فاطمة .. وأيُّ حديث عنها ..

فجرٌ ساطعٌ .. انبلجت من جنبه شمسُ الامامة، والولاية، والنبوّة، وهي سماء عُليا ضمّت بين جوانحها كواكب الولاية الوضاءة. السيد القائد الخامنئي (دام ظله).

هي السّيدة فاطمة (ع)، أمّ أبيها كما قال عنها الرسول (ص)، وخير عون على الطاعة، كما قال عنها زوجها أمير المؤمنين (ع)، وهي المرأة الأكمل للرجال والنساء في الخلق والزهادة والعبادة، تربّت في بيت النبوة، وتخلّقت بأخلاق أبيها رسول الله (ص) وعاشت الحبّ لله تعالى، حتى روي أنّه لم يكن في هذه الأمة أعبد من فاطمة الزهراء(ع).

كلماتي تعجز عن وصفها .. فماذا أكتب لكم ! هل أكتب لكم عن محطات حياتها ؟

عن أم صابرة عابدة .. في بيتها المتواضع منارة للإيمان، إذ كانت تطعم الفقير والصغير واليتيم، وتعلّم أطفالها منذ الصغر على الإيثار، تربي أبنائها على التقوى وتأمرهم بالنوم نهاراً في شهر رمضان، وتحثّهم على إحياء ليالي القدر من أول الليل إلى الصباح..

عن علاقتها مع خالقها .. فقد كانت نموذجاً فريداً للمؤمنة العابدة، تقوم ليلها حتى تتورم قدماها، راكعة، ساجدة، تدعو للمحتاجين حتى ينبلج عمود الفجر..

عن علاقتها بالرسالة النبوية.. فقد كانت تعلّم النساء ما يشكّل عليهن من الأحكام الشرعية والمعارف الإلهية، وكانت تزور قبور الشهداء من معارفها وأقاربها في كلّ غداة سبت، فتأتي قبر حمزة وتترحم عليه وتستغفر له..

عن أنّها معلّمة غير معلَّمة .. فقد كانت تحثّ أبنائها على العلم والتّعلم، وتحثّ الحسنين (ع) على الحضور في المسجد، والاستماع لخطب وأحاديث جدهما الرسول (ص)، ثم استنطاقهما وسؤالهما بعد العودة إليها، عما جرى من سؤال وجواب ووحي، وبهذه الطريقة كانت تحرص على تحصيل المعرفة لولديها، لقد غرست في نفوس أولادها كلّ خصال الخير، ومكارم الأخلاق ،والتوحيد، والدفاع عن الحق..

نعم ، إنّها السيدة فاطمة الزهراء (ع) وأيّ حديث عنها ..

قائداتي العزيزات في يومكن المبارك أسأل الله أن تكون الزهراء (ع) قدوتكن، وسراجاً يضيئ طريقكن ..
وكل عام وأنت القائدة القدوة على نهج مولاتنا السيدة الزهراء(ع).