12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الصلاة >> سجدتين وركعة

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

سجدتين وركعة


قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)

وارفع يديك... الله أكبر....

فبارتفاعهما يرتفع مقام التدلي والعبودية والتقوم بالقيمومة ويرفضه ليتوجه السالك إلى منزل الركوع وهو صفر اليدين.

وفي فناء منزل قاب قوسين يتجلى لقلبه نور عظمة عرش حضرة الوحدانية والواحدية، فينزه الله ويسبحه...

"سبحان ربي العظيم وبحمده"

أيها السالك...

"استوفِ ركوعك باستواء ظهرك، وانحطّ عن همتك في القيام بخدمته إلا بعونه، وفّر بالقلب من وساوس الشيطان وخدائعه ومكائده، فإنّ الله تعالى يرفع عباده بقدر تواضعهم له، ويهديهم إلى أصول التواضع والخضوع بقدر اطلاع عظمته على سرائره".

"سمع الله لمن حمده"

فإذا استقام العبد وأقام صلبه أصبح أهلاً لمقام القرب، فتوجّه إلى مقام الأنس والفناء في حضرة الذات... إلى مقام الإيمان وكماله الاطمئنان... إلى مقام المؤمنين وأرباب اليقين....

فالمصلي أقرب ما يكون إلى الله في حال السجود، فلو تحقق بحقيقة السجود لرأى فقره وذله، ورأى عز وغنى الحق تعالى.

وبالسجدة على التراب تكتمل دائرة الكمال الإنساني، ليتلفظ السالك بأول اسم اتخذه الله سبحانه لنفسه "العلي".

"سبحان ربي الأعلى وبحمده"

الله أكبر

وتأتي السجدة الثانية... "سبحان ربي الأعلى وبحمده"

يقول الصادق (عليه السلام) في حقيقة السجود: "...لا بَعُد عن الله أبداً من أحسن تقربه في السجود... فاسجد سجود متواضع لله تعالى ذليل، علم أنه خلق من تراب يطؤه الخلق... وقد جعل الله معنى السجود سبب التقرب إليه بالقلب والسر والروح، فمن قرب منه بعد عن غيره".

فأحسن سجودك أيها السّالك، فلو حصلت الخلوة الحقيقيّة لديك في سجدة واحدة طوال عمرك لجبرت خسران سائر أيام العمر، ولأخذت بيدك ألطاف الله أخرجتك من دائرة دعوة الشيطان.

وأخيراً... نختم بحديث صلاة المعراج الذي يُذكر فيه مقام الركوع والسجود:
حيث إنه وبعد أن أمر الحق سبحانه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالركوع، خوطب بـ "فانظر إلى عرشي. قال رسول الله: فنظرت إلى عظمة ذهبت لها نفسي وغشي علي، فألهمت أن قلت: سبحان ربي العظيم وبحمده. لعظم ما رأيت. فلما قلت ذلك، تجلى الغشي عني حتى قلتها سبعاً ألهم ذلك، فرجعت إلي نفسي كما كانت... فقال: ارفع رأسك. فرفعت رأسي، فنظرت إلى شيء ذهب منه عقلي، فاستقبلت الأرض بوجهي ويدي، فألهمت أن قلت (سبحان ربي الأعلى وبحمده) لعلو ما رأيت. فقلتها سبعاً، فرجعت إلى نفسي، كلما قلت واحدة منها تجلى عني الغشي، فقعدت، فصار السجود فيه (سبحان ربي الأعلى وبحمده) وصارت القعدة بين السجدتين استراحة من الغشي وعلو ما رأيت".

فألهمني ربي _عز وجل- وطالبتني نفسي أن ارفع رأسي، فرفعت، ونظرت إلى ذلك العلو فغشي علي، فخررت لوجهي واستقبلت الأرض بوجهي ويدي وقلت (سبحان ربي الأعلى وبحمده). فقلتها سبعاً، ثم رفعت رأسي، فقعدت قبل القيام لأثني النظر في العلو، فمن أجل ذلك صارت سجدتين وركعة، ومن أجل ذلك صار القعود قبل القيام قعدة خفيفة".

سبحان الله!!! أية أسرار مودة في هذا الحديث الشريف، فلا طاقة للقلم على تقريرها، وآمال البيان مقطوعة عنها.

الأنشطة الثقافية
1282قراءة
2016-01-07 11:18:31

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا