12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المسرح >> كيف أجري تعديلاً على قصة غير مناسبة؟

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

كيف أجري تعديلاً على قصة غير مناسبة؟
القصّ في أدب الأطفال

مؤلف القصة الشهيرة التالية يوجهها للأطفال مابين سن 7-10 سنوات أي الأشبال والزهرات، وهذه مقتطفات من القصة:

... كان لأحد الملوك القدماء أخت تعيش معه في قصره بعد أن ماتت زوجته، وتركت له من الأولاد ثلاثة: أميرة وأميرين.
وقد ازداد حبّ الملك لأولاده بعد وفاة والدتهم الملكة. وأحبهم حبًّا كثيراً ليعوضهم ما فقدوه من عطف أمهم وحبها لهم، وتفكيها فيهم. فكان يسأل عنهم كلما حضر، ويفكّر فيهم كلّما دخل، ويوصي بهم كلّما خرج، ويطلبهم كلّما جلس لتناول طعام الإفطار أو الغداء أو الشاي أو العشاء.
فغرت عمتهم من شدّة محبة أخيها لأولاده، وصمّمت فيما بينها وبين نفسها أن تعمل سرًّا كلّ وسيلة ممكنة لإبعادهم عن أبيهم والتخلّص منهم. ثمّ خطر لها فكرة!
وفي يوم من الأيام، أخذت العمّة الأولاد إلى الغابة لتتخلّص منهم بعيداً عن القصر. إلا أنّ القدر كان في صالحهم، وتمكّنوا من النجاة بفضل حوريات الغابة وغزالة. ومرّت السنوات والأولاد عاشوا بعيداً عن القصر وعن والدهم الملك الذي ظنّ أن أولاده قد ضاعوا وهلكوا.
وبعد سنواتٍ علمت العمة أنّ الأولاد لا يزالون على قيد الحياة، فحاولت أن تعيد الكرّة لتتخلص منهم.

-برأيكم هل هذه القصّة صالحة للقصّ؟
- لماذا برأيكم قد تقوم الدنيا ولا تقعد إذا وجدت علبة واحدة فاسدة من علب الطعام المحفوظ الخاص بالأطفال، بينما لا يتحرك أحد عندما نجد علبة ثقافية فاسدة من علب الثقافة المحفوظة في القصص الموجهة للأطفال؟
-برأيكم هل القيم والتقاليد والمعارف والأخلاقيات والإتجاهات الفكرية والإجتماعية التي تقدم في قصص الأطفال أقل في قيمتها وخطورتها من علب الطعام الفاسدة الخاصة بالأطفال؟

•إجراء تعديل على القصّة:
قد تكون القصّة التي يختارها القاصّ غير مناسبة من حيث الشكل والمضمون الذي هي عليه؛ عندئذٍ يمكن إجراء بعض التعديلات عليها لتناسب الجمهور المستمع، ولا ضرر في تلك التعديلات ما دام الهدف هو تقديم مادة للطفل، تجذبه وتنال إعجابه ورضاه...
من تلك التعديلات: تقصير القصّة الطويلة؛ لأنّ الوقت محدّد، وقدرة التركيز عند الأطفال ولاسيما في مرحلة ما قبل المدرسة، تكون قصيرة. فإذا كانت الحبكة الثانوية لا تؤثر في الحبكة الرئيسية إن أزيلت، فيمكن حذفها. كذلك الحال بالنسبة إلى فقرات الوصف الدقيق التي تعيق رواية الأحداث، وتمنع الأطفال من استخدام خيالهم. والوصف الرهيب والمخيف يمكن حذفه، أو التخفيف من حدّته، ويمكن حذف ما هو ضار تربوياً أو قيمياً، وتعديله إذا كان حذفه يخلّ ببناء القصّة.
ومن التعديلات الأخرى: إعادة تنظيم وقائع الأحداث، إن كان هناك ما يسوغها بهدف التوضيح، ويمكن إضافة حادثة مثلاً أشير إليها ضمناً من دون ذكرها بوضوح.
أما بداية القصة فهي مهمة جداً؛ لأنّها تهيّئ الجو المناسب للإستماع إلى القصّة، والجمل الأولى يجب أن تلمح إلى ما تحتويه القصة، وتثير توقعات الطفل عما سيأتي. وأحياناً تكون الجمل الإفتتاحية غير مناسبة، لذ يمكن إبدالها بجمل جديدة تكون أكثر فاعلية.
وللجمل الختامية الأهمية نفسها؛ لأنها المسؤولة عن الإنطباع الذي تتركه في مخيلة الطفل، فهو يحبّ أن يشعر بالراحة، لأنّ كلّ شيء على ما يرام، البحث قد انتهى والشرّ قد قهر، والشخصيات الخيّرة تعيش بسعادة وهناء، هذا التأكيد ضروري للطفل؛ لأنه يعيد له الإطمئنان. وعلى النهاية أن تكون مختصرة ومحدّدة، لأنّ بعد الوصول إلى إلى الذروة يبدأ الطفل يفقد الإهتمام بالقصة.

يتقبل الأطفال العقاب المستحق في النهاية، وهو لا يشعر برهبة كالبالغ، لذا فإنه يذكر كحقيقة من دون التوسع فيه. وعلى القاص أن يزيل التوتر والقلق تدريجيًّا من الأطفال، ويعلم المستمع أن النهاية أتت، إما بوساطة نبرات الصوت، وإما بإعادة تركيب بعض الكلمات المؤثرة وصوغها. بعض القصص ينتهي بسرعة فائقة وبعضها ينتهي بسؤال، وعلى الأطفال أن يتخيّلوا ما حصل؛ ومنهم ما ينتهي بالطريقة التقليدية: "توتة توتة...". أما بالنسبة إلى الإصطلاحات المكررة، فيجب المحافظة عليها، وإبقاؤها كما هي؛ لأنها تثير انتباه الطفل، وتشجعه على الإشتراك مع القاص في قصته. وخلاصة القول إن ثمة نمطا ملائماً لكلّ قصة، يشمل بداية مثيرة، وشخصيات محدودة، ووقائع متتابعة ومنطقية، وكثيراً من الحركة، ونهاية مرضية.

- ملاحظة: قد توجد قصّص لا تصلح للقصّ حتى لو تمّ تعديلها، لأن الخلّل قد يكمن في كلّ تفاصيلها، وفي حال أردت تعديلها قد يكلفك الأمر كتابة قصة جديدة![/font]

 

فنون
1264قراءة
2016-01-10 16:58:47

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا