12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الصلاة >> سلسلة بعض الآداب المعنوية للصلاة

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

سلسلة بعض الآداب المعنوية للصلاة
في بيان الخشوع

إن من الأمور اللازمة للسالك في جميع عباداته ولا سيما في الصلاة التي هي رأس العبادات ولها مقام الجامعية ، الخشوع . وحقيقته عبارة عن الخضوع التام الممزوج بالحب أو الخوف وهو يحصل من إدراك عظمة الجلال والجمال وسطوتهما وهيبتهما .
وتفصيل هذا الإجمال هو أنّ قلوب أهل السلوك بحسب الجِبِلّة والفطرة مختلفة :
o فبعض منها عشقّي ومن مظاهر الجمال ومتوجه إلى جمال المحبوب بحسب الفطرة فهؤلاء إذا أدركوا في سلوكهم ظل الجميل ، أو شاهدوا أصل الجمال تمحوهم العظمة المختفية في سرّ الجمال فتصعقهم ، لأنّ في كل جمال جلالا مختفيا وفي كل جلال جمالا مستورا .ولعله إلى ذلك أشار مولى العارفين وأمير المؤمنين والسالكين صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين حيث قال :" سبحان من اتسعت رحمته لأوليائه في شدّة نقمته، واشتدت نقمته لأعدائه في سعة رحمته" فتغشاهم هيبة الجمال وعظمته ويأخذهم الخشوع في حيال جمال المحبوب .
وهذه الحالة في أوائل الأمر توجب تزلزل القلب واضطرابه ، وبعد التمكين تحصل للسالك حالة الأنس وتتبدل حالة الوحشة والاضطراب المتولدة من العظمة والسطوة إلى الأنس والسكينة وتجيئه حالة الطمأنينة ، كما أن حالة قلب خليل الرحمن كانت كذلك .
oوبعض من القلوب خوفّي ومن مظاهر الجلال ، وأرباب تلك القلوب يدركون دائماً العظمة والكبرياء والجلال ، وخشوعهم يكون من الخوف ، ومن تجلي الأسماء القهرية والجلالية لقلوبهم ، كما أن يحيى ، على نبيّنا وآله وعليه السلام ، كان هكذا . فالخشوع يكون ممزوجا تارة بالحب وأخرى بالخوف والوحشة ، وان كان في حبّ وحشة ، وفي كل خوف حبّ . ومراتب الخشوع على حسب مراتب إدراك العظمة والجلال والحسن والجمال ، وحيث أن أمثالنا مع ما لنا من هذه الحالة ، من نور المشاهدات محرومون فلا بد أن نكون بصدد تحصيل الخشوع من طريق العلم أو الإيمان . قال تعالى :{ قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون } (1 المؤمنون 1-2 ) فجعل الخشوع في الصلاة من حدود الإيمان وعلائمه . فكل من لم يكن خاشعا في الصلاة فهو خارج عن زمرة أهل الإيمان طبقا لما قاله الذات المقدسة الحق تعالى شأنه . قال الصادق عليه السلام " إذا دخلت في صلاتك فعليك بالتخشّع والإقبال على صلاتك فإن الله تعالى يقول : " الذين هم في صلاتهم خاشعون " .قال المحقق الكاشاني في المحجة البيضاء ما حاصله : إن الخشوع في الصلاة على قسمين الأول : الخشوع القلبي وهو أن يكون تمام همّته في الصلاة ومعرضا عما سواها بحيث لا يكون في قلبه سوى المحبوب .
والثاني : الخشوع في الجوارح وهو يحصل بأن يغمض عينيه ولا يلتفت إلى الجوانب ولا يلعب بأعضائه ...وبالجملة لا تصدر منه حركة سوى الحركات الصلاتية ، ولا يأتي بشي من المكروهات .. ثم ينقل الروايات المتضمنة للأمور المكروهة في الصلاة .وأقول : إن حقيقة الخشوع عبارة عن حالة قلبية تحصل للقلب من إدراك الجلال والجمال ، وبمقدار ما يدرك القلب منهما تزول عنه الإنّيّة والأنانية فيخضع ويسلّم لصاحب الجلال والجمال .. وبهذه العناية نسب الخشوع إلى الأرض والجبال ، فإن الأرض مسلّمة للعوامل الطبيعية وليس لها إرادة في إنبات النبات ، بل هي تسليم محض ، قال تعالى : " ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت " ( فصلت 39 ) . وهكذا الجبل بالنسبة إلى نزول القرآن فإن أنيّة الجبل تندكّ ولا يمكنه المقاومة ، قال تعالى : " ولو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله " ( الحشر 21 ) .
وبما أن صلواتنا ليست مشفوعة بالخشوع فإن ذلك ناجم إمّا عن نقص الإيمان ، أو فقدانه . وإن الاعتقاد والعلم مغايران للإيمان ، فالعلم بالله وأسمائه وصفاته وسائر المعارف الإلهية الذي يوجد فينا ، مغاير للإيمان وليس بإيمان .
والدليل على ذلك إن الشيطان كما يشهد له الذات المقدسة الحق عالم بالمبدأ والمعاد ومع ذلك فهو كافر ، لأنه يقول :" خلقتني من نار وخلقته من طين " فهو إذاّ يعترف بالحق تعالى وخالقيته ، ويقول أيضاً : { أنظرني إلى يوم يبعثون } فيعتقد بالمعاد وهو كذلك عالم بالكتب والرسل والملائكة ، ومع ذلك كله خاطبه الله سبحانه بلفظ الكافر ، وأخرجه من زمرة المؤمنين .
فإذاً يمتاز أهل العلم من أهل الإيمان ، وليس كل من هو من أهل العلم أهل للإيمان ، فيلزم للسالك أن يدخل نفسه في سلك المؤمنين بعد سلوكه العلمي ، ويوصل إلى قلبه عظمة الحق وجلاله وبهاءه ، وجماله جلّت عظمته كي يخشع قلبه ، وإلا فمجرد العلم لا يوجب خشوعا كما ترونه في أنفسكم فإنكم مع كونكم معتقدين بالمبدأ والمعاد ، ومع اعتقادكم بعظمة الله وجلاله ليست قلوبكم خاشعة . وأما قوله تعالى :{ ألم يأن للذين آمنوا أن يخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق } فلعلّ المراد منه هو الإيمان الصوري أي الإيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وآله ، وإلا فالإيمان الحقيقي يلازم مرتبة من الخشوع لا محالة أو أن المراد من الخشوع في هذه الآية ، هو الخشوع بمراتبه الكاملة ، كما أن العالم ربما يطلق على من وصل من حد العلم إلى حد الإيمان ، ويحتمل أن تكون الآية الشريفة { إنما يخشى الله من عباده العلماء } إشارة إلى هؤلاء .
وقد أطلق العلم والإيمان والإسلام في الكتاب والسنة على المراتب المختلفة منها وبيانها خارج عن وظيفة هذه الأوراق ، وبالجملة على السالك لطريق الآخرة وخصوصا على السالك بالخطوة المعراجية الصلاتية أن يحصّل الخشوع بنور العلم والإيمان وان يمكّن هذه الرقيقة الإلهية ، والبارقة الرحمانية في قلبه بمقدار ما يمكنه ، فلعله يستطيع أن يحتفظ بهذه الحالة في جميع الصلاة من أولها إلى آخرها .
وحالة التمكّن والاستقرار وان كانت لا تخلو في أول الأمر من صعوبة وأشكال لأمثالنا ، ولكنها مع الممارسة والارتياض القلبي أمر ممكن جدّا .
عزيزي ، أن تحصيل الكمال وزاد الآخرة يستدعي طلبا وجدا ، وكلما كان المطلوب أعظم فهو أحرى بالجدّ .
ومن الواضح أن معراج القرب إلى حضرة الألوهية ، ومقام جوار رب العزة ، لا يتيسر مع هذه الرخوة والفتور والتسامح ، فيلزمك القيام الرجولي حتى تصل إلى المطلوب ، وطالما أنك تؤمن بالآخرة وتعلم بأن النشأة الآخرة لا يمكن أن تقاس بهذه النشأة من حيث السعادة والكمال ولا في جانب الشقاوة والوبال ، لأن تلك النشأة عالم أبدي دائم لا موت فيه ولا فناء له سعيدة في راحة وعزة ونعمة أبدية وهي راحة لا يوجد لها شبيه في هذا العالم ، وعزة وسلطنة الاهيان ليس لهما نظير في هذه النشأة ، و نِعَمُ ما خطرت على مخيِّلة أحد وكذلك الأمر في جانب الشقاوة فإن عذابها ونقمتها ووبالها ليس لها في هذا العالم مثيل ولا نظير ، وتعلم أن طريق الوصول إلى السعادة إنما هو إطاعة رب العزة ، وليس في العبادات ما يضاهي هذه الصلاة فإنها معجون جامع إلهي يتكفل بسعادة البشر ( وان قبلت قبلت جميع الأعمال ) فلا بدّ لك من الجدّ التام في طلبها ولا تتضايق في السعي إليها ومن تحمل المشاق في سبيلها مع أنه ليس فيها مشقة بل انك إذا واظبت عليها مدة يسيرة ، وحصل لقلبك الأنس بها لتجدنَّ في هذا العالم من المناجاة مع الحق تعالى شأنه لَذّات لا يقاس بها لذّة من لذّات هذا العالم كما يظهر ذلك من السير في أحوال أهل المناجاة مع الله سبحانه .
وبالجملة فخلاصة ما ذكرنا في هذا الفصل ، أنه إذا علم الإنسان بالبرهان أو ببيان الأنبياء عليهم السلام عظمة الله وجماله وجلاله ، فلا بدّ إن يذكِّر القلب بها حتى يدخل الخشوع شيئا فشيئا في القلب بواسطة التذكُّر والتوجه القلبي والمداومة على ذكر عظمة الله وجلاله حتى تحصل النتيجة المطلوبة . ولا بد للسالك ألاّ يقنع في حال من الحالات بالمقام الذي هو فيه ، فإنه مهما حصلت المقامات لأمثالنا فلا تساوي اصغر نقد في سوق أهل المعرفة ، ولا تقابل في سوم أصحاب القلوب حبة خردل. فليتذكر السالك في جميع حالاته نقائصه ومعايبه ، فعلّه ينفتح له طريق إلى السعادة من هذه السبيل والحمد لله

