12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> حِلْيَةُ خدّام الحسين (عليه السلام)

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

حِلْيَةُ خدّام الحسين (عليه السلام)

التعرّض للخدمة في مجالس أهل البيت (عليهم السلام) أمرٌ عظيمٌ جدًّا، يُثاب صاحبه ويؤجر عليه، فعن رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "أيّما مسلمٌ خدم قومًا من المسلمين إلّا أعطاه اللَّه مثل عددهم خدّامًا في الجنة"[1]، لكن الخادم يجب أن يعطي صورةً عن سلوك أهل البيت (عليهم السلام) الذين هم أهل المجلس، وعن أخلاقهم التي يحبّون أن يرَوها في المؤمنين فعن أبي عبد الله (عليه السلام): "إنّا لنحبّ من كان عاقلًا، فَهِما، فقيهًا، حليمًا، مداريًا، صبورًا، صدوقًا، وفيًّا. إنّ الله عزّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق فمن كانت فيه فليحمدِ الله على ذلك، ومن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّ وجلّ وليسأله إياها، قال: قلت: جعلت فداك: وما هنّ؟ قال هن الورع، والقناعة، والصبر، والشكر، والحلم، والحياء، والسخاء، والشجاعة، والغيرة، والبرّ، وصدق الحديث وأداء الأمانة"[2].

في ما يأتي نعرض بعضًا من السلوك الأخلاقي الذي ينبغي أن يتحلّى به خدّام الحسين (عليه السلام) في مجالس أهل البيت (عليهم السلام):

  1. الترحيب بالمؤمنين: عند وصول المؤمن القادم إلى المجلس فليبادر خادم الحسين (عليه السلام) إلى الترحيب به من قبيل قول أهلاً بضوف الله، أهلاً بضيوف الزهراء، فعن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام): "من قال لأخيه مرحبًا كتب اللَّه له مرحبًا إلى يوم القيامة"[3].

  2. مداراة المؤمنين والرفق بهم: قد تحدّث بعض المزاحمة بين المؤمنين في الدخول أو الخروج أو أماكن الجلوس فلا ينبغي رفع الصوت أو الصراخ إنّما تجب معالجة الأمر بما لا يجرح مشاعر المؤمنين وبرفق بهم فعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "جاء جبرئيل (عليه السلام) إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال يا محمّد ربّك يُقرئك السلام ويقول لك دارِ خلقي"[4]، وعن رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله): "مداراة الناس نصف الإيمان، والرفقُ بهم نصف العيش"[5].

  3. التغافل عن الصغائر: لا ينبغي الوقوف عند كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في المجلس، هناك الكثير من الأمور التي تحدث وتنطفئ بنفسها، فدعها، ولا تجادل أهلها، وتغافل عنها، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في إحدى وصاياه: "واعلم أنّ رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراةُ الناس، ولا خيرَ فيمن لا يعاشر بالمعروف من لا بدّ من معاشرته حتى يجعل اللَّه تعالى إلى الخلاص منه سبيلًا، فإنّي وجدت جميع ما يتعايش به الناس وبه يتعاشرون ملء مكيال ثلثاه استحسان وثلثه تغافل"[6].

  4. طلاقة الوجه وحسن البشر: تستحبّ طلاقة الوجه وحسن البشر في وجوه المؤمنين، فعن الإمام الصادق (عليه السّلام): "إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقَوْهم بطلاقةِ الوجه وحُسن البشر"[7]. فعن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام): "من أخذ من وجه أخيه المؤمن قذاة[8] كتب اللَّه تعالى له عشر حسناتٍ، ومن تبسّم في وجه أخيه كانت له حسنة"[9].

  5. التواضع للمؤمنين والخضوع لهم: التواضع والخضوع ليس من الذلّ في شيءٍ إذا كان اتجاه المؤمنين، فالله سبحانه وتعالى أمر نبيّه (صلى الله عليه وآله) بالخضوع للمؤمنين، فقال عزّ وجلّ في سورة الحجر: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾[10]، فالتواضع للمؤمنين بما أنّهم مؤمنون بالله.

  6. رعاية حُرمة المؤمنين: يتعرّض خدّام الحسين (عليه السلام) إلى ضغوطٍ نفسيّةٍ كبيرةٍ خاصّةً إذا كان عدد المؤمنين الذين يرتادون المجلس كبيرًا، فهذه الضغوط لا ينبغي أن تدفع المؤمن لجرح المؤمنين، فللمؤمنين الحاضرين حرمةٌ عند الله تفوق حرمة الكعبة، وهي حرمةٌ لا تهاون فيها، ولا ينبغي هتكها بكلامٍ أو إشارةٍ أو غير ذلك، فعن النبيّ (صلى الله عليه وآله): "الحرمات التي تلزم كلّ مؤمنٍ رعايتها، والوفاء بها: حرمة المؤمن، وحرمة الأدب، وحرمة الطعام"[11].

  7. إكرام المؤمنين: إجلال المؤمنين وإكرامهم وتوقيرهم ورحمة صغيرهم من مكارم الأخلاق التي حثّ الإسلام عليها ويتأكّد الأمر إذا كان المؤمن رجلاً كبيرًا ذا شيبةٍ فعن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام): "من إجلال اللَّه تعالى إجلال المؤمن ذي الشيبة، ومن أكرم مؤمنًا فبكرامة اللَّه بدأ، ومن استخفّ بمؤمنٍ ذي شيبةٍ أرسل اللَّه إليه من يستخفّ به قبل موته"[12]، وعن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام): "ليس منّا من لم يوقّر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا"[13].

  8. التلطّف بالمؤمنين: إنّ ما يضفي على المجلس هدوءًا وروحانيّةً هو التلطّف بالمؤمنين فينبغي الحرص على ذلك، فعن رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله): "ما في أمّتي عبدٌ ألطف أخاه في اللَّه بشيءٍ من لطف إلّا أخدمه اللَّه من خدم الجنة"[14].

 

[1] - الفيض الكاشاني، الوافي، الطبعة الأولى، مكتبة الامام أمير المؤمنين علي (ع) العامة، أصفهان، 1406 ه‍، ج 5، ص 648.

[2] - محمد تقي المجلسي (الأول)، روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، بنياد فرهنك اسلامي حاج محمد حسين كوشانپور، قمّ المقدّسة، 1399 ش، ج 12، ص 66.

[3]- الفيض الكاشاني، الوافي، الطبعة الأولى، مكتبة الامام أمير المؤمنين علي (ع) العامة، أصفهان، 1406 ه‍، ج 5، ص 645.

[4] -السيد البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، لا طبعة، ألف تحت إشراف آية الله العظمى حاج حسين الطباطبائي البروجردي، قمّ المقدّسة، 1409م، ج 15، ص 558.

[5] -الفيض الكاشاني، الوافي، الطبعة الأولى، مكتبة الامام أمير المؤمنين علي (ع) العامة، أصفهان، 1406 ه‍، ج 4، ص 458.

[6] -الفيض الكاشاني، الوافي، الطبعة الأولى، مكتبة الامام أمير المؤمنين علي (ع) العامة، أصفهان، 1406 ه‍، ج 26، ص 236.

[7] -الحر العاملي، هداية الأمة إلى أحكام الأئمة (عليهم السلام)، الطبعة الأولى، مجمع البحوث الإسلامية، مشهد المقدّسة، 1414هـ، ج 5، ص 171

[8] -قذاة ما يقع في العين أو الشراب والماء من تراب وغير ذلك.

[9] -الفيض الكاشاني، الوافي، الطبعة الأولى، مكتبة الامام أمير المؤمنين علي (ع) العامة، أصفهان، 1406 ه‍، ج 5، ص 645.

[10] - تكرر الطلب مرة أخرى في الآية رقم مايتان وخمسة عشر من سورة الشعراء ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

[11]-السيد جعفر مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)، الطبعة الأولى، مركز نشر وترجمة مؤلفات العلامة المحقق آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي، قمّ المقدّسة، 1430هـ، ج 20، ص 50.

[12] - الفيض الكاشاني، الوافي، الطبعة الأولى، مكتبة الامام أمير المؤمنين علي (ع) العامة، أصفهان، 1406 ه‍، ج 5، ص 544.

[13] - الفيض الكاشاني، الوافي، الطبعة الأولى، مكتبة الامام أمير المؤمنين علي (ع) العامة، أصفهان، 1406 ه‍، ج 5، ص 544.

[14] - الفيض الكاشاني، الوافي، الطبعة الأولى، مكتبة الامام أمير المؤمنين علي (ع) العامّة، أصفهان، 1406 ه‍، ج 5، ص 646.

أمانة برامج المدربين
4679قراءة
2019-09-02 11:03:37

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا