خطوات على طريق النقد الفني البناء

1- أبعاد العمل الفني
لأيِّ عملٍ فنيٍّ عموماً أربعة أبعاد:
1- البعد الاعلامي (وهو الأهم).
2- البعد الصناعي والتكنولوجي.
3- البعد التجاري.
4- البعد الفني.
وعندما ننظرُ لأيِّ عملٍ فنيٍّ يجب أن ننظرَ إلى هذه الأبعادِ الأربعةِ معاً، لأنه غالباً ما يتمُّ النظرُ إلى الأعمالِ الفنية على أنها فنٌّ فقط، وهذا تعريف قاصر لها. والبعض يعتبر الأعمالَ الفنية للتجارةِ فقط، والبعض ينظر إليها على أنها مجالٌ للاستفادة من التطوُّر التكنولوجي. لكن هؤلاء لم يلتفتوا إلى أنَّ الأعمال الفنية ببُعدها الإعلامي تمتلك قدرةً هائلةً في التأثيرِ على الرأيِ العام.

2- النقد كما العمل الفني له تأثيره في الحياة
وكما أنَّ للعملِ الفنيِّ دورُهُ في التأثيرِ على الرأي العام وتحديدِ نمطِ العيش، فإنَّ للنقدِ الفني أيضاً دوره. لكن في عالمِنا الإسلامي لا يوجد التفاتٌ كبيرٌ لمسألةِ النقد، فهناك نظرةٌ مُسبقةٌ للأعمالِ الفنية، وللنَّاقدِ حتى. وغالباً ما نسمع عبارات تدلُّ على أنَّ رأي الناقد ليس بنَّاء، وهذا ليس استدلالاً صحيحاً على الإطلاق.
ولنعرفَ أهميةَ النقدِ يمكنُ العودة إلى سيرة كبار المُخرجين الذين أعادوا إنتاجَ أعمالٍ فنية لأكثرَ من مرة بعد نقدها. (هيشكوك أعاد نفس الفيلم بعد 20 عاماً وبنفس السيناريو، ولكنه غير الممثلين فقط/ وكذلك مصطفى العقاد أعاد تمثيل فيلم الرسالة مرَّتين).
إنَّ العمل الفني ينتج ويستهدف المساحة التي لها علاقة باللاوعي عند الانسان، فالإخراج مثلاً يختلف من عملٍ لعمل، ولو لنفسِ المخرج لأنَّ الشعور يختلف والحال يتبدل. (على سبيلِ المثال نفس الموسيقى لعازفٍ من النمسا عُزفت في النمسا وحصدت جوائز، ثمَّ عاد نفسُ المؤلفِ الموسيقي وعزفَ موسيقاه مع فرقةٍ في مدينة كابُل ولكنَّ الأداء هذه المرة اختلف).

3- ماذا يجب أن نملك لننتقد؟
من يريد أن ينقدَ أيَّ عملٍ سينمائي أو مسرحي، يجب أن تكون لديهِ معلوماتٌ واسعة في التاريخ، الفلسفة، علم النفس (بمختلف فروعه)، صناعة الفن، الأدب...
وكذلك يجب معرفة الظروف السياسية والاجتماعية التي صدر فيها أي عمل فلها تأثيرها في النقد، ويجب معرفة النظرة لفلسفة الجمال فلها تأثيرها الكبير أيضاً. ففلسفة الجمال في لبنان غير فلسفة الجمال في ايران، غير فلسفة الجمال في أميركا. النظرة الأميركية هي نظرة تجارية للجمال، والنظرة الفرنسية هي نظرة تدمج السياسة في الجمال عن طريق بث ثقافة نمط العيش الذي يعيشونه، ونشر ثقافتهم. وبالتالي النقد سيختلف من مجتمع إلى مجتمع، ومن بلد إلى بلد.
ومن النقاط المهمة في فهم النقد الفني للمسرحيات:
1- معرفة أهم الأعمال المسرحية في العالم.
2- الفهم الدقيق للمجتمع في بلد الانتاج.
3- تحصيل الثقافة الواسعة.
4- معرفة الجملة المفتاح في العمل (الجملة الأساسية).
5- التركيز على تنوع وجهات النظر للمشاكل والأحداث الموجودة في العمل..

على ماذا نركز في المسرحية لننقدها؟
1- البنية السردية: قصة المسرحية، وكيفية تطور الأحداث فيها، ومعرفة الحبكة (البطل أو مجموعة الابطال يتعرضون لمشكلة نتيجة حدث معين فيبدأ البحث عن حل فيواجهون عقبات وصعوبات متنوعة حتى نصل للحل)، هل من وجود توقعات من قبل المشاهد لما ستؤول إليه الأحداث؟
2- الشخصيات الموجودة في العمل (شكلها، تصرفاتها، دورها).
3- الميزانسن: أي كيفية نقل ما هو مكتوب الى مشهد مصور (الاثاث، الديكور، المكياج، المكان، رموز الافعال والاقوال، الازياء والملابس...)
4- الإضاءة.
5- الصوت والموسيقى.