12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الصلاة >> شهر القيام

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

شهر القيام

 


" أيها الناس، قد أقبل عليكم شهر الله بالرحمة والبركة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، قد دعيتم فيه إلى ضيافة الله...."

في هذه الكلمات المباركة احتضان الله سبحانه وعلا للإنسان برحمته وبركته ومغفرته في هذا الشهر...

إنه الإحساس الإنساني الرّوحي الحميم بالجو الرمضاني الذي يدخل إليه الإنسان ضيفاً مكرّماً يتغذى بالرحمة والبركة والمغفرة في أجواء العطف واللطف والحنان بشكل مميز حميم...

فالله عز وجل حين نفخ الروح في الإنسان أعطاه شيئاً من سموها الذي يتصل بالله، ليعيش القرب منه سبحانه، في أجواء شفافية الروح وطهاة الجسد....

وشهر رمضان هو شهر القيام، هو شهر العبادة، هو شهر للصلاة، حيث أن الصلاة تعرج بروح العبد إلى الله في رحلة الإيمان.

وهذه جولة ابتهالية في آفاق الصلوات المفروضة في كل يوم التي تمثل القاعدة التي يرتكز عليها التطلع الرّوحي إلى آفاق الله، والعروج الفكري إلى مواقع رحمته، والانفتاح القلبي على كل ساحات قدسه... حيث يتحدث الإنسان من خلالها إلى ربه في مناجاته وتسبيحه وتكبيره وحمده، ويقف بين يديه خاشعاً في قيامه وركوعه وسجوده... ليعيش في نهايتها السلام على النبي وعلى جميع عباد الصالحين...

إنّه الابتهال الخاشع إلى الله أن يوفّق الإنسان للإخلاص للصلاة بجميع حدودها الزمنية والعملية.... فتنفتح الصلاة على الصوم فتزيده روحية وعبودية لله تقربه إلى خط التقوى الذي هو الهدف الكبير للصّوم.

وفي خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من أدى فيه فرضاً كان له ثواب من أدى سبعين فرضاً في غيره". تشجيع واضح لمن فاتت عليه صلوات أن يهتم بضائها في شهر رمضان.

"اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، ووفقنا الصلوات الخمس، بحدودها التي حددت، وفروضها التي فرضت، ووظائفها التي وظفت، وأوقاتها التي وقّت، وأنزلنا فيها منزلة المصيبين لمنازلها، الحافظين لأركانها، المؤدين لها في أوقاتها... على أتم الطهور وأسبغه، وأبين الخشوع وأبلغه..."

وهنا نقف، عند كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من تطوع فيه بصلاته كتب الله له براءة من النار". وهذا نداءٌ لإقامة الصلوات المستحبّة التي تجعل من شهر القيام شهراً مميزاً يتحوّل فيه القيام إلى عنوان له... ليكون له الطابع العبادي في الليل والنهار... هذا نداءٌ لإقامة صلاة الليل التي من أفضل أوقاتها وقت السحور، حيث يجمع بين سحور الطعام المادي والغذاء الرّوحي. إضافةً إلى ما ورد من استحباب صلاة ألف ركعة في لياليه زيادة على النوافل المستحبة، بحيث تتوزع على ليالي الشهر في ترتيب معين.

"الحمدلله الذي جعل من تلك السبل شهره، شهر رمضان، شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر التمحيص، وشهر القيام، الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والقرآن".

 

 

 

الأنشطة الثقافية
1365قراءة
2016-01-07 09:36:45

تعليقات الزوار


doha tarhini