12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المقالات التربوية >> كيف أتعامل مع طلبات طفلي؟ 

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

كيف أتعامل مع طلبات طفلي؟ 

 

تُعدّ مرحلة الطفولة من أهمّ المراحل في حياة الإنسان؛ ففيها تنمو قدرات الطفل وتتفتّح مواهبه، ويكون قابلًا للتأثير والتوجيه والتشكيل. والأسرة هي الأداة الوحيدة التي تعمل على تشكيل الطفل وتحديد شخصيّته المستقبليّة، لذا على الأسرة أن تضع خطّةً تربويّةً سليمةً خاصّةً بها.

 

إذ إنّ المفاهيم التي يكوّنها الطفل بصفةٍ عامّةٍ ذات تأثيرٍ كبيرٍ في نموّه، غير أنّ النمط الأكثر تأثيرًا منها، هو ذلك الذي يتّصل بتفكيره كفرد، أي بذاته المستقلّة.
ففي أعوامه الأولى يظنّ الطفل أنّه مستقلٌّ عن الآخرين، وللأهل الدور الأساس في وضع القوانين وزرع القيم والمبادئ، وتهذيب نزعة الأنانيّة لديه. وبالمقابل عليهم غرس قيمة احترام حقّ الآخر، وأنّ كلّ ما في هذا الكون إمّا نتشاركه في حقٍّ عامٍّ مع الآخرين وإمّا هو حقٌّ فرديٌّ لنا.

 

والمشكلة عندما يتعدّى الطفل أعوامه الثلاثة، ويكون قد اكتسب العادات الخاطئة؛ ومن أسبابها استجابة الأهل للطفل عندما يشرع بالبكاء والصراخ طالبًا الحصول على اللعبة التي بحوزة الآخر، وكذلك زرعهم المفاهيم الخاطئة بأنّ أغراضه حقٌّ عامٌّ ويحقّ لأيٍّ كان أن يستعملها؛ فيخاف فقدانها بسبب عدم اكتمال الوعي لديه أو إدراك ما يجري حوله. ومنها أيضًا استجابة طلبات الطفل كافّةً وبذلك يحسبون أنّهم يؤمّنون احتياجات طفلهم، لكن في الحقيقة هم يُغذّون عنده نزعة الأنا.

 

أمّا الحلول، ففي الحالة الأولى عند بكائه؛ عليهم متابعته بالحوار والشرح حتّى تصل إليه الفكرة، وعليه هو أن يستجيب للمنطق السليم، فإذا ضعفت الأمّ أمام هذا الصراخ فلتعلم أنّها تشجّعه على هذا السلوك، وسيشرع بالصراخ والبكاء والغضب كلّما أراد الحصول على شيءٍ، ولكن إذا حاولت الأم بهدوءٍ إقناعه، وأوضحت له بأنّها لن تستجيب لبكائه وصراخه إلّا إذا اتّبع السلوك التربويّ السليم الهادئ والمؤدّب، فسيقوم بطلب اللعبة من صاحبها بهدوءٍ.

 

وفي الحالة الثانية، عليهم تعليمه في أعوامه الثلاثة الأولى، أنّ بعض الأغراض خاصّةٌ به، ولا يمكن استخدامها إلّا بإذنه، وفي المقابل، يمكننا استعمال أغراض الآخرين بطلب إذنٍ منهم. أمّا إذا لم يتمكّن الأهل من تعليم أبنائهم هذه الصفات فهم يُسهمون في تشكيل شخصيّةٍ فوضويّةٍ، غير متكيّفةٍ، ولا تتقيّد بقانونٍ أو قيمةٍ تربويّةٍ أو اجتماعيّةٍ، لهذا علينا كأهل أن نكون على درجةٍ كبيرةٍ من الوعي.

 

أمّا في الحالة الثالثة، ولكي نتمكّن من فهم وتبنّي الأسس السليمة للتربية الصحيحة، ونُسهم في بناء شخصيّةٍ ناجحةٍ ومتكيّفةٍ، علينا عدم تلبية حاجات الطفل سريعًا، وتأجيلها أحيانًا، أو ربطها بتحقيق شيءٍ آخرٍ ليتمّ تلبية حاجته، أمّا في حال تلبية طلباته جميعها، فإنّ هذا سيؤدّي إلى إظهار نكران الجميل وعدم الاعتراف بالفضل والشعور باللامبالاة تجاه الأهل، أو ملاحقتهم بالمطالب التي لا تنتهي.

 

إضافةً الى ذلك، فإنّ نقص الحبّ والحنان ينمّي عند الطفل الأنانيّة، والعكس صحيح لأنّ الحبّ والحنان يُشعرانه بأن لا حاجة لأن ينتزع شيئًا من أحدٍ، أو أن يلفت الأنظار إليه، فهو واثقٌ أنّ بإمكانه الحصول على كلّ ما يحتاجه.

 

القرار والاختيار بين أيدينا نحن الأهل،  فهل نبني شخصيّةً سليمةً خاليةً من الرواسب النفسيّة، ونسعى لبناء جيلٍ قويٍّ وشجاعٍ وفعّالٍ في المجتمع، أم نهمل ذلك كلّه؟

 

أمانة برامج القادة
1477قراءة
2018-07-24 15:44:59

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا