12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المواهب >> الرسم بواسطة قلم الفحم

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

الرسم بواسطة قلم الفحم
التقنية والإمكانات للرسم بواسطة قلم الفحم

 

سنبحث و نتكلم الآن عن "قلم الفحم " ، و كما نعرف أن الفحم سريع العطب و يزول بسرعة، اما قلم الفحم فإنه يختلف عن ذلك إختلافاً بيناً واضحاً، إذ أن آثاره لا تزول بسهولة بواسطة الممحاة كما هو الحال في الفحم، و بالإضافة إلى ذلك فهو شديد السواد و ثابت لا يتغير، ( و مع ذلك فإن له خصائص كثيرة شبيهة بالفحم، فهو يترك كثيراً من المسحوق الناعم و يوسّخ بسهولة) و لهذه الأسباب فهو قابل لتكوين مجموعة واسعة من الألوان.

وهذه هي أهم فوائده:

1- إنه أكثر ثباتاً من الفحم و أبقى و أدوم.
2- قلم الفحم يعطينا لوناً شديد السواد
3- يعطينا القلم تناقضاً متنوعاً و مختلفاً عن أي وسيلة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك فإنه يتصف بالثبات لأنه يقع في الوسط ، بين قلم الرصاص "الكرافيت" و بين الفحم ، و دون أن يترك قوة الإلتصاق الذي يتركه قلم "الكرافيت" و الذي يقاوم في بعض الأحيان "المدعكة" كما أنه ليس كالفحم الذي يتميز بعدم الثبات، فقلم الفحم تبقى آثاره الرمادية واضحة ظاهرة حتى لو إستخدمنا ما يزيله و يمحوه.

  

و يتصف بشدّة السواد و يشبه الصفحات المخملية الناشفة ذات اللمعان و سواده أشد و أعظم و أدوم و أبقى من قلم الكرافيت و الفحمة. قلم الفحم ذو طبيعة هشة، فهو ليّن و سيّال ويسمح بنمو التغيرات في الألوان، ويسمح بدراسة و إظهار الفوارق الدقيقة للآثار و دراسة الظلال و تخفيف الضوء.

و لذلك فإنه يستعمل في مراحل التعليم الأولى كما أنه يجب أن لا نفكر كما هو الحال في إستعمال الفحم أثناء رسوم الخطوط الأولى بل نتخذ الخطوات العملية لرسوم قلم الفحم بتصوّر كامل للعمل الفني من البدء حتى النهاية و في تصويرية واقعية.

و تلعب الخبرة الشخصية و الأسلوب المكتسب دوراً كبيراً في وضع النسب و الوصول إلى التشابه بين النموذج و العمل الشخصي.

هذه هي الشروط التي يمكن للهاوي إدراكها و حفظها و التقيّد بها. و لنعمل الآن على دراسة الطريقة الخاصة بواسطة قلم الفحم:

وضعية الفنان و طريقة الإمساك بالقلم:


قلم الفحم لا يزول بسهولة كما هو الحال بالفحم، فهو يسمح لنا بالعمل تقريباً تحت نفس الشروط التي يتميز بها قلم الرصاص "الكرافيت" الطريّ بالطبع. و نستطيع الرسم به و نحن على مسافة قليلة البعد عن لوحة الرسم و نحن مرتكزين عليها أو غير مرتكزين، و هذا يعود للشخص نفسه. و يمكن إمساك قلم الفحم كما لو كان قلماً عادياً أو قطعة من الفحم...


و كما تحدثنا من قبل من أن قلم الفحم يترك غباراً ناعماً من الفحم، فهو يملك سهولة و ليونة تسهل عملية الدعك و بالتالي فإن اللوحة ستتسخ بسرعة و بالسهولة ذاتها التي تتسخ بها من آثار الأصابع و هذا يقودنا إلى ملاحظة ما يلي :


يجب الرسم دائماً بالإستعانة بورقة واقية نضعها تحت اليد. كما يجب المحافظة على بقاء الورقة نظيفة، و عدم تحريكها و تغّيرها عندما تصبح وسخة، و يمكننا أن نرسم دون الإستعانة بالورقة الواقية و ذلك دون وضع الأصابع كما يفعل المحترفون.

 

طريقة إستعمال المدعكة و الأصابع:


من الأفضل أن نستعمل المدعكة عوضاً عن الأصابع و هذا يعود إلى خطر "التلوث" فهو كبير عند إستعمال الفحم، و من الضروري تنظيف المدعكة من آن إلى آخر، و من الممكن استخدام الأصابع لتخفيف أو دمج اللون الرمادي الواضح، أو لتغيير اللون شرط أن تكون المساحة صغيرة.

 


لنرسم بواسطة المدعكة:


من الممكن الرسم بواسطة المدعكة و ذلك بأن نأخذ كمية من ذرات الفحم على جزء من الرسمة و ننقلها إلى الأجزاء الأخرى، فبسهولة نستطيع تخفيف اللون الرمادي على أن لا نكون قد استعملنا المدعكة بشكل فعال. و ذلك بدعك المساحة بواسطة مدعكة نظيفة أو بإصبع نظيف.
و هذا يشبه ما نفعله عادة بقطعة الفحم و لكن هنا بنسبة قليلة.


قلم الفحم و الممحاة:


يجب استعمال الممحاة لإزالة آثار قلم الفحم لأنها تزول بواسطة القماش أو الأصابع، كما لو كنا نستعمل قلم الرصاص مع العناية الفائقة. اللون الأسود الكثيف المدعوك من الصعوبة إزالته بسرعة بواسطة الممحاة و في كل الحالات فإن الممحاة تستعمل كمدعكة لإزالة أكبر كمية ممكنة من آثار قلم الفحم، أما إذا كانت الآثار كثيفة فإنه لا بد أن يبقى الأثر الواضح للفحم.

نستطيع أن ننفض الورقة التي نرسم عليها عندما نرسم بواسطة قلم الفحم على خلاف الرسم بالفحم و نستطيع أن ننفخ الجزء الملوث أيضاً وحتى تمرير أصابع اليد شرط أن يكون هذا الجزء قد جرى دعكه بالمدعكة.

 


لمحة عامة عن العمل المنتهي و المتمم بواسطة قلم الفحم:


1- المرحلة الأولى تحتاج لأن نقوم بإعداد المخطط العام بواسطة قلم الفحم، لأن استعمال قلم الرصاص يجعل الفحم ينساب على صفحة الورقة دون أن يترك أثر عليها. الفحم ينزلق على آثار الرصاص (الكرافيت) فهو لا يترك أثراً كما لو كان الرصاص يطرده و يمنعه من ترك هذه الآثار.

2- عندما ننتهي من العمل و نزيل الآثار بالقماش نبدأ العمل من جديد بواسطة قلم الفحم ببناء الخطوط بدقة فائقة و إنتباه شديد، و نرسم في نفس الوقت الظلال و الأماكن الكثيفة في اللوحة، و نرسم هذه الآثار بالقلم و نمسكه كما نمسك القلم العادي أو كما نمسك الفحمة
و ذلك تابع لرغبة الفنان، أما الخطوط الرمادية و المخففة فتفرض علينا غالباً بأن نضع القلم في داخل اليد .

3- دراسة درجات الألوان بقلم الفحم : من الضروري عدم استعمال قلم الفحم في الأماكن التي يسلّط عليها حزمة النور أو اللامعة و الواضحة لأنها تضفي على المساحة لوناً أسود من الصعب تغييره فيما بعد، أما إذا كان اللون فاتحاً فمن السهولة أن نضيف إليه اللون الغامق.

4- المدعكة أداة تكميل و تكثيف : تسمح المدعكة لنا بالتوصل إلى درجات مختلفة للون وإلى القيم المطابقة للنموذج بالضبط بالنسب الضرورية، و بترجمة النموذج بشكل كامل، و بذلك نحصل على عمل واضح, نظيف وكامل.

5- مرحلة التطوّر : في اللحظة التي نقوم فيها بدعك مجمل العمل الفني دون تدخل قلم الفحم، فقط الأصابع و المدعكة و ذلك بنشر المساحة السوداء و نقلها إلى الأماكن الواضحة، فنحصل على نتيجة وهي أنه لا يكون اللون الأبيض الناصع له مكان في اللوحة تقريباً.

 


اللمسة الأخيرة :


حين نصل إلى المرحلة الأخيرة حيث التناسب و الإنسجام التام، من الممكن أن نغّيروا نبدّل كما في الرسم بقلم الرصاص و من ثم ندعك المكان من جديد، ثم نشحذ رأس القلم لإظهار الخطوط و الأشكال للأبعاد المعدلة، و كل هذه الأمور تكون مع استعمال الممحاة سواء استعملنا المدعكة أم الممحاة و ذلك لإظهار التناقض في تكوين اللوحة.

 


التناسب العام :


هذا هو هو كل شيء من الناحية النظرية ... و لكن الجانب العملي هو الأهم لذا فإننا نوصي الهواة والناشئة الذين يريدون أن يكون طريق الرسم هو الهواية الممتعة و الجميلة بالنسبة لهم أن يعملوا باستمرار و أن يتدربوا، و يرسموا كلّ ما يشاهدون من أشياء توحي إليهم بالجمال والسحر والمتعة،
ولا بد للهاوي أن يدرب عينه على الأحجام و الأشكال و النسب والأبعاد، بل يحلل كل ذلك إلى خطوط و كتل, فيصل إلى النتيجة المرجوة بسرعة و قوة.

 

هذه الغابة الرائعة لوحة للفنان الروسي الكبير "ششكين"

و قد رسمها بواسطة قلم الفحم

 



المصدر:
كتاب "فن الرسم بالفحم " للكاتب أحمد المفتي / دار دمشق للنشر و التوزيع

فنون
1822قراءة
2016-01-14 21:02:36

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا