12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

القادة والعلماء >> الشّيخ الشّهيد في بيت أخيه -2

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

الشّيخ الشّهيد 
محمد جواد مغنيّة


في بيت أخي (الجزء 2)


كنت في بيت أبي أنام في فرشةٍ ولحاف، وعندما انتقلت الى بيت أخي فقدت الفرشة ولا أدري إلى أين ذهبت!؟ وبعد أن سافر أخي إلى النّجف لطلب العلم انتقلت زوجته إلى بيت أبيها ففقدت اللحاف ولا أدري إلى أين ذهبت أيضاً!؟
لقد فقدت كلّ شيء إلا قنبازاً "قفطان" كنت ألبسه على "الرّيق"بلا قميص ولا سروال.
كنت أقضي الأيّام طاوياً لا أذوق الطّعام إلا حبّات من الحمّص المقلي أو من الفستق، آكلها مع القشور، أشتريها من دكّان القرية، حتى هذه كان يحرمني منها صاحب الدّكان لعجزي عن وفاء الدّين القديم، وما زلت أذكر حتى الآن أنّي أمضيت ثلاثة أيّام لم أذق فيها شيئا.
ومن الطّريف وأنا على هذه الحال كنت أحبّ ابنة الجيران وأنظم بها الأشعار ولقد طلبتها بنفسي من أبيها فابتسم معتذراً بفقر الطّالب وعجزه عن القيام بالواجبات.
كنت أخشى فصل الشّتاء والبرد، وبخاصّة إذا غابت الشّمس وأقبل الليل، كنت أُقيم في بيت أبي القديم أجلس على الأرض، وأُثني ساقيّ واضعاً صدري على فخذَي، وساعديّ على رأسي أغطّي جسدي بعضه ببعض، حتّى أصبح كالصّرّة المربوطة، 
ًعسى أن تخفّ وطأة البرد، وأُصبت من جرّاء ذلك بمرض الروماتيزم، ولازمني أكثر من 27 سنة، وكانت تعتريني نوبات عنيفة لا تخفّ إلا بالأبر المُسكّنة، وقد ذهبت عام 1946 إلى حمام طبريا والحمة في فلسطين للإستشفاء فعُوفيتُ والحمدلله. 

مقتطفات من كتاب 
"تجارب محمد جواد مغنيّة"

برامج
1808قراءة
2018-08-20 00:20:29

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا