12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

أنشطة الجوالة والدليلات >> كيف يمكن أن نكون من معسكر الحسين (عليه السلام)

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

كيف يمكن أن نكون من معسكر الحسين (عليه السلام)
ندوة حواريّة:

كيف يمكن أن نكون من معسكر الحسين(عليه السلام)؟

المحاور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إنها مسألة في غاية الأهمّية، تطرح على بساط البحث لا لتبقى ضمن إطارها النظري، بل لحاجة عمليّة ماسةٍ يجب على كلّ مسلم أن يدرك مكنونها وأن يجهز نفسه ويعدها ليكون في صفوف الحق مجاهداً ناصراً الدين منتصراً لأهل الحقيقة واليقين.

متى نكون في معسكر الإمام الحسين(ع) وماذا علينا أن نفعل حتى ننضوي تحت لوائه فننتصر للحق؟؟ استناداً إلى القادة والباحثين في هذا الميدان وبالاستسقاء من الينابيع الشافية والمصادر الغزيرة واستضاءةً بمصابيح العقول النيّرة.

ماذا يمكن أن يقال في هذا الميدان لنبلغ إلى الطبابة الناجعة.


القائد الأول: الناس مؤمنون نظرياً بحق الحسين وبضرورة أن يكونوا معه.

القائد الثاني: إنّ هذا مما لا يشكك فيه أحد فالقرآن يشهد له في آية التطهير وأحاديث الرسول تكاد لا تحصى في حقه.

المحاور: ولكن ما الذي جرى على المسلمين حتى وقفوا هذا الموقف وابتدعوا هذا الابتداع ؟

القائد الثالث: إنّ القضيّة ليست معقّدة على الإطلاق فقد انحرف الناس عن طريق الإسلام، وهذه أقل عبارة يمكن أن تقال بحق هؤلاء المسلمين.

القائد الأول: نعم يا أخي، فلو كان حصل خطأ في التقييم بقتال الكفّار لكان الأمر مقبولاً، لكن الأمر يتعلق بقتال بين المسلمين، ضد قائدهم وسيّدهم وإمامهم.

المحاور: ولماذا يقاتلون إمامهم.

القائد الثاني: لأنّ الدنيا قد استولت عليهم واستحوذت عليهم مفاتنها فضعف بعضهم أمام جبروت السلطان الجائر وباع الآخرون دينهم بدنيا زائلة فانية.

القائد الثالث: نعم إنّ ما حلّ بالإسلام من جور وظلم ومفاسد وانتهاك لمحارم الإسلام واغتصاب للحق الإلهي هو الذي حدا الإمام للثورة.

المحاور: ألهذا رفض الإمام أن يبايع يزيد لعنه الله ؟
القائد الأول نعم ولقد بيّن الإمام "عليه السلام" سبب ذلك فيزيد فاسق كافر شارب للخمر لاهٍ عابث فكيف لإمامٍ كالحسين (ع) أن يبايع مثل يزيد بن معاوية؟

المحاور: إذا كانت هذه حال المسلمين وقد تخلّوا عن الحسين (ع) فكيف السبيل إذاً إلى نصرته والانضواء تحت لوائه.

القائد الثاني: المسألة ليست سهلة إنها تتطلّب مجاهدةً، إنّ الإنسان الذي يتعرّض لامتحان بسيط في ماله فلا ينفق منه الحق الشرعي مثلاً كيف يمكن أن يكون نصيراً للحسين، إذ أنّ الذي يسقط في الصغيرة أنّى له أن ينجح في العظيمة؟

القائد الثالث: بل فلنقل إنّ الذي لا يراعي الحقوق الشرعيّة أو يخلّ ببعض واجباته الدينيّة والأخلاقيّة ليس له أبداً أن يحصل على شرف الانتماء إلى الحسين أو الانضواء تحت لوائه الشريف.

القائد الأول: نعم فإنّ كثيراً من الناس لا يدققون في حلّية ما يأكلون ولا يلتفتون إلى عواقب نظرة الحرام التي ينظرون، ولا يراعون بعض حقوق جيرانهم، أو يتعصّبون لأنفسهم أو عائلاتهم أو يستبيحون سماع الغناء ويتلذذون بالغيبة ويؤذون إخوانهم ولا يشعرون. فمن أين لأولئك أن يكونوا مع سيّد الشهداء.


المحاور: ما الذي يجب أن نفعله حتى نكون مع الإمام الحسين(ع).

القائد الأول: إنّ أوّل ما يجب أن نعيشه في داخلنا وفي حركتنا حتى نكون مع سيّد الشهداء هو الإخلاص لله في كلّ ما أمرنا به أو نهانا عنه، علينا أن نخشع في صلاتنا ونؤديها في أوقاتها كما فعل الحسين (ع) وأصحابه في أشدّ الظروف وأخطرها وأن نلتزم بكل العبادات كالصوم والزكاة والجهاد والخمس وغيرها.

القائد الثاني: نعم فهذه العبادات ترقى بالإنسان ليتميّز بالصفاء وطمأنينة النفس.

القائد الثالث: هنالك مسألة في غاية الأهميّة من لم يلتفت إليها لا يمكنه أن يكون مع الإمام الحسين وولاية أهل البيت (ع).

المحاور: وما هي هذه المسألة هاتها وارفع عنّا عناء الإنتظار.