 



في بيان الطمأنينة
من الآداب المهمة المهمة القلبية للعبادات - وخصوصا العبادات الذكرية - الطمأنينة .

وهذه غير الطمأنينة التي اعتبرها الفقهاء رضوان الله عليهم في خصوص الصلاة ، فهذه عبارة عن أن السالك يأتي بالعبادة مع سكون القلب ، واطمئنان الخاطر ، لأنّ العبادة إذا أتي بها في حال اضطراب القلب وتزلزله فالقلب لا ينفعل بمثل هذه العبادة ولا يحصل أثر من العبادة في ملكوت القلب ولا تصير حقيقة العبادة صورة باطنية للقلب ، والحال إن من إحدى جهات تكرار العبادات وتكثير الأذكار والأوراد أن يتأثر القلب منها وينفعل حتى يتشكل باطن السالك شيئا فشيئا من حقيقة الذكر والعبادة ، ويتحد قلبه بروح العبادة ، وطالما لم يكن للقلب اطمئنان وسكون وطمأنينة ووقار لم يكن للأذكار والنسك فيه تأثير ولا يسري أثر العبادة في ظاهر البدن وملكه إلى ملكوته وباطنه ولا يؤدي إلى القلب حظوظة من العبادة .
وهذا من الأمور الواضحة التي لا تحتاج إلى بيان ، ويعلم بأدنى تأمّل ، وإذا كانت العبادة بهذه الكيفية بحيث لا يشعر القلب بها أصلا ولا يظهر منها أثر في الباطن لا يتحفظ عليها في سائر العوالم ولا تصعد من نشأة الملك إلى نشأة الملكوت ، ومن الممكن أن تمحى صورتها بالكلية عن صفحة القلب ( ونعوذ بالله ) عند شدائد مرض الموت وسكراته المهيبة والأهوال والمصائب التي تكون بعد الموت فيقدم الإنسان على الله وهو صفر اليدين .
ونذكر لذلك مثلا ، وهو أن الذكر الشريف : " لا إله إلا الله محمد رسول الله " إذا قاله أحد من قلبه وبإطمئنان من لبّه وراح يعلّم القلب هذا الذكر الشريف ، فيتعلم القلب الذكر ويتكلم به شيئا فشيئا حتى يتبع لسان القلب اللسان الظاهر فيكون القلب ذاكراً أولا ثم يتبعه اللسان الظاهر ، ويكون ذاكرا وإلى هذا المعنى أشار الإمام الصادق عليه السلام ، على ما في رواية مصباح الشريعة قال : " فاجعل قلبك قبلة للسانك لا تحركه إلا بإشارة القلب وموافقة العقل ورضى الإيمان " .

ففي أول الأمر ما لم ينطق لسان القلب فلسالك طريق الآخرة أن يعلّمه النطق ويلقي عليه الذكر. مع طمأنينة وسكون،
فإذا انفتح لسان القلب بالنطق يكون القلب قبلة للّسان ولسائر الأعضاء .
فإذا شرع القلب في ذكر تكون مدينة وجود الإنسان بأسرها ذاكرة ، وأما إذا قال هذا الذكر الشريف بلا سكون في القلب ولا طمأنينة منه ومع العجلة والاضطراب واختلال الحواس فلا يكون منه أيّ تأثير في القلب ولا يتجاوز عن حدّ اللسان والسمع الحيواني الظاهري ، إلى الباطن والسمع الإنساني ولا تتحقق حقيقته في الباطن ولا يصير صورة كمالية للقلب غير ممكنة الزوال فإن إصابته الأهوال والشدائد وبالخصوص أهوال الموت وسكراته وشدائد نزع الروح الإنساني فينسى الذكر بالمرّة وينمحي الذكر الشريف عن صحيفة قلبه بل اسم الله سبحانه وتعالى واسم الرسول الخاتم والدين الشريف الإسلام ،
والكتاب المقدس الإلهي والأئمة الهداة وسائر المعارف التي ما أنهاها إلى القلب فينساها كلها وعند السؤال في القبر لا يحير جوابا ، والتلقين أيضاً لا يفيد حاله لأنه لا يجد في نفسه من حقيقة الربوبية والرسالة وسائر المعارف أثراً . وما قاله بقلقلة لسانه وما حصلت له صورة في القلب قد انمحى من خاطره ولم يكن له نصيب من الشهادة بالربوبية والرسالة وسائر المعارف.

وفي الحديث أن طائفة من أمة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، إذا أوردوهم في النار ونظروا إلى مالك : خازن جهنم نسوا اسم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من هيبته مع أنهم من أهل الإيمان كما هو في نفس ذلك الحديث .
قال المحدّث العظيم الشأن المجلسي ( هو شيخ الإسلام والمسلمين مروّج المذهب والدين الإمام العلامة المحقق المدقق محمد باقر بن محمد تقي بن المقصود علي المجلسي قدس الله أرواحهم . قال صاحب المستدرك المحدّث العلامة النوري قدس سرّه لم يوفق أحد في الإسلام مثل ما وفّق هذا الشيخ المعظم والبحر الخضم والطود الاشم من ترويج المذهب واعلاء كلمة الحق وكسر صولة المبتدعين وقمع زخارف الملحدين واحياء دارس سنن الدين المبين ونشر آثار أئمة المسلمين بطرق عديدة وانحاء مختلفة أجلّها وأبقاها التصانيف الرائقة الأنيقة الكثيرة التي شاعت في الأنام وينتفع بها في آناء الليل والأيام العالم والجاهل والخواص والعوام والعجمي والعربي مع ما خرج من مجلسه جماعة كثيرة من الفضلاء وصرّح تلميذه الاجّل الاميرزا عبدالله الاصبهاني في ( ض ) انهم بلغوا إلى ألف نفس .( انتهى ) . ومن أجلِّ تأليفاته وأعظمها موسوعة بحار الأنوار وكل مؤلفاته الشريفة على ما وقع عليها التخمين تبلغ ألف ألف بيت وأربعة آلاف بيت وكسرا . توفي سنة 1110 ( غقي ) في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان وعمره إذ ذاك ثلاث وسبعون فانه ولد في سنة 1037 وهو يوافق عدد ( جامع كتاب بحار الأنوار ) ومرقده الشريف الآن ملجأ الخلائق بأصبهان في الباب القبلي من جامعها العتيق الأعظم ومن المجرّبات استجابة الدعوات عند مضجعة المنيف قدّس الله نفسه الزكيّة .)
رحمه الله في مرآة العقول في شرح الحديث الشريف : ( كنت سمعه وبصره ) ما حاصله أن من لم يصرف بصره وسمعه وسائر أعضائه في سبيل إطاعة الحق تعالى لم يكن له بصر وسمع روحاني وهذا البصر والسمع الملكي الجسماني لا ينتقل إلى ذاك العالم ويكون الإنسان في عالم القبر والقيامة بلا سمع وبلا بصر ، والميزان في السؤال والجواب في القبر تلك الأعضاء الروحانية ( انتهى ملخصا ) .
والأحاديث الشريفة في هذا النحو من الطمأنينة وآثارها ، كثيرة ، ومن هذه الجهة أمر بترتيل القرآن الشريف ، وفي الحديث : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال سمعته يقول : " من نسي سورة من القرآن مُثّلَت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة ، فإذا رآها قال من أنت ما أحسنك ليتك لي ، فتقول : أما تعرفني ، أنا سورة كذا وكذا لو لم تنسني لرفعتك إلى هذا المكان " .
وفي الحديث قال : " من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بدمه ولحمه " .
والسّر في ذلك أنّ اشتغال القلب وتكدره في أيام الشباب أقل . لذا يتأثر القلب من القرآن أكثر أسرع ويكون أثره أيضاً أبقى .
وفي هذا الباب أحاديث كثيرة نذكر منها في باب القراءة إنشاء الله . وفي الحديث الشريف: " ما من شيء أحبّ إلى الله عزّ وجل من عمل يداوم عليه وإن قلّ " ولعل السر العمدة فيه أنه مع المداومة يكون العمل صورة باطنية للقلب كما ذكرنا .

 


في بيان الحفاظ على العبادة من تصرف الشيطان

من الآداب المهمة القلبية للصلاة وغيرها من العبادات الحفاظ عليها من التصرفات الشيطانية ، وهو في الوقت نفسه من أمهات الآداب القلبية والقيام به من عظائم الأمور ومشكلات الدقائق ، ولعل الآية الشريفة في وصف المؤمنين الذين هم على صلواتهم يحافظون إشارة إلى جميع مراتب الحفظ التي تكون إحداها بل أهمها الحفاظ عليها من تصرفات الشيطان.


وتفصيل هذا الإجمال إن من الواضح عند أصحاب المعرفة وأرباب القلوب أنه كما أن للأبدان غذاء جسمانيا تتغذى به ، ولا بد أن يكون الغذاء مناسبا لحالها وموافقا لشأنها حتى تتيسر لها التربية الجمسانية والنمو النباتي ، كذلك فإن للقلوب والأرواح غذاء لا بد أن يكون مناسبا لحال كل منها وموافقا لنشأتها كي تتربى به وتتغذى منه وتنمو نموا معنويا وتترقى ترقيا باطنيا .

والغذاء المناسب لنشأة الأرواح هو المعارف الإلهية اعتبارا من مبدأ المبادئ للوجود إلى منتهى النهاية للنظام الوجودي كما قال أعاظم أرباب الصناعة الفلسفية في تعريف الفلسفة " هي صيرورة الإنسان عالما عقليا مضاهيا للعالم العيني في صورته وكماله " .

وهذا القول إشارة إلى هذا التغذي من المعارف الإلهية في حين أن تغذي القلوب يستمد من الفضائل والمناسك الإلهية .

وليعلم أن كلا من هذه الأغذية إذا خلص من تصرف الشيطان وأوعدّ على يد الولاية للرسول الخاتم وولي الله الأعظم صلوات الله عليهما وآلهما يتغذى الروح والقلب منه وينالا الكمال اللائق بالإنسانية، ويعرجان معراج القلوب إلى الله، ولا يحصل الخلاص من تصرف الشيطان الذي هو مقدمة للإخلاص بحقيقته إلا أن يكون السالك في سلوكه طالباً لله.

ويضع حب النفس وعبادتها الذي هو المنشأ للمفاسد كلها وأمُّ الأمراض الباطنية تحت قدميه، وهذا لا يتيسر بتمام معناه في غير الإنسان الكامل وبتبعية في خُلَّص أوليائه، وأما سائر الناس فغير ميسّر لهم هذا الخلاص، ولكن على السالك إلاّ ييأس من الألطاف الباطنية لله سبحانه فإن اليأس من روح الله رأس كل برودة وفتور ومن أعظم الكبائر.

والذي يمكن من الإخلاص لصنف الرعايا هو أيضاً قرّة العين لأهل المعرفة ، فعلى سالك طريق الآخرة لزوما حتما أن يخلص معارفه ومناسكه من تصرف الشيطان والنفس الأمارة مهما بلغ من الجهد وان يغوص في حركاته الباطنية، وتغذياته الروحية.

ولا يغفل عن حيل النفس والشيطان وحبائل النفس الأمارة وإبليس وان يسوء ظنه سوء الظن الكامل في جميع حركاته وأفعاله، ولا يخلي نفسه على رسلها آنا ما، فربما تتغلب على الإنسان وتصرعه إذا تسامح معها وتسوقه إلى الهلاك والفناء، لأن الأغذية الروحانية إذا لم تكن خالصة من تصرف الشيطان وتدخلت يده في أعدادها فمضافا إلى أنه لا تتربى بها الأرواح والقلوب ولا تصل إلى الكمال اللائق بها، يحصل لها النقصان الفاحش أيضاً ، ولعلها تجعل صاحبها منسلكا في سلك الشياطين والبهائم والسباع .

وما هو السبب للسعادة ورأس المال لكمال الإنسانية والوصول إلى المدارج العالية ليعطي النتيجة المعكوسة ويسوق الإنسان إلى الهاوية المظلمة للشقاوة كما رأينا في بعض أهل العرفان الاصطلاحي أشخاصاً انتهت بهم هذه الاصطلاحات والغور فيها إلى الضلالة وجعلت قلوبهم منكوسة وبواطنهم مظلمة وصارت الممارسة في المعارف موجبة لقوة أنانيتهم وإنيتهم وصدرت منهم الدعاوى غير اللائقة والشطحات غير المناسبة .

وكذلك رأينا في أرباب الرياضات والسلوك أفرادا أوجبت رياضتهم واشتغالهم بتصفية النفس جعل قلوبهم أكدر وباطنهم أظلم وما جاءهم ذلك كله إلا من قبل أنهم لم يتحفظوا على سلوكهم المعنوي الإلهي ومهاجرتهم إلى الله وكان سلوكهم العلمي وارتياضهم بتصرف الشيطان والنفس وإلى الشيطان والنفس .

و كذلك رأينا في طلاب العلوم النقلية الشرعية أفراد أثّر فيهم العلم الأثر السيئ وزاد في المفاسد الأخلاقية لهم ، والعلم الذي لابد أن يكون موجبا للفلاح والنجاة لهم صار سببا لهلاكهم ودعاهم إلى الجهل والمماراة والاستطالة .

وكذلك في أهل العبادة والمناسك ، والمواطنين على الآداب والسنن ربما يكون أشخاص جعلت العبادة والنسك التي هي رأس مال إصلاح الأحوال والنفوس قلوبهم كدرة و مظلمة وحملتهم على العجب ورؤية النفس والكبر والتغمزّ وسوء الظن في عباد الله ، وهذا كله أيضاً من عدم المواظبة على هذه المعاجين الإلهية ، ومن المعلوم أن معجونا هُيئ وأعدّ بيد العفريت الخبيث وبتصرف النفس الطاغية لا يتولد منه إلا الخلق الشيطاني ، وحيث أن القلب يتغذى من تلك الأغذية على أي حال وتصير الأغذية صورة باطنية للنفس.

فبعد أن يداوم عليها مدة يصير الإنسان وليدا من مواليد الشيطان قد تربى بيد تربيته ، ونشأ ونما تحت تصرفه، فإذا أغمضت عينه الملكية وانفتحت عينه الملكوتية يرى نفسه واحدا من الشياطين، فلا نتيجة في تلك الحال سوى الخسران ولا تغني عنه الحسرات والندامات شيئا.

فسالك طريق الآخرة في كل مسلك من المسالك الدينية ، وفي كل طريق من الطرق الإلهية عليه :


أولاً - أن يواظب بكمال المواظبة والدقة على حاله كطبيب رفيق ورقيب شفيق ، ويفتش بالدقة عن عيوب سيره وسلوكه .


ثانياً - ألا يغفل في خلال هذه المراقبة والتفتيش عن التعوذ بالذات المقدسة الحق جلّ وعلا في خلواته والتضرع والاستكانة إلى جنابه الأقدس ذي الجلال .

اللهم انك تعلم ضعفنا ومسكنتنا ، وتعلم أنا لا نستطيع الهرب من هذا العدو القوي القدير الذي قد طمع في السلطة على الأنبياء العظام والكمّل من الأولياء الرفيعي المقام ، فإن فقدنا بارقة لطفك ورحمتك أوقعنا هذا العدو القوي في مصارعتنا إيّاه إلى أرض الهلاك والدمار وكنّا تائهين في الظلمة والشقاوة.

فأسألك بالخاصة في جنابك والمحارم في حضرتك أن تأخذ بيدنا نحن المتحيرين في وادي الضلالة ، والحائرين في صحراء الغواية وان تطهّر قلوبنا من الغلّ والغش والشرك والشك ، انك وليّ الهداية .



بيان النشاط والبهجة في العبادة


ومن الآداب القلبية للصلاة وسائر العبادات وله نتائج حسنة بل هو موجب لفتح بعض الأبواب وكشف بعض أسرار العبادات، أن يجتهد السالك في أن تكون عبادته عن نشاط وبهجة في قلبه وفرح وانبساط في خاطره ويحترز احترازا شديداً أن يأتي بالعبادة مع الكسل وأدبار النفس، فلا يكون لها تعب وفتور لأنه إذا حمل على النفس العبادة في حين الكسل والتعب ، يمكن أن تترتب عليه الآثار السيئة ومنها:

أن ينضجر الإنسان من العبادة ويزيد تكلفة وتعسفه، ويوجب ذلك وبالتدريج تنفر طباع النفوس منها، وهذا مضافاً إلى أنه من الممكن أن يصرف الإنسان بالكلية عن ذكر الحق، ويؤذي الروح بالنسبة إلى مقام العبودية التي هي منشأ لجميع السعادات ينتج عنه إلا يحصل للعبادة بهذه الصفة نور في القلب، ولا ينفعل باطن النفس منها ولا تصير صورة العبودية صورة باطنية للقلب، وقد ذكرنا من قبل أن المطلوب في العبادات هو صيرورة باطن النفس صورة عبودية.


والآن نقول: إن من أسرار العبادات والرياضيات ونتائجهما أن تكون إرادة النفس في ملك البدن نافذة وتكون دولة النفس منقهرة ومضمحلة في كبريائها وتتملك الإرادة القوى المنبثّة والجنود المنتشرة في ملك البدن وتمنعها عن العصيان والتمرد والأنانية والاستقلال وتكون القوى مسلمة لملكوت القلب وباطنه، بل تصير القوى بالتدريج فانية في الملكوت.

