12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> لو كنت هي.. هل كنت أدّيتها!

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

غلطة عمر 
لو كنت هي.. هل كنت أدّيتها!

 

... كان منبه السّاعة يرنُّ بإصرار، وكنت أتقلّب في سريري دافنةً رأسي تحت وسادتي بإصرارٍ أكبر. وما هي غير لحظات حتّى بحّ المنّبه وسكت!
- أف.. الحمد لله؛ وأخيراً سكت هذا المزعج!
حدّثتُ نفسي المستغرقة بلذّة الخمول، بينما كنت أعاودُ الإستسلام للنّوم مجدّداً. تسلّلت خيوط الشّمس بشغب من نافذة غرفتي، لتستقرّ بين عينيّ مباشرةً. ثوانٍ مرّت، وإذا بي أنتفضُ كمن لدغه عقرب!
- تأخرت..تأخرت! يا ويلي تأخرت.. ماذا سأفعل، هل سألحق بهن؟
حرت من أين أبدأ، ماذا سأرتدي. الحمد لله إنّ أغراضي كانت جاهزة منذ البارحة.
كانت الحافلة ستنطلق عندما وصلت وأنا ألهث. صعدتُ الحافلة على عجل، وشكرت الله تعالى كثيراً لأنّ الرّحلة لم تفتني.
كان برنامج الرحلة الى المناطق المحرّرة في جنوب لبنان حافلاً، مفعماً بحرارة الشوق لتراب سقته دماء الشهداء ولمشاهد من العزّة والإباء تُنعشُ القلب وتضيء الرّوح. وصلنا الى إحدى المواقع التي شهدت معاركًا بطولية، وهناك استمعنا إلى قصّة من أحد المجاهدين يروي فيها حادثة مقاوم استشهد أثناء تأديته الصلاة. وبعدها استمعنا إلى مجلس عزاءٍ كان مضمونه السيدة زينب (عليها السّلام). أما الفكرة الأساسية التي تحدّث عنها قارئ العزاء، فهي حالة السيدة زينب عليها السلام العبادية ليلة الوداع، وما بعد ليلة الوداع. ومواظبتها على صلاة اللّيل. تلك الصّلاة التي تتألف من إحدى عشر ركعة! على الرّغم من كلّ المصائب والبلاءات التي واجهتها. 
أطرقتُ رأسي، وترقرقت دمعة من عيني. وودتُ لو أدفنُ رأسي في تراب تلك الأرض الطّاهرة، عساها تمدّني بقليلٍ من طهر الشّهداء الذين كانوا يحافظون على صلاتهم في أصعب وأحلك الظروف. تماماً كما الإمام الحسين والسيدة زينب عليهما السّلام.
أطرقتُ رأسي، وغصتُ في أفكاري وخجلي. فأنا أعيش في حالةٍ من الأمن والسّلام، وأنام على سرير وثير، وبين يديّ منبّه يوقظني متى أشاء، وقد توفرت لي كلّ وسائل الراحة والطمأنينة. وإن كان ثّمة هموم في حياتي فهي لا تصل إلى عشر معشار من مصائب سيدتي زينب عليها السّلام، أعجز أن أقوم في الصبّاح الباكر لأصلي ركعتين فقط! في وقت أكون قد أخذتُ كفايتي من النّوم بل أكثر!
أعجز أن أستيقظ لأصلي أجمل صلاةٍ، وأحرم نفسي وزاد آخرتي من بركة هذه الصّلاة التي تشرح الصّدر، وتزرع في القلب فرحاً لا يضاهيه فرح! ماذا أقول عن نفسي وبأيّ صفةٍ أنعتُها؟! 
والحديث الشريف يقول: من فاته صلاة الصبح...

 

لمزيد مراجعة العدد 8 من مجلّة الرائدة  

مرشدات المهدي
1162قراءة
2017-04-19 09:00:27

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا