12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

القادة والعلماء >> الشّيخ الشّهيد في العاصمة بيروت

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

الشّيخ الشّهيد 
محمد جواد مغنيّة


إلى العاصمة بيروت:

كُتب عليّ أن أكون مسؤولاً عن نفسي قبل سنّ التّكليف والبلوغ فلم أدعها فريسة الأقدار، وحاولتُ جهدي أن أعمل للحصول على لقمة العيش.
كان أكثر شباب القرية يذهبون إلى بيروت يشتغلون حمالين أو مستخدمين في محلات تجاريّة، كغيرهم من أبناء قرى جبل عامل وما زالوا يفعلون حتى يومنا هذا.
عزمت على الذّهاب إلى العاصمة لعلّي أجد عملاً يقيم الأود بعد أن ضقت ذرعاً بحياة البؤس والشّقاء في قريتي المعدمة.
بعد يومين قضيتهما سيراً على قدمَي وصلت إلى بيروت عند الغروب وأول شيء استوقف نظري -أنا القروي- كان منظر "الترام" فقد أُعجبت به ودُهشت لمرآه. سرتُ في أسواق المدينة على غير هدىً فألتقي صدفة أحد أبناء قريتي واسمه حسن ورحّب بي وصحبني معه إلى الغرفة التي ينام فيها العمّال، وكانت هذه الغرفة في إيجار امرأة عجوز من سكان قريتي أيضاً، وكان ينام فيها أكثر من عشرين عاملاً، يصطفّون كالسردين المعلّب، وكانت العجوز تنام مع ولدها في زاوية من الغرفة وتنصب بينها وبين العمّال ستاراً من الخيش أو شبهه وتتقاضىٰ من كل عامل في الشّهر أجراً معيّناً، سهرت تلك الليلة مع الكادحين نمت معهم بدون غطاء ولا وطاء، ونصحني بعضهم أن أبيع القصص والرّوايات لأني أعجز عن الأشغال الشّاقّة.

مقتطفات من كتاب 
"تجارب محمد جواد مغنيّة"

برامج
1843قراءة
2018-08-20 00:25:11

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا