12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الصلاة >> أسرار أفعال الصلاة

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

أسرار أفعال الصلاة

لابدّ للمكلّف المُتيقّظ من التّفكر في أسرار الصلاة والتّأدب بآدابها، وإلا كانت بمنزلة الجسد من غير روح، والشجرة من غير ثمرة، والعمل من غير غاية.

1- النية:

النية هي العزم على إجابة الله تعالى في امتثال أمره بالصلاة وإتمامها، رجاء ثوابه وطلب القربة منه. قال الصادق عليه السلام: (صاحب النية الصادقة، صاحب القلب السليم)،وقال الله تعالى: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) سورة الشعراء الآيتان88 ـ89. إنّ صاحب النية الخالصة، نفسه، وهواه معه مقهوران تحت سلطان الله والحياء منه.

2ـ تكبيرة الإحرام:

إن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء أو أكبر من يوصف أو من أن يدرك بالحواس، أو يقاس بالناس. قال الصادق عليه السلام: (إذا كبّرت فاستصغر ما بين السموات العلى والثرى دون كبريائه). إن تكبيرة الإحرام تبعث في النفس بهجة وفي القلب سروراً بمناجاة الله تعالى؛ وذلك لمن صدق في تكبيره لله، وإلا فقد عرف سلب لذة المناجاة وحرمان حلاوة العبادة.

3ـ القيام:

دوام القيام تنبه على إدامة القلب مع الله تعالى على نعت واحد من الحضور، قال النبي(صلى الله عليه وآله):(إن الله مقبل على العبد ما لم يلتفت). قال تعالى:(الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين) سورة الشعراء الآية 219.

4ـ القراءة والذكر:

إن كلام الله المُشتمل على الأساليب العجيبة والأوضاع الغريبة، والأسرار الدقيقة، والحكم الأنيقة، ليس المقصود منها محرد حركة اللسان، بل المقصود معانيها وتدبّرها، ليستفيد منها حكمة وحقائق، وأسراراً، وأمراً ونهياً، وذكر أنبيائه عليهم السلام ونعمه. أن كل ما يُشغل عن فهم معاني القراءة فهو وسواس، لذا يجب قول "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" لأنه مترصد لصرف القلب عن الله تعالى حسداً على مناجاته.

5ـ الركوع:

في الركوع ذكر لكبرياء الله تعالى وعظمته، وذُلاً وتواضُعاً له. و تكرار ذكر "سبحان الله العظيم وبحمده" زيادة في الخضوع والرّفعة عند الله تعالى. قال الصادق عليه السلام: (لا يركع عبد لله تعالى ركوعاً على الحقيقة إلاّ زينه الله تعالى بنور بهائه وأظلّه في ظلال كبريائه وكَساه كُسوة أصفيائه). في الركوع أدب وفي السجود قرب ومن لا يُحسن الأدب لا يَصلح للقرب. إن الله تعالى يرفع عباده بقدر تواضعهم له، ويهديهم إلى أصول التواضع والخضوع والخشوع بقدر إطّلاع عظمته علىسرائرهم.

6ـ السجود:

هو أعظم مراتب الخضوع وأحسن درجات الخشوع، وأعلى مراتب الإستكانة، وأحق المراتب بإستيجاب القرب إلى الله تعالى، وتَلقّي أنوار رحمته. وقد جعل الله تعالى معنى السجود سبب التقرب إليه بالقلب والسرّ والروح، فمن قرُب منه بَعُد عن غيره. قال الصادق عليه السلام: (ما خَسر والله قَطْ من أتى بحقيقة السجود، ولو كان في العمر مرة واحدة). إن تكرار ذكر "سبحان ربّي الأعلى وبحمده" تجديد لعظمة الله وعلوّه في كل مرة، أما حركات السجود تذكير للعبد بالموت والبعث. قال تعالى:(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى) أي أنه من التراب خُلقَ، وإليه يُردّ، ثم يُخرجُ منه مرة أخرى.

7ـ التشهد:

قال الصادق عليه السلام: (التشهد ثناء على الله تعالى فكن عبداً له في السرّ خاضعاً له في الفعل)،لذا يجب أن يرافق التشهد شعور بالرهبة والحياء والوجل من الله تعالى. إن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله والمقرونة بالصلاة على النبي وآله تأسيس لمراتب السعادة والفضيلة. قال صلى الله عليه وآله:(منْ صلّى عليّ صلاةً واحدةً صلّى اللهُ عليهِ عشراً).

8ـ التسليم:

وهو قول "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" وأصل السلام مُشترك بين التحية الخاصة وبين الإسم المقدّس من أسماء الله تعالى، ومن قوله تعالى:(هو الله الذي لا إله إلا هو * الملك القدّوس المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عمّ يشركون). سورة الحشر الآية 23. قال الصادق عليه السلام: (معنى السلام في دبر كل صلاة الأمان) أي من أدّى أمر الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) خاضعاً له خاشعاً منه قلبه، فله الأمان من بلاء الدنيا والبراءة من عذاب الآخرة. ومن لايضع السلام بمواضعه، فلا سلام ولا تسليم، وكان كاذباُ في سلامه وإن أفشاه في الخلق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أسرار الصلاة، العلاّمة زين الدين بن علي العاملي، الدّار الإسلامية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأولى 1410هـ ـ 1989م، ص 116 حتى 145



الأسرارالطبية لحركات الصلاة
يمكن إبراز أسرار حركات الصلاة ودورها في صحة جسم الإنسان ووقايته من أمراض عديدة، إستناداً إلى معلومات ومقالات وأبحاث قام بها مجموعة من الأطباء والباحثين.

* جاء في مقال للدكتور محمد الصباحي وهو أستاذ العلوم العصبية والعلاج الطبيعي بجامعة تكساس بهيوستن:

إن حركات الصلاة الإسلامية خير تمرين لعضلات ومفاصل الظهر والرجلين وخير وقاية من إصابات العمود الفقري، فمجرد عمل حركات الصلاة من ركوع وسجود وإعادة ذلك عدة مرات وكذلك جلوس التشهد فإن الإنسان يشعر بحرية الحركة بعد الصلاة.

ويقول "أثناء الصلاة عليك بمراعاة إسترخاء ظهرك تماماً أثناء الركوع وعدم ثني الركبتين فهذا مدعاة لشد أربطة وألياف وعضلات أسفل الظهر وزيادة مرونتها. وعند السجود عليك بمراعة إسترخاء منكبيك ورقبتك وإلقاء وزن جسمك على الجبهة والأنف مما يؤدي إلى تخفيف أية آلام في منطقة الرقبة وأعلى المنطقة الصدرية".

*ويقول الدكتور مصطفى الحفار، الأخصائي في أمراض الجهاز الهضمي والأستاذ بكلية الطب الفرنسية:

إن الركوع يعمل على تقوية عضلات جدار البطن، ثم إنه يساعد المعدة على تقلصها، ومن ثم على قيامها بوظيفتها الهضمية.. كما يسهل على الأمعاء أن تدفع بالفضلات الهضمية بصورة طبيعية.

إن وضع الجلوس للتشهد؛والذي يتكرر 9 مرات يومياً على الأقل، من أفضل أنواع التمرينات الوقائية لحالات جلطة أوردة وشرايين الساقين. فأثناء إتخاذ هذا الوضع نلاحظ الإنثناء الكامل لمفصلي الركبيتين مع ضغط ثقل الجسم كله فوق المقعدة التي يضغط بدورها على جميع عضلات الساقين، حيث يتم تفريغ الدم الزائد من أوردة وشرايين الساقين مما يؤدي إلى التخلص من حلات الإحتقان الدموي.

*يقول الدكتور حامد أحمد حامد، إستشاري أمراض باطنية:

إن حركة التكبير هي بمثابة جرعة تنشيط للدورة الدموية في الأطراف العلوية من آن إلى آخر. أما أثناءالسجود فإن إنبساط وإنقباض عضلات الساق الأمامية، تعمل على تدليك الأوعية الدموية في الساقين. بالإضافة إلى ذلك، تنشط الدورة الدموية في العنق مع إنخفاض وإرتفاع الرأس أثناء الركوع والسجود الذي يتكرر 6 مرات بكل ركعة.

*ويقول أحمد مرزوق، إخصائي التربية البدنية من جامعات ألمانيا والسويد:

إن ثني الركبتين لآخرهما يفيد من منع تصلب مفصلي الركبتين، أما ثني الجذع ووضع الجبهة على الأرض تعتبر من أهم الحركات في عمل نوع من التدليك الذاتي للمعدة والجهاز الهضمي ممايساعد على عملية الهضم ويمنع الإمساك. إن وضع السجود، مفيد للسيدات، لأنه يبقي الرحم في مكانه الطبيعي ويمنع حدوث إلتواءات أو إعوجاج فيه. (1)

*وقال كل من الدكتور دياب والدكتور قرقوز:

إن للسجود أثراً حسناً على الأوعية الدماغية، وعلى وظائف الدماغ من تفكير وإبداع، فكلما كانت حالة الأوعية الدماغية جيدة كانوارد الدماغ اليها من الغذاء والأكسجين مع الدم جيداً.

*وقال البرفسور العالمي (الكسيس كاريل):

لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولده للنشاط عرفت ليومنا هذا، ولقد رأيت بوصفي طبيباً كثيراً من المرضى فشلت العقاقير في علاجهم، فلما رفع الطب يده عجزاً أو تسليماً تدخلت الصلاة فأبرأتهم من عللهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأسرار الطبية لصلاة الليل، مرجع سابق، ص 39 حتى 45 .

*وقال (فيلفرد مراد هوفمان):

إن صلاة المسلم لها أثر إيجابي في صحته، لأنه بإتباعها أوقاتاً محدّدة منتظمة تخفف من حدّة الإجهاد والروتين في العمل، بينما تعجز صلاة يوم الأحد في الكنيسة عن بلوغ مثل هذاالهدف.

*وفي الأبحاث التي أجراها علماء الطّب في كل أنحاء العالم:

أُشير إلى أن للصلاة تأثير مباشر على الجهاز العصبي حيث إنها تزيل توتره وتهدّئ ثورته، وتشفي من إضطراباته، بل وتعتبر أفضل علاج للأرق الناتج عن الإضطراب العصبي. بالإضافة إلى تعميق الإيمان واليقين بالله تعالى في النفس البشرية، ولها دور مؤثر في تناقض جهاز المناعة ضد مواجهة الأمراض. (1)

 

 

الأنشطة الثقافية
2187قراءة
2016-01-07 09:13:55

تعليقات الزوار


doha tarhini