12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المقالات التربوية >> في السنوات الأربع عشر الأولى (1)

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

بسم الله الرحمن الرحيم

تربية الأطفال
في السنوات الأربع عشر الأولى

من إعداد القائدة ليلى عطية

قدّم البحث للإشتراك بدورة قائد تدريب


**المقدمة


إن التربية في المجال الفردي هي عامل لبناء الإنسان وأداة لتوجيهه ونضجه، إذ يمكن عن طريق التربية، البلوغ بالإنسان إلى قمة الجمال والكمال، وبناء إناس مفكرين ومدبرين ومبتكرين ومنتجين ومغيرين على الصعيد الوطني والدولي.

والتربية في المجال الجماعي، عامل من أجل التعايش والتفاهم الاجتماعي،عامل من أجل التعايش والتفاهم الاجتماعي المقرون بالسلام والسعادة، والحياة في ظل المحافظة على القوانين ومراعاتها. وهي أمر من الضروري وجوده لاستمرار حياة جميع المجتمعات.


**التوسيع


التربية في الأعوام السبعة الأولى:

للأسرة سهم كبير ومسؤولية في بناء سعادة الأبناء، خاصة وأن القسم الأغلب من تربية الجسم والنفس وتأسيس حياة اجتماعية وثقافية للطفل له علاقة بهذه الفترة.

لقد اعتبرت الأسرة بيئة مقدسة تتحقق فيها السعادة، ولقد استطاع الآباء والأمهات الصالحين والمؤمنين على طول التاريخ تريية أجيال قيمة وكفوءة وتقديمها إلى المجتمع.


ويُنظر إلى الأسرة على أنها مؤسسة حقوقية يرتبط أفرادها مع بعضهم الآخر في إطار رابطة الدم والزواج وتقوم حياتهم على أساس التفاهم والتعايش والسلام والتعاون.


• وظائف الوالدين:


ليس ثمة أي شخص بإمكانه الاهتمام بتربية وإرشاد وبناء الأطفال،أفضل من والديهم، ونتيجة الفترة الطويلة التي يقضيها الطفل في مؤانسة ومرافقة الوالدين فإنه يعتاد على التبعية لهما ويقوم بالعمل الذي يطلبانه منه.

وعلى الوالدين بعض الوظائف تجاه الصبي وهي تتمثل وفق الأهداف المرسومة، في الوظائف الواردة في مجال تأمين سلامة بدن الطفل، وتربية عقله، وإرشاده ونضجه الفكري والعمل على التكامل والرشد النفسي له وتوجيه عاطفته ومشاعره، وتربيته سياسياً وتعليمه شغل وحرفة، والخلاصة العمل على بنائه وتشغيله.
ويسعى الآباء المدركون لوظيفتهم إلى العيش عيشة بسيطة حتى يستطيعوا بناء أبنائهم بشكل أكثر وأفضل.

فيتحملون المرارات كي تتوفر إمكانية أكثر لنمو وتوجيه الأطفال. وفي هذا الصدد يستخدمون عوامل فطرية متنوعة لدى الصبي وذلك لتوجيه إلى الطريق المرسوم، ويحاولون تربيته بشكل حسن من خلال عرض المحبة له ومراعاة دلال خاص.


-آثار تربية الأسرة: إن التربية العائلية هي عامل لتوازن الإنسان ووسيلة لإشباع عواطفه وهي تؤدي إلى الحيلولة إلى دون وقوع مشاكل.

ويتأسى الصبيان بوالديهم ويواصلون رشدهم ونموهم، كما أن الأسرة تنقل للأطفال ثقافة خاصة، تتسم بالصفاء والصميمة والصدق والمحبة، وهو أمر لا يستحصل في أماكن أخرى.

والأطفال المترعرعون في دور الحضانة قد يبلغوا في بعض الحالات مستويات معينة، ولكن أي منهم لم يتمكن مواصلة الحياة بما يماثل أكثرية الذين تربوا في الأسرة.

فالجانب المعنوي والأخلاقي في البيت يجعل أمر البناء نافذا في الطفل.


- مسألة رياض الأطفال:

حاول بعض أهل الرأي الغربيون، جعل رياض الأطفال بديلا الأسرة، وجعل المشرفات والمربيات في رياض الأطفال بمنزلة الأمهات.

ورغم أن هذا الأمر يعتبر ضروريا في البلدان الصناعية إلا أنه فشل في سد النقص والضعف الناجم عن ابتعاد الأمهات وفقدان المحبة.

إن رياض الأطفال برأينا هي مكان للعمل والتكسب ونوع من المتاجر يعمل فيها بعض الناس من أجل المعيشة والحصول على رتبة ومقام ثم التقاعد، وليست محلا لتربية عواطف الطفل ورشده واستقلاله الثقافي وإشباعه بالمحبة والأنس، وبديهي أن هؤلاء الأشخاص ليس باستطاعتهم الحلول محل الأمهات أو القيام بدور الأمومة، مما يؤدي إلى حصول بعض النواقص.

