إدارة الغضب

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) :"الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخلّ العسل"
إدارة الغضب تعني خفض المشاعر الانفعالية والدوافع النفسية التي تسببه. انت لا تستطيع أن تتجنّب الأشياء أو الأشخاص الذين يسببون لك الغضب لكنّك تستطيع أن تتحكّم بردود أفعالك...
لماذا بعض الناس أشدّ غضباً من الآخرين؟
إن بعض الناس هم بالفعل أشدّ غضباً من الآخرين ومن السهل إغضابهم، وبعضهم الآخر لا يظهر غضبهم بصوت عالٍ وبمشاهد ملفتة ولكنهم مصابون بالتوتر المزمن. الأشخاص سريعي الغضب لديهم ما يسميه علماء النفس ضعف القدرة على تحمّل الإحباط، وهذا يعني ببساطة شعورهم بأنهم لا يجب ان يتعرّضوا للإحباط أو الإزعاج أو المضايقة، هم لا يمكنهم النظر للأحداث بمنظور واسع ويغضبون إذا بدا لهم الموقف غير عادل فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "الغضب يثير الطيش".
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل هؤلاء بهذا النمط منها:
العامل الوراثي أو الفيسيولوجي: هناك دلائل تشير إلى أن بعض الأطفال يولدون بسرعة الانفعال وسهولة الغضب وهذه العلامات تظهر في سن مبكرة جداً.
العامل الاجتماعي: إن المتعارف عليه في مجتمعنا أن الغضب هو شيء سلبي، وأن إخراجه هو أمر محظور، لكنّ الذي لم نتعلّمه هو كيفية إخراجه من قنواته الإيجابية.
التاريخ العائلي: العائلة الممزّقة او الفوضويّة، أو التي لا تحسب للتواصل العاطفي أي حساب، تؤثر سلباً على أفرادها وتجعلهم من الناس سريعي الغضب.
هل من الأفضل إخراج كل شيء؟
بعض الناس يستخدمون هذا الأسلوب كتصريح لهم بإيذاء الآخرين، وقد وجدت الأبحاث أن إخراج كل شيء أثناء الغضب يؤدي فعليّاً إلى مزيد من الغضب ومن العدوان ولا يفعل شيئاً في مساعدة الشخص الغاضب أو من سبب له هذا الغضب في علاج المشكلة.
وهنا من الأفضل البحث عن مسبّبات الغضب ووضع استراتيجيات لإبعاد الغاضب عن حافة الهاوية عندما يوصله الغضب إليها.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "الحلم عند قوة الغضب يؤمن الغضب الجبار"، وعنه عليه السلام :الغضب عدوّ فلا تملّكه نفسك"، وعنه عليه السلام :"احتجب عن الغضب بالحلم وأعرض عن الوهم بالفهم".
ترقبوا في الجزء الثاني: "استراتيجيات تبقي غضبك كامناً"