12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

القادة والعلماء >> الشيخ الشهيد - بدء المسيرة

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

الشّيخ الشّهيد
محمد جواد مغنية

بدء المسيرة

ولدتُ سنة 1904 في جبل عامل في قرية طير دبا قضاء صور، ماتت والدتي وأنا دون الرابعة من عمري، وبعد وفاتها بقليل هاجر أبي ثانيةً إلى النّجف الأشرف وصحبني معه ومكثتُ هناك أربع سنوات أتعلّم القراءة والخط والحساب ومبادئ النّحو وأتقنت اللغة الفارسية ثم نسيتها بعد أن عدت مع أبي إلى جبل عامل لأني لم أنطق بكلمة واحدة من هذه اللغة مدى إقامتي في الوطن وكنت آنذاك دون التاسعة من عمري أقرأ وأكتب وأحفظ كلمات في النحو دون أن أستوعب معناها وأعرف الغاية منها.. وكنت أعتقد أن العلم هو حفظ الكلمات المطبوعة في الكتاب عن ظهر قلب وكفى.. ولا أدري من أين جاءني هذا الاعتقاد ولكني أذكر أن أبي رحمه الله كان يهتز طرباً إذا حفظت شيئاً منها  ويكافئني بقطعةٍ من النقود... وما حاول - ولو مرة واحدة- أن يشرح ويوضح.
وهكذا كان التعليم، الكتاب طلاسم، والأستاذ يلقّن، والتلميذ يحفظ تماماً كالببغاء، أما الفهم والتطبيق فخارج عن القصد أو يترك لجهد التلميذ وإن كان فوق عقله وطاقته.
ولا يقف أمر الحفظ والتلقين على التلاميذ الصغار فهناك نوعٌ من الشهادة يسمّى الإجازة بالنّقل عن الشّيوخ!، أي انّ الشّيخ يأذن للتلميذ المتخرّج على يديه بأن يروي عنه ما سمع منه.. إذا وثق من حرصه ودقّته في النّقل، بل أجاز البعض للتلميذ أن يروي عنه ما لم يسمع منه إذا أخبره الثقة بما قال ولهذا النّوع من الإجازة بحوث وتفاصيل في كتب الأوّلين بل والمتأخّرين أيضاً.

مقتطفات من كتاب
"تجارب محمد جواد مغنيّة"

برامج
1835قراءة
2018-08-20 00:10:55

إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا