الشهادة

بسم الله الرحمن الرحيم

مفهوم الشهادة

كربلاء وهي عنوان الشهادة، كربلاء حادثة تضج بالدم، الدم الشاهد والروح الشهيدة بإرادة الشهادة وعزم الشهداء، فكل ما في كربلاء وأعظم ما في كربلاء هو هذه الشهادة. فكربلاء عنوان الشهادة ومنارة الشهداء والنموذج الأبرز منذ آدم (عليه السلام) إلى قيام الساعة.

• فمن هو الشهيد؟

قال الله تعالى { كل نفسٍ ذائقة الموت } ولكن ليس كل موت هو شهادة. الشهادة نوع خاص من الموت وهي القتل في سبيل الله. و عندما نقول في سبيل الله أي طريق الله، الطريق الذي رسمه الله لنا وأَمَرَنا أن نسير فيه. فسبيل الله هو سبيل الناس وعيال الله، سبيل المستضعفين و سبيل الكرامة و العزة و الدفاع عن الأعراض و المقدسات والأحوال، سيبيل الدفاع عن الدين والقيم الإنسانية. فمن يُقتَل في سبيل هذه السبل فهو شهيد.

(أفضل الموت القتل في سبيل الله)

• درجات الشهداء:

تتفاوت درجات الشهداء، كإختلاف إخلاصهم وعبادتهم لله تعالى في الحياة الدنيا فالإمام الحسين الشهيد، والحر بن يزيد الرياحي شهيد وغيرهم هل؟؟ بنفس المنزلة ؟ طبعًا لا فالإمام الحسين مثلاً إبن شهيدين (الإمام علي (عليه السلام) و الزهراء (عليها السلام)) و أخوه شهيد أيضًا. في كربلاء إستشهد أخوته، أبناء أخوته، أباء عمومته، حتى طفله الرضيع إستُشهد و نساؤه سُبين، خيامهن أُحرقت، أموالهن نُهبت، فهل يُعقل أن يساوي هذا الشهيد بغيره من الشهداء لذلك سُمي سيد الشهداء.

• الشهادة طريق الإنتصار:

إن الشهادة في كربلاء أسّست لإنتصار الأمة، لأن الأمة ما دام هدفها إقامة الحق و الصراع مع الباطل، بفيضهم نستمر، مع الإستكبار و الإحتلال و الفساد...

فإنها تحقق أهداف الثورة الحسينية الكربلائية والمصداق اليوم المقاومة الإسلامية و شهداؤها، بفيضهم نستمر، بأرواحهم المعطاءة بوصاياهم بأصواتهم المترددة في أسماعنا و حققنا الإنتصار. فالإمام الخميني يقول (كل ما عندنا من عاشوراء) أي أن هذا الإنتصار الذي نراه هو بفضل دروب الشهادة الكربلائية لآل المصطفى (عليهم السلام).

كيف يمكن لنا أن نكون صُنّاع إنتصار ومشروع شهادة:

1- علينا الإستمرار بإنتظار الإمام المهدي ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً.

2- الإستعداد بالدراسة والتعلم، بطاعة الوالدين، بطاعة ولي الأمر.

3- بعبادة الله ومحاربة الظالمين.

4- بالتّحلّي بالصّدق والأمانة والإخلاص والتّواضع والإيثار.

5- بإبتعادك عن كذب والغش والخيانة.

و هكذا نكون مشروع شهادة عسى أن تكون شهادتنا بين يدي مولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه).

المصدر :
- خطاب عاشوراء (السيد حسن)
- عاشوراء مداد و حياة (الشيخ نعيم)