القائد الثالث: إنها الولاية فالذي لا يؤمن بولاية الحسين (ع) التي آلت إلى الإمام المنتظر واليوم هي محفوظة مصونة في عنق أَمينَة هي عنق ولي أمر المسلمين وقائدهم السيد علي الخامنئي(حفظه الله ) سوف يضلّ الطريق ولا يعرف كيف تكون نصرة الحق والانتماء إلى سيد الشهداء(ع).

المحاور: وهل القضيّة بهذا الحجم ؟ كيف ذلك؟

القائد الأول: نعم والأمثلة على ذلك كثيرة ويمكننا أن نستفيد من حادثة كربلاء بالتحديد، وإن عدم طاعة ولي الأمر وخذلانه والتخلي عن نصرته جعلت المسلمين في خندق الباطل فخسروا خسراناً مبينا وضلّوا ضلالاً بعيداً فإذا أردت أن تكون في معسكر الحسين(ع) فعليك أن تكون مع أولياء الله ، مع القائد الذي ينصر الدين ويثأر للإسلام.

المحاور: أعلينا أن نؤدي كلّ ذلك حتى نكون في معسكر الإمام الحسين (ع)؟

القائد الثاني: ليس هذا وحسب بل يجب أن نراقب أنفسنا ونحاسبها فنحن نحتك بالمنكرات والآثام وصعوبات ومشاكل اجتماعيّة يومياً لذلك علينا أن نكون فطنين صُحاة منتبهين حتى لا تأخذنا المآثم لذلك فإنّ مسؤوليتنا أن نبلغ بأنفسنا إلى التزكية التامة.

القائد الثالث: بقي يا اخوتي مسألة مهمة أيضاً هي أن نعيش روحيّة الجهاد والشهادة والاستعداد للقتل في سبيل الله وبمعنى آخر ألاّ نكون متعلّقين بهذه الحياة الدنيا وأماّ أخواتنا فقد رفع الله عنهن عناء القتال ويكفيهنّ أن يكنّ مجاهدات بما كلّفهنّ الله تعالى به.

المحاور: يمكننا أن نستنتج إذاً أنه إذا توافر جملة من الأمور تتلخص في عبادات الإسلام ومعاملاته وموالاة أولياء الله، ومحاسبة النفس المستمرة وروحيّة الجهاد والشهادة فإنّ الإنسان يضمن بإذن الله تعالى أن يكون حسينياً وأن تكون زينبيّة في معسكر زينب والحسين(ع) نحن نحب أن نختم حديثنا بأقوال لسماحة السيد حسن نصر الله فهو يقول من أراد أن يكون كربلائياً ويحضر في ساحة كربلاء ويريد أن يعرف مع أيّ معسكر يقف وهو الآن يعيش الحاضر فهناك مقياس لمعرفة هذا الأمر ، فما هو المقياس؟


القائد الأول: المقياس هو علينا أن نسأل هل نحن من أهل الدنيا ومن طلابها وشهواتها وزخارفها أم من طلاّب الآخرة وعشّاقها فالمقياس هو حبّ الدنيا فمن يجد في قلبه ذرة من حب الدنيا سيكون حتماً بين القتلة وممن خذل الحسين (ع) ولا يمكن أن يكون رفيقاً للعباس وعلي الأكبر(ع).

القائد الثاني: يقول السيد أيضاً الأمر المحدد والجوهري ليس المظهر بل الروح والعمق والداخل لأن الذين بقوا مع الحسين (ع) كانوا طلاّب شهادة وآخرة ، وتركوا الدنيا ولهوها ولعبها ومتاعها هؤلاء الدنيا لا تعني لهم شيئا بل تعني لهم جحيماً وناراً وعذاباً وسعيراً وهم في الدنيا لذلك كان الواحد منهم يقول : لا طيّب العيش بعدك يا حسين.

المحاور: إذاً لا بدّ أن نعاهد أنفسنا على شروط لكي نكون من أصحاب الحسين (ع) فعلامة نعاهده ونبايعه؟


القائد الثالث: يقول السيد : نبايع الحسين(ع) على متابعة طريق المقاومة وعلينا أيضاً أن نبايع الحسين(ع) على ألا نعصي الله أبداً ونخرج قلوبنا من دائرة الغفلة ونوقظ أنفسنا على الله والآخرة نبايعه أن نسلك دربه في كلّ صغيرة وكبيرة نبكي دمعه ونسترجع آهاته ونمتشق سيفه في الصلاة نصلي صلاة صدق وفي الجهاد نقاتل جهاد الشهداء وعشّاق الشهادة فإذا حملنا هذه الروح نستطيع أن نعرف حسيننا في هذا العصر ونفديه بالمال والنفس والأولاد وبكلّ ما نملك، هذه هي عبرة كربلاء.


المحاور: فحسيننا في هذا العصر هو ولي أمرنا السيد القائد الخامنئي ونائبه هو سماحة السيد حسن نصر الله ، فعلينا أن نفتديه بالمال والولد والروح ونتّبع أفكاره وماذا يريد منّا لكي لا نخذل حسيننا فهل بهذا نكون من أصحاب الحسين (ع)؟


القائد الأول: نعم لكن هناك شرطا أساسيا نعود ونذكره لأهمّيته وهو كما يقول السيد حسن نصر الله:

علينا أن نطهّر قلوبنا من حبّ الدنيا
ونملأ قلوبنا بحبّ الآخرة هكذا نكون مع الحسين(عليه السلام).

 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

برامج
1717قراءة
2015-11-15 18:28:46

تعليقات الزوار


الأنشطة الثقافية