إن الحياة في رياض الأطفال جيدة من حيث الظاهر، إذ يدخل الأطفال إليها وشعر رؤوسهم مرتب وملابسهم جميلة ووجوههم نظيفة نسبيا، لكن بواطنهم محطمة وقلوبهم تطفح بالحزن.

فالعواطف والمشاعر ليست طبيعية عند الأطفال، كما أن العاملين في المجال التربوي غير قادرون على أداء دور الأمهات.


- سلبيات رياض الأطفال:

أثبتت البحوث العلمية أن الصبيان الذين يتربون في رياض الأطفال يصابون بضعف ونقص شديد من ناحية الرشد.

وهذا الأمر يصدق حتى على الجانب البدني لهم. والنواقص ذات العلاقة بالمحبة والعاطفة تفرز حصول نقص في المجال النفسي فيعاني البدن على أساس ذلك في حالة الكسل.

ولو نظرتم إلى الوجوه الحزينة والمتألمة لهؤلاء الأطفال لوجدتم أن كثيرا منهم غير مصابون بمرض خاص، ونقصهم الوحيد هو الجانب العاطفي.

إن الذين يرسلون أبناءهم إلى رياض الأطفال يمارسون في الحقيقة جفاء لهم ويزيلون منهم نشاط الجسم والروح. وهذه المسألة إذا لم تكن نتيجة الاضطرار، بل من أجل التفنن ومراعاة الهوى فإنها تعتبر ذنب لا يغتفر.

وبالإمكان ظاهراً تسليم الأطفال بأيدي المرضعات وتربيتهم أفراداً عاقلين ومؤدبين، إلا أن هذه الطريقة تؤدي إلى انتزاع العناصر الأساسية للحياة من الإنسان وحرمانه من السعادة والسرور.

أجل قد نضطر أحياناً إلى تسليم الأبناء بأيدي الغير كما في حالة عدم الإنسجام بين الوالدين وعدم تمكنهما من التعايش، ففي هذه الحالة قد يكون من الصالح تسليم الصبي بيد فرد موثوق، ولكن علينا أن لا ننسى في كل الأحوال أن مثل ذلك الطفل بحاجة أيضا إلى رؤية والديه.

والغرض أن رياض الأطفال تربي أشخاصاً متصنعين ومتظاهرين وبحالة مفتعلة، وهي تسلب من الصبيان طابع ومعنى الحياة. وعلى الآباء والأمهات بحكم الوظيفة الشرعية والأخلاقية أن يحافظوا على الطفل وأن يكونوا مربون لهذه الأمانة الإلهية وأن يقبلوه معهم خاصة في السنوات السبع الأولى من العمر.


• ضرورة تخصيص وقت للطفل من قبل الوالدين:


إن الرغبة بحسن التربية تتطلب تخصيص الوالدين بعض الوقت للأطفال، ويجب أن يكون ذلك بالشكل والمستوى الذي يغطي حياة الصبي ويراقب جميع أبعاد حياته.


• تعليمات أساسية:

بالرغم من أن فترة السنين السبع الأولى من العمر هي مرحلة حرية الطفل، التي لا تتضمن تعليمات رسمية وإلزامية، لكن هناك تعليمات رسمية وضمنية للأطفال، أهمها:

تعليمات في مجال العموميات المتعلقة بالأشياء والظواهر من أجل التمهيد لمعرفتها.
تعليمات بشأن نوع العشرة والتعامل والزيارات.
تعليمات حول الحصول على الاستقلال في تناول الطعام وارتداء الملابس بحيث يتمكن الصبي من ترتيب وضعه.
تعليمات دينية بالكيفية التي يصبح الفرد عاملا بالدين.

وهناك تعليمات حول الأخطار التي تستهدفه والتي يجب عليه إبعاد نفسه عنها.


• الرقابة العائلية:


يكون الصبي في الأعوام السبعة الأولى حراً في حياته تقريباً ولكن ليس الحرية التي لا قيد فيها، وتسبب الألفة والأنس كثيراً،أحياناً، ميل الطفل إلى الانفلات، والرغبة في الرذائل، ولكن من الضروري ممارسة بعض الرقابة بشأنه.

وهي رقابة مستمرة وينبغي أن تكون مناسبة ومعتدلة حتى لا تشق على الصبي وتجرح عواطفه، والممارسات القاسية والتهديد وإثارة قلق الأطفال وحالة عدم اللاأمان الفكري في هذا العمر لا تفيدهم، والأب والأم هما اللذان يتوليان السيطرة على الطفل.

(يتبع)

برامج
1405قراءة
2016-09-08 11:39:49

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا