاد سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
وهنيئاً لأرض البقيع التي حوت الجسد الطّاهر، وهنيئاً له لنزوله قرب أبيه وجدّه، وجدّته الزهراء، وعمّه الحسن رضوان الله وسلامه عليهم.

 

الأنشطة الثقافية
2072قراءة
2015-12-27 17:58:44

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا