12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المقالات التربوية >> إعرف أفرادك

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis


إعرف أفرادك


لا أعتقد أنك فهمت من عنوان مقالتي أن تعرف أسماءهم فلان بن فلان مع ضرورتها، لأنّ هذه المعرفة لا تعدو كونها رابط أدق من الشعرة.

إعرف أفرادك أقصد:
1. إعرف أسمائهم.
2. إعرف احتياجاتهم.
3. إعرف اهتماماتهم.
4. إعرف أهدافهم بالحياة.
5. إعرف طموحاتهم.
6. إعرف ما يزعجهم وما يسرّهم.
7. إعرف أوضاعهم الإقتصادية...

فهذه المعرفة عن كل واحد منهم هي مفتاحك إلى قلبه وروحه وعقله لأنها:

1. تجعلك على بيّنة ممن تتعامل معه.
2. توثق الصلة بينك وبينهم لأنّكم أصحاب أهداف مشتركة.
3. تزيد من ثبات الأفراد وتمنع تسربهم.
4. يجعلهم يثقون بك ويلجؤون إليك.

لذا إليك بعض الأفكار التي قد تساعدك:

1. إنت، يووو، لهونيك، لحدو، بالزاوية، ...... كلمات تتردد على شفاه المربين في الحجرات، ولكن لها وقع غير محمود على قلب الفتى، فبين أن تنادي فرداً باسمه (يا حسن) وبين أن تقول (إنت بالزاوية) فرق كبير بالإستجابة والتفاعل.
وللتعرف على أسمائهم في المرحلة الأولى لا بأس أن تلعبوا ألعاب التعارف أو أن يضع كلّ فرد بطاقة عليها إسمه.

2. كنت في زيارة لجدتي وجاءهم ضيف. فصرنا نتحادث وكنت يومها مشغوفاً بحب السمك وصيده، فصار يحدثني حتى أنني لم أكن راغباً بذهابه وتمنيت بقائه طويلاً مع فارق السن الذي بيننا.
بعد خروجه، سألت جدتي أهو بحار أم صياد سمك؟ فابتسمت وقالت أحسّ اهتمامك بالموضوع فاهتم به لإهتمامك. أظن أنّك فهت قصدي.

3. كيف يدير الدفة في المركب قبطانها إذا لم يعرف وجهة إبحاره وكيف يعرف القائد توجيه أفراده إذا لم يعرف أهدافهم بالحياة.

4. عندما نشعر بالتقدير يرتفع لدينا مستوى التحصيل والتفاعل، وإذا ما أحسسنا أنّ الآخر يقدّرنا نستمع له ونأخذ عنه ونستجيب لرغباته. وتذكّر أنّ العظيم من يشعر الجميع في حضرته أنّهم عظماء، وهذا محفّز داخلي ولا يخفى عليك أنّه أقوى من المحفّز الخارجي.

5. "أتريد أن تقول لي أنّك لا تستطيع أن توفّر من مصروفك 500 ليرة كلّ يوم وعلى مدى شهر تشتري البذلة".
عبارة ألقت على وجه ذاك الكشّاف مسحة حزن وخجل أعقلت لسانه فلم ينطق إلاّ بأحرف متقطّعة "ما ما ...." وانهمرت من عينيه دمعة حزن.
أقول لك ما كان يريد قوله لك " مصروف " هي كلمة ليست موجودة في قاموسه فلقمة العيش تحصيلها أمر متعسّر أحياناً

6. شقَّ طريقك إلى قلوبهم بإبتسامتك وانزل إليهم، فالضحكات التي تتعالى من أفواهم ليست هذرا ًولا سوء أدب إنّما هي براءة الطفولة وجمال الحياة.
إستفد منها واجعلها تظلّل النشاط بأفيائها، إذ إنّ التعلم بمرح أفضل أنواع التعلم. ولا بأس أن تحوّل معلوماتك إلى طرفة أو مسابقة، ولكن إحذر المساس بذوات الأفراد أو القيم أو كل ما يعتبرونه ذا قيمة عندهم.

وتأكّد أنّ المزحة التي تمسّ ذات الفرد سيعتبرها طعنة منك ولو قدر على الردّ عليك في وقتها لفعل، ولكنه قد لا يستطيع فتبقى حرقة في نفسه تحرمه من الإستفادة منك ومن علمك.


كتبتها لك لأنّي أحبّك وأحبّ أن أرى حجرة النشاط لديك تعجّ بالأولاد وهم يتعلمون بفرح.

 


مذكرات قائد عتيق

برامج
1124قراءة
2015-11-09 20:19:42

تعليقات الزوار


ناصر العرب