12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> الدمّ انتصر على السيف

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

من كلام للقائد الخامنئي حفظه الله 
"عندما يُقال إنّ الدمّ انتصر على السيف في عاشوراء وفي واقعة كربلاء، وهو كذلك، فإنّ عامل هذا الانتصار هو زينب عليها السلام ؛ وإلا فإنّ الدمّ في كربلاء قد انتهى. واقعةٌ عسكرية تنتهي بهزيمةٍ ظاهرية لقوى الحقّ في ميدان عاشوراء. أما ذلك الشيء الّذي أدّى إلى تبديل هذه الهزيمة العسكرية الظاهرية إلى انتصارٍ قطعيٍّ دائم هو عبارةٌ عن خصوصية زينب الكبرى عليها السلام فالدور الّذي قامت به زينب عليها السلام ؛ هو أمرٌ في غاية الأهميّة. وقد دلّت هذه الواقعة على أنّ المرأة ليست موجودةً على هامش التاريخ، بل هي في صلب الأحداث التاريخية المهمّة. فالقرآن أيضاً ناطقٌ بهذه المسألة في موارد متعدّدة، لكن هذا متعلّق بالتاريخ القريب وليس مرتبطاً بالأمم الماضية؛ فحادثةٌ حيّةٌ ومحسوسةٌ يشاهد فيها الإنسان زينب الكبرى عليها السلام تظهر بهذه العظمة المحيّرة والساطعة في الميدان، تقوم بعملٍ يذل العدوّ ويحقّره، الّذي بحسب الظاهر قد انتصر في المعركة العسكرية واقتلع المعارضين وقمعهم وجلس على عرش النصر في مقرّ قدرته وفي قصر رئاسته. فتسِم جبينه بوصمة العار الأبديّ وتبدّل انتصاره إلى هزيمة. هذا هو عمل زينب الكبرى. أظهرت زينب سلام الله عليها أنّه يمكنها أن تبدّل الحجاب وعفاف المرأة إلى العزّة الجهادية، إلى جهاد كبير.

وما بقيَ من خُطَب زينب الكبرى عليها السلام ، ممّا هو في متناول الأيدي، يظهر عظمة حركة زينب الكبرى عليها السلام . فخطبتها الّتي لا تُنسى في أسواق الكوفة لم تكن كلاماً عادياً، ولا موقفاً عادياً لشخصيةٍ كبرى، بل بيّنت بتحليل عظيم أوضاع المجتمع الإسلاميّ في ذلك العصر بأجمل الكلمات وأعمق وأغنى المفاهيم في مثل تلك الظروف. فيا لها من شخصية قويّة وعظيمة.

فهي قبل يومين، فقدت أخاها وقائدها وإمامها في تلك الصحراء، فقدته مع كلّ الأعزّاء والشباب والأبناء، وهذا الجمع المؤلّف من بضع عشرات من النساء والأطفال قد أُسروا وأُحضروا على مرأى من أعين الناس وحُملوا على نياق الأسْر، وجاء الناس للمشاهدة، وبعضهم كان يهلّل وبعضهم كان يبكي. ففي مثل هذه المحنة، تسطع فجأةً شمس العظمة، فتستعمل نفس اللهجة الّتي كان يستعملها أبوها أمير المؤمنين عليه السلام وهو على منبر الخلافة مخاطباً أمّته، فتنطق بنفس الطريقة وبنفس اللهجة والفصاحة والبلاغة وبذلك السموّ في المضمون والمعنى: "يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر والختل"، أيّها المخادعون، أيّها المتظاهرون، لعلّكم صدّقتكم أنّكم أتباع الإسلام وأهل البيت، ولكن سقطتم في الامتحان وصرتم في الفتنة عمياً، "ألا وهل فيكم إلّا الصّلِف والنّطِف وملق الإماء، وغمز الأعداء؟"، فتصرّفكم وكلامكم لا ينسجم مع قلوبكم. فغرّتكم أنفسكم، وظننتم أنّكم مؤمنون، وتصوّرتم أنّكم ما زلتم ثوريين، ظننتم أنّكم ما زلتم أتباع أمير المؤمنين عليه السلام ، في حين أنّ واقع الأمر لم يكن كذلك. لم تتمكّنوا من الصمود والنجاح في الفتنة، ولم تتمكّنوا من النجاة بأنفسكم، "... فما مثلكم إلا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم" فقد أصبحتم كالّتي بدّلت الحرير أو القطن إلى خيوط، ثمّ أرجعت تلك الخيوط ونقضتها إلى قطن أو حرير، فمن غير بصيرةٍ ووعيٍ للظروف، ومن غير تمييز بين الحقّ والباطل، أبطلتم أعمالكم وأحبطتم سوابقكم. فالظاهر ظاهر الإيمان واللسان مليءٌ بالادّعاءات الجهادية، أمّا الباطن فهو باطنٌ أجوف خالٍ من المقاومة مقابل العواصف المخالفة". 

مرشدات المهدي
2420قراءة
2017-09-20 15:24:36

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا