12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المقالات التربوية >> التعامل مع العناصر

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis


التعامل مع العناصر

تلبية الإحتياجات :وتشمل جوانب متعددة وهي:

تلبية الإحتياجات النفسية :

1. المحبة و العطف و الرحمة في التعامل : وفي هذا وصيتان وصية إلهية قرآنية للمبلغ بخصوص التعاطي مع أي مدعو { ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك } ووصية نبوية بخصوص التعاطي مع الصغار " إرحموا صغاركم " . والرحمة هذه ممكن ترجمتها بسلوكيات متعددة :
- التبسم في وجه العنصر (صغيراًكان أو كبيراً ) .
- السلام والمصافحة عند اللقاء ( أثناء النشاط أو حتى في أي مكان خاص أو عام ) .
- إيلاء الإهتمام الكافي لحديث الكشفية و كلامها مهما كان تقيمنا لأهميته لأنه مهم بالنسبة لها .
- التعاطي مع مشاكلها التي تطرحها بجدية متناهية و محاولة فهم المشكلة و النظر لها بحسب نظرتها هي للتمكن من فهم حقيقة شعورها و بالتالي الوصول إلى الحل الأمثل .
- السعي لحفظ مآثرها الجميلة و تذكيرها بها لتعزيز نظرتها الأيجابية لنفسها , على الا يعتمد اسلوب المدح لشخصها بل مدح الصفة الحسنة التي تتصف بها .
- الإبتعاد قدر الإمكان عن التمييز بين الكشفيات حتى لو برز تميز إحداهن على الأخريات ( يمكن تحفيز المميزة حين تميزها لكن هذا لا يبرر إعطاءها الإهتمام الدائم على حساب زميلاتها) .
- تجنب الذم للكشفية خاصة أمام زميلاتها , كذلك عليك أختي القائدة الإلتفات دائماً إلى أن الذم والمدح يكون للسلوك لا للفرد .
وهنا لابد من الإشارة إلى أن الرحمة تشمل إضافة للعطف والرأفة والحنان , الرقة والصفح والتجاوز عن الخطأ (وهذا لا يعني تجاوز الإرشاد و التوجيه) كذلك فإن الرحمة هي أيضا المنع من إرتكاب الخطأ ( أي سحب الذرائع والقضاء على العوامل التي ربما قد تدفع العنصر إلى الخطأ ), وهي السماحة والتسامح وغيرها . وممارسة القائدة أو المربية للرحمة أمام الطفل , بحسب مراحل حياته , والظروف التي يعيشها , تؤثر في نفسه , فهو يتعلمها عن طريق الممارسة , ويمارسها مع غيره .
وأخيراً , إن شعور الطفل بالأمن والأمان والحب والعطف والحنان يدفعه إلى التمسك بصاحب هذه المشاعر النبيلة أكثر , حتى وإن لم تؤثر الرحمة في التعاطي مباشرة , فإنها تفعل فعلها في قلبه وحناياه.

2. محاولة فهم الطفل : وهنا على القائدة عدم الإعتماد على تحليلها لفهم موقف العنصر وسلوكه لأن طبائع البشر والبيئة تختلف بين فرد وآخر وكذلك مستوى الأدراك , لذا من المهم أن تضع القائدة نفسها في مقام هذه الكشفية وتحاول فهم السلوك من وجهة نظرها أو حتى إعتماد مبدأ محاورتها لفهم سلوكها ثم يكون الحل بناء لما نتوصل إليه من تشخيص للمشكلة , ولنأخذ مثالاً على ذلك :
لو وجدنا طفلاً خملاً لا يلعب , خلافا لأقرانه وأبناء جيله , ولم نكن نعرف العوامل التي سببت هذا الخمول , وأخذنا بمعالجة هذا الأمر بشكل عشوائي , فإننا قد نقع بأخطاء قاتلة .)لأنه ربما يكون الخمول لسبب صحي , أو بدافع الإنطواء والإنعزال , أو بسبب مشكلة نفسية من مسببات المحيط , أو لشعور بالنقص أو حتى بالسمو والرفعة وغيرها من الأسباب العديدة )
فإذا أخذنا به إلى ساحات اللعب بدافع الحب , والود , والرغبة في إدخال السرور إلى قلبه , وأهداف سامية أخرى , فقد نقع في مشاكل أكثر تعقيداً , لأننا أمام مجموعة عوامل سببت هذا الخمول , وليس عاملاً واحداً .
لذا , لابد من دراسة الحالة بشكل معمق , لأن الطفل المريض - لو لم نكن على علم بطرق تشخيص المرض أو وسائل العلاج - فإنه قد يسأم من وصفاتنا وطرق متابعتنا , ويبحث عن طبيب آخر حاذق يلتحق بركبه .

