12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

تنمية المجتمع >> قانا الصمود

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis


قانا الصمود


في هذا اليوم من كل عام نستذكر مأساة مجزرة قانا الجليل التي فجعت الناس حيث أطلقت مرابض مدفعية اسرائيلية بعيدة المدى من عيار 155 ملم متمركزة داخل الأراضي اللبنانية المحتلّة، 17 قذيفة انفجر بعضها قبل ارتطامه بالأرض وعلى ارتفاع حوالى سبعة أمتار منها، فوق موقع للقوات الفيدجية التابعة لقوات الأمم المتحدة المنتشرة في الجنوب اللبناني، في بلدة قانا الجليل، وانفجر الباقي مع ارتطامه بالأرض، وكانت كلها تستهدف ثلاث هنغارات التجأ اليها حوالى 900 مواطن مدني لبناني جلّهم من الأطفال والنساء والمسنّين وذلك في تمام الثانية عشرة والدقيقة العاشرة ظهيرة نهار الخميس 18 نيسان 1996.

جحيم من نار القذائف المدفعية والصواريخ حوّل الأبرياء الى كتل ممزقة فمحت كرات النار الأسماء والوجوه والأعمار... وبلحظة لم يبقَ هناك سوى أشلاء معجونة بالدم والتراب والنار، وآثار أجساد تبخّرت رذاذ دم وسط غبار الحقد والإرهاب. «هذه الجريمة الجماعية» التي نفّذتها المدفعية الاسرائيلية أودت بحياة 110 مواطنين بينهم 33 طفلاً، ومثلهم من الجرحى؛ عائلات أبيدت بكاملها وأخرى لم ينجُ منها سوى ابن أو أب أو أم... انها جريمة القرن العشرين الكبرى بحق الانسانية جمعاء في أبشع مجازر ارتكبتها يد البربرية؛ انها مجزرة قانا التي نفث الصهاينة فيها أحقادهم في عناقيد الغضب تعبيراً عن وحشيتهم وشرورهم لينتقموا من تاريخ قانا الجليل وأبناء قانا الانجيل وأعادوا الكرّة ثانية في عدوان تموز.
وقد خلّف ذلك في وطننا عدداً من المعوّقين،والأيتام، والأرامل،والبطالة،والهجرة، ومشاكل اجتماعية أخرى.
لكن قانا قامت وتألّقت في سماء المجد بشهدائها المظلومين الأبرار الذين أصبح مثواهم ومقبرتهم مزاراً ومنارة يقصده الأحرار ليس من المناطق اللبنانية فحسب، بل من جميع أقطار العالم، الذين يزورون المنطقة فيقفون وقفة احترام واجلال امام النصب التذكاري الذي أقيم تكريماً للشهداء.
وخلال السنوات الأخيرة عادت قانا أفضل ممّا كانت واستطاعت أن تبلسم جراحها بفضل الروح المقاومة التي لطالما تميزت بها كما ساعدت الروح التضامنية التي تميّز بها الشعب اللبناني على تخطي الكثير من المشاكل الاجتماعية. واذا ذهبنا في جولة الى بلدة قانا لعاينا الكثير من التحسينات فقد شقت الطرقات، وأنشئت البنى التحتية، وزرعت الأشجار، وفتحت الساحات لتكون موقعاً سياحياً متميزاً ونموذجياً.
كذلك تم تجميل مداخل قانا بالأشجار واقامة الأرصفة وتأمين الانارة التي أعطت طابعاً جمالياً رائعاً. مع مستديرات مشجرة على المفارق الرئيسية، اضافة الى توسيع الطرقات الداخلية وتعبيدها.
كما لم تغفل قانا الصامدة الصعيد الثقافي فهي تقيم دورياً لقاءات حول البيئة وأهميتها في انماء البلدة، وندوات حول الصحة العامة. وفي مجال البيئة أيضاً تمت زراعة كمية كبيرة من الأشجار، وأقيم برنامج يومي للنظافة العامة للحفاظ على بيئة سليمة للبلدة، يشمل توظيف أكبر عدد من عمال النظافة، ووضع مستوعبات حديثة مع أغطية كاملة لمنع انتشار الروائح والأوبئة وهي تسعى دائماً الى تنمية مجتمعها.


تنمية مجتمع
1272قراءة
2016-01-06 08:48:34

تعليقات الزوار


تنمية مجتمع