ويجرى أمر الملكوت في الملك وينفذ فيه وتقوى إرادة النفس وتخلع اليد عن الشيطان والنفس الأمارة في المملكة وتساق جنود النفس من الإيمان إلى التسليم ومن التسليم إلى الرضا ومن الرضا إلى الفناء.

وفي هذه الحالة تجد النفس رائحة من أسرار العبادة، ويحصل لها شيء من التجليات الفعلية وما ذكرنا لا يتحقق إلا بأن تكون العبادة عن نشاط وبهجة ويحترز فيها من التكلف والتعسف والكسل احترازا تامّا كي تحصل للعابد حالة المحبة والعشق لذكر الحق ولمقام العبودية ويحصل له الأنس والتمكن.

وان الأنس بالحق وبذكره من أعظم المهمات ولأهل المعرفة بها عناية شديدة وفيها المتنافسون من أصحاب السير والسلوك، وكما أن الأطباء يعتقدون بأن الطعام إذا أكل بالسرور والبهجة يكون أسرع في الهضم ، كذلك يقتضي الطب الروحاني بأن الإنسان إذا تغذى بالأغذية الروحانية بالبهجة والاشتياق محترزا من الكسل والتكلف يكون ظهور آثارها في القلب وتصفية باطن القلب بها أسرع.

وقد أشير إلى الأدب في الكتاب الكريم الإلهي والصحيفة القويمة الربوبية حيث يقول في مقام تكذيب الكفار والمنافقين:

{ ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ، ولا ينفقون إلا وهم كارهون} (التوبة 45).

وقد فسرت آية { لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} (النساء 43)
في حديث بأن المراد من سكارى كسالى، وأشير في الروايات إلى هذا الأدب ونحن نذكر بعضا منها كي تفخر هذه الأوراق به.

محمد بن يعقوب ( هو الشيخ الأجل قدوة الأنام وملاذ المحدثين العظام ومروّج المذهب في غيبة الإمام عليه السلام أبو جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي الملقب ثقة الإسلام ألّف الكافي الذي هو من أجلّ الكتب الإسلامية وأعظم المصنفات الإمامة والذي لم يعمل للإمامة مثله . ألّفه في العشرين سنة ومات قدس الله سره ببغداد سنة 329 ( شكط ) وصلّى عليه محمد بن جعفر الحسني ابو قيراط ودفن بباب الكوفة.)

بإسناده عن أبي عبدالله عليه السلام قال : " لا تكرهوا إلى أنفسكم العبادة ".

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " يا عليّ إن هذا الدين متين فأوغل برفق ولا تبغّض إلى نفسك عبادة ربّك ".

وفي الحديث عن العسكري (عليه السلام) : إذا نشطت القلوب فأودعوها وإذا نفرت فودّعوها.

وهذا دستور جامع منه عليه السلام بأن أودعوا في القلوب في وقت نشاطها وأما في وقت نفارها فخلّوها تستريح، فلا بد في كسب المعارف والعلوم أيضاً من رعاية هذا الأدب وألا يحمل على القلوب اكتسابها مع الكراهة والنفور.

( ومن الروايات التي تشير إلى هذا الأدب ما رواه الصدوق عن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها وأحبّها بقلبه وباشرها بجسده وتفرّغ لها فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر " .

وقال الباقر(عليه السلام) : " ألا إنّ لكلّ عبادة شرة ثم تصير إلى فترة ، فمن صارت شرة عبادته إلى سُنَّتي فقد اهتدى ومن خالف سنّتي فقد ضلّ وكان عمله في النار ، أما إني أصلّي وأصوم وأفطر وأضحك وأبكي فمن رغب عن منهاجي وسُنَّتي فليس مني ".

ويستفاد من هذه الأحاديث وأحاديث أُخَر أدب آخر وهو أيضاً من المهمات في باب الرياضة وهو أدب الرعاية.

وكيفيته أن يراعي السالك في أي مرتبة هو فيها في الأعم من الرياضات والمجاهدات العلمية أو النفسانية أو العمليّة حاله ويتعامل مع نفسه بالرفق والمداراة ولا يحمّلها أزيد من طاقته وحاله، ورعاية هذا الأدب بالنسبة إلى الشباب وحديثي العهد من المهمات فإنه إذا لم يعامل الشباب أنفسهم بالرفق والمداراة ولم يؤدّوا الحظوظ الطبيعية إلى أنفسهم بمقدار حاجتها من الطرق المحللة يوشك أن يوقعوا في خطر عظيم لا يتيسر لهم جبره، وهو أن النفس ربما تصير بسبب الضغط عليها وكفها عن مشتهياتها بأكثر من العادة مطلقة للعنان في شهواتها ويخرج زمام الاختيار من يد صاحبها، واقتضاءات الطبيعة إذا تراكمت ونار الشهوة الحارّة إذا وقعت تحت ضغط الرياضة خارجة عن الحد لاشتعلت لا محالة واحرقت جميع المملكة، وإذا صار سالك مطلق العنان أو زاهد بلا اختيار فإنه يقع في مهلكة لا يرى وجه النجاة أبداً ولا يعود إلى طريق السعادة والفلاح وقتا ما، فعلى السالك أن يتملك نفسه في أيام سلوكه كطبيب حاذق ويعاملها على حسب اقتضاءات الأحوال وأيام السلوك ولا يمنع نفسه الطبيعة في أيام اشتعال نار الشهوة وغرور الشباب من حظوظها بالكلية.

وعليه أن يخمد نار الشهوة بالطرق المشروعة فإن في إطفاء الشهوة بطريق الأمر الإلهي إعانة كاملة على سلوك طريق الحق فلينكح وليتزوج فإنه من السنن الكبيرة الإلهية ومضافا إلى أنه مبدأ البقاء للنوع الإنساني فإنه له دوراً واسعا أيضاً في سلوك طريق الآخرة.

ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله " من تزوّج فقد أحرز نصف دينه " وفي حديث آخر: " من أحب أن يلقى الله مطهَّراً فليلقه بزوجة ".

وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال " وأكثر أهل النار العزّاب ".

وعن عليّ عليه السلام قال " إن جماعة من الصحابة كانوا حرّموا على أنفسهم النساء والإفطار بالنهار والنوم بالليل فأخبرت أم سلمة رسول الله فخرج إلى أصحابه فقال:

" أترغبون عن النساء ؟ إني آتي النساء ، وآكل بالنهار ، وأنام بالليل ، فمن رغب عن سنّتي فليس مني . وأنزل الله " لا تحرِّموا طيّبات ما أحلّ الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيّبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون ".

وبالجملة يلزم لسالك طريق الآخرة رعاية أحوال إدبار النفس وإقبالها ، فكما أنه لا يجوز له الكف عن الحظوظ مطلقا فإنه منشأ لمفاسد عظيمة لا ينبغي له أن يزعج نفسه في العبادات والرياضات العملية وألا يجعلها تحت الضغط خصوصاً في أيام الشباب وابتداء السلوك فإنه أيضاً يكون منشأ لانزعاج النفس ونفورها وربما ينصرف الإنسان به عن ذكر الحق. والإشارة إلى هذا المعنى في أحاديث كثيرة ، ففي الكافي الشريف:

عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: " اجتهدت في العبادة وأنا شابّ فقال لي أبي يا بنيّ دون ما أراك تصنع فإن الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبدا رضي منه باليسير ". وعن أبي جعفر قال : قال رسول الله " إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباد الله فتكونوا كالراكب المنبتّ الذي لا سفرا قطع ولا ظهرا أبقى ". وفي حديث آخر " ولا تبغّض إلى نفسك عبادة الله ".

وبالجملة الميزان في باب المراعاة أن يكون الإنسان ملتفتا إلى أحوال النفس ويسلك معها بنسبة قوتها وضعفها فإذا كانت النفس قوية في العبادات والرياضات وتقدر على المقاومة، فليجدّ ويسعى في العبادة.

وأما الذين طووا أيام عنفوان الشباب، وانطفأت ثائرة الشهوات شيئا ما لديهم فالمناسب لهم أن يجدّوا في الرياضات النفسانية أكثر ويدخلوا في السلوك والرياضة بخطوة رجولية فكلما عوّدوا النفس على الرياضات فتح لهم باب آخر إلى أن تغلب النفس القوى الطبيعية وتصير القوى الطبيعية مسخّرة تحت كبرياء النفس.

وما ورد في الأحاديث الشريفة : من الأمر بالجدّ والسعي في العبادة،وما ورد فيها من المدح للذين يجتهدون في العبادة والرياضة، وما ورد في عبادات أئمة الهدى عليهم السلام، من جهة وما ورد من هذه الأحاديث الشريفة المادحة للاقتصاد في العبادة من جهة أخرى مبنيّ على اختلاف أهل السلوك ودرجات النفوس وأحوالها، والميزان الكلّي هو نشاط النفس وقوَّتها أو نفور النفس وضعفها.

 

 

 

 

 

الأنشطة الثقافية
1631قراءة
2016-01-07 09:16:42

تعليقات الزوار


doha tarhini