3. التصابي للصبيان :أي التعامل مع الأطفال كالأطفال والتخاطب معهم بمفردات خطابهم ( مفردات واضحة و بسيطة لكن غير خاطئة ) واللعب معهم و مشاركتهم في نشاطهم و إهتماماتهم , وخير قدوة ومرشد لنا في هذا الإطار رسول الله محمد (ص) بتعامله مع الحسنين.

4. الحاجة إلى التقدير : وتتحصل عن طريق التقدير أو التحفيز أو الثناء ولهذه الطريقة أساليب متعددة تبدا من النظرة والبسمة إلى الهدية أو الشهادة أو الوسام وغيرها , قد أشرنا إلى المبدأ الذي يجب إتباعه لتطبيقها ( التقدير للسلوك لا للفرد) .
أما الطريقة الثانية لتحصيل تقدير الذات عند العنصر هو تكليف العنصر بمهمة محددة يكون قادراً على تحقيقها , مما يؤدي إلى رفع ثقته بقدراته حينما يرى أنه حقق إنجازاً ما , وتتحقق هذه الطريقة من خلال تشجيع العنصر على العمل بنظامي التقدم والأوسمة وكذلك العمل بنظام الجماعات .

5. تأمين البيئة المناسبة : و التي تلعب دورها في توفير جو من الإرتياح لدى الكشفية , لذا ينبغي أن يتوفر في المكان كافة الشروط الضرورية كالتهوءة و المياه (للشرب و الإستعمال ) . كذلك مراعاة المكان المناسب لجهة مراعاة الأحكام الشرعية .

6. دمجه بالجماعة : من الأمور التي تعتبر حاجة ضرورية للإنسان لإعتبارات متعددة تكوينية (بأصل الفطرة) أو حتى حياتية هي حب الإنتماء إلى المجموعة أو الجماعة ,وهذه الرغبة تبدأ وتظهر عند الفرد منذ بداية نشأته . لذا فعلى القائدة تكوين هذه الجماعة بشكل تتضمن التنوع بالقدرات وكذلك إمكانية الإنسجام والتواصل بين أفرادها , وهذا إضافة لكونه يزيد من معارف وقدرات أفراد هذه المجموعة من خلال تبادل الخبرات , فإنه يضمن إنتساب الكشفية إلى مجموعة تحمل المبادىء التربوية التي تزرعينها في نفوسهن ,وبالتالي يبعد الكشفية عن مرافقة ومصاحبة مجموعات السوء .

تلبية الإحتياجات الحركية :

1. توجيه طاقات الأفراد :فالأطفال المحبون للعب , والشباب أصحاب البنية الجسدية المتينة , يفترض أن نوّجه طاقاتهم بإتجاهات إيجابية , فنختار لهم نوع الألعاب والنشاطات , وندربهم على طريقة ممارستها , ونتابع معهم التطورات المتعلقة باللعب والنشاط ,ونشكل منهم فريق عمل ومجموعات متجانسة .
وكذلك لو لاحظنا ميلاً للتمثيل , أو الإنشاد أو الرسم أو الأشغال أو أي فن من الفنون , فإنه يفترض على القائدة أن تقوم بدور الراعي و المعلم والمشجع .

2. تنمية الطاقات : ونقصد بها تنمية طاقات العنصر للإستفادة منها ولتتخطى حد كونها موهبة إلى الحد الذي تصبح فيه مهارة , مثلاً إذا أكتشفنا أن ثمة كشفية تتميز بصوت حنون وجميل وخاشع فإننا نعمل على تدريبها على إستخدام طبقات الصوت وممارسة قرآءة القرآن إلى أن تصبح قارئة قرآن مميزة بقراءتها .
ويمكن لنا أن نعمل على إظهار هذه الطاقات عبر الأنشطة الإعلامية مثلاً , مما يشجع الصانع الصغير , أو المنشد الناشىء , والممثل المبتدىء , واللاعب المتوقد وغيرهم على العمل والإبتكار ليصل إلى مرحلة الإحتراف .

تلبية الإحتياجات الفكرية :

1. إكتشاف القدرات وتوجيهها :وهنا ينبغي على القائدة التنويع بالبرامج والأنشطة لتشمل أكبر قدر ممكن من إستخدام الطاقات الفكرية و القدرات المتنوعة بحيث يتمكن كل فرد من أن يطور قدراته , لذا على القائدة الإلتفات لعدم حصر أنشطتها وبرامجها بنوع واحد فقط لما من شأنه أن يؤدي إلى حصر الفائدة بجزء من الكشفيات اللواتي تنسجم هذه البرامج مع قدراتهن .

2. مساعدتها على فهم الظواهر :من الأمور الهامة لتطوير مستوى إدراك ووعي الفرد هو التفكر وهو إضافة لذلك وصية ركز القرآن على إيلائها أهمية كبيرة وإعتبرها وسيلة من وسائل القرب من الله , فهي بهذين المعيارين نقطة مهمة في عالم التربية , لذا على القائدة توجيه الكشفية نحو التفكر من خلال أمر وأنشطة متعددة (كالأسئلة الإستقرائية الإستجوابية , رؤية الظواهر وإستخلاص القانون العام , الإبحاث , رحلات الإستكشاف ...)لكن من المؤكد أن على القائدة توجيه الكشفية إلا ما هو مناسب لمستوى إدراكها - إي مراعاة العمر .

تلبية الإحتياجات الروحية :

1. الإهتمام بالبرامج الروحية :أن لكل أنسان على وجه البسيطة جوانب متعددة و أساسية مكونة لشخصيته , و أحد هذه الجوانب التي لا يمكن إغفالها , بل تعتبر من أبرز الجوانب التي تحدد سعادة الفرد أو شقائه هي أستقرار النفس و طمأنينتها و التي تتحقق من خلال البرامج الروحية أو العبادية , والتي أصبحت اليوم أكثر أهمية وأمس حاجة للإنسان عما مضى نظراً للأجواء السائدة المحيطة, وهنا يمكن للقائدة أن تلعب دوراً بارزاً في توفير هذا المطلب بنواحي و طرق متعددة , وتجدر الإشارة إلى أن إيلاء هذا الجانب حقه لايفيد في سد الإحتياجات فحسب بل يشكل عامل إستقطاب هام إذا تم التعامل معه بالشكل المطلوب و كان نابعاً من روح القائدة و قلبها ولم يكن متكلفاً خاصاً لأن المراكز أو الجمعيات التي تعمل على هذا الموضوع قليلة جداً بالنسبة لمراكز الفساد .
أما بالنسبة الطرق التي يمكن إتباعها لتعزيز روحية الكشفية تنقسم إلى ثلاثة أقسام : توجيهي (أي توجيهها لقراءة الدعاء أو زيارة المسجد , أو حضور الدرس الثقافي ..) أو عملي (إقامة برامج الدعاء , ختميات القرآن , إقامة الصلاة ضمن الأنشطة التي يدخل فيها وقت الصلاة ..) أو من خلال الملاحظة أو تقديم القدوة .


التوجيه و الإرشاد :

ولهذه العملية إسلوبين وطريقتين للعمل :

التوجيه والإرشاد المباشرين :

وذلك من خلال الأنشطة والبرامج الثقافية والتربوية والأخلاقية الموجهة (النوادي الكشفية , النشاط الأسبوعي ) و ينبغي أن تراعي هذه النشاطات و البرامج جملة ضوابط أهمها :

أ‌. الشمولية و التنوع : فالبرامج التربوية يجب أن تشمل الجوانب المتعددة التي تساهم بتقويم السلوك وزرع القيم وتعزيز الرادع ودفع الفرد نحو التقدم والرقي الخلقي و التربوي , لذا يجب أن تعالج الجوانب المتعددة ( الدينية , الإجتماعية , الجهادية , الصحية , العلمية و غيرها ) شاملة الجوانب الثلاثة الأساسية (السلوكية ,المهاراتية والمعرفية).

ب‌. التركيز على الضروريات : ينبغي على القائدة عدم الإستغراق في البحث عن التنوع و الشمولية مقابل إغفال التركيز على الضروريات و الثوابت أو حتى إهمالها .والضروريات هذه تشمل على سبيل المثال العبادات والواجبات التي ينبغي تخصيص الوقت الكافي لها ضمن البرنامج و ربما إحتاجت لإكثر من جلسة أو نشاط , و هذا لا يناقض سياستنا بل العكس صحيح فلا يمكننا أن نتعلق بالفروع و نترك الجذور . فتعليم الصلاة والوضوء والطهارات و غيرها من الأحكام هو أولوية وواجب فوق كل واجب , فلو تعلمت الكشفية كل المعارف و حصلت جميع المهارات و تأدبت بكل السلوكيات لكنها لم تتعلم أصول دينها و فروعه فهي لم تتعلم شيء .

التوجيه و الإرشاد الغير مباشرين :

و يتحصل من مجموعة أمور :

1. شخصية القائدة و سلوكها :فالكشفية تعتبر قائدتها المثل الأعلى التي يجب أن تتماهى بها, خاصة إذا كانت تود هذه القائدة و تحبها . فتكون دائمة المراقبة لكل سكناتها و حركاتها حتى لهندامها , و تقلدها بكل ذلك دون تفكير عميق بل لمجرد التأثر بها. لذا على القائدة الإلتفات إلى هذه النقطة الهامة و إسغلالها بما يحقق لها توجيه الكشفية إلى ما تريد بشكل غير مباشر مطبقة بذلك وصية أئمة أهل البيت (ع) كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم .

2. التشويق و الترغيب :وهو عامل تربوي مهم لتحفيز الافراد نحو سلوك معين . وميزة هذا الأسلوب هو تحقق العملية التربوية بأقل جهد على القائدة وأكثر رغبة وفرح من قبل الكشفية .لكن أختي القائدة يجب أن تلتفتي لضرورة مراعاة الشروط التالية : - إنسجام البرامج التشويقية مع رغبات الكشفية , بحيث تكون مورد حاجة عندها .

- التجدد الداشم في برامج التشويق ,فلا يصح أن يأخذ شكلاً محدداً واحداً , فلو كان التشويق أمراً يعيشه الفرد في كل لحظة من حياته , فلن يشكل عامل جذب و تشجيع , لذا علينا البحث الدائم على كل ماهو جديد و تربوي في آن .

3. البيئة :أثبتت جميع التجارب أن البيئة المحيطة بالفرد تؤثر بشكل أو بآخر على سلوكه وقيمه لذا على القائدة توفير هذه البيئة المؤاتية من خلال تعزيز أواصر الصداقة بينها وبين عناصرها من جهة,وبين العناصر أنفسهم من جهة أخرى, وبينها (هي و قيادة الفوج ) و الأهالي لما لذلك أثر في وضع البرنامج التربوي أو تعديله أو حتى التأثير في أسلوب الأهل التربوي في بعض الأحيان.

4. الأنشطة :و هي أيضاً أسلوب إضافي غير مباشر للتربية حيث تعمل القائدة على تخطيط النشاط بشكل مدروس يحمل في طياته مفاهيم تربوية يكتسبها العنصر بشكل تلقائي و محبب , ومن هنا عليك أختي القائدة الإلتفات الدائم لهدف النشاط و المفهوم الذي ستأخذه الكشفيات من هذا النشاط , و هذه القاعدة يمكن أن تشمل الأنشطة الروتينية ( كالألعاب و الصرخات و غيرها) و يمكن أن تشمل النشاطات العامة ( الإحتفالات , المسيرات , الرحلات و غيرها ), و أحيانا يمكن للقائدة أن تختار أسلوب النشاط لإصال مفهومها بدل الدرس .

 

 

برامج
1711قراءة
2015-11-10 08:38:12

تعليقات الزوار


doha tarhini