12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> شيخ المجاهدين

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

 وعادت بنا الأيام حيث كانت تجتمع في محفله أنوار العشق المحمّديّ الأصيل، ترتجي موعدًا عند باب الرّجاء والدّعاء، تُحدّث الفؤاد عن ذاك الحسينيّ الّذي فدى نفسه، وتسامى في مراتب الآخرة، فكان من أولئك الّذين لم يبدّلوا ولم يرضخوا، بل عشقوا ونهلوا من معين كربلاء، شهادةً مفعمة بأريج الأتقياء، ووعدًا لطالما نُذِرت المُهَجُ دونه، فكانت الإجابة بشهادة شيخ المجاهدين الشّيخ أحمد حمد يحي _ (الشّيخ أبو ذرّ).

   ابن رشاف، تلك البلدة القرويّة الّتي كانت شاهدةً على طيفه الخفيف. فعمد أن يكون مساعدًا لوالده في زراعة التّبغ، إلى جانب حرصه على تواجده باستمرار في المسجد بين كبار السّنّ، فكان الجميع يأنس بوجوده، يتلو آيات القرآن الكريم والأدعية المباركة لروّاد المسجد.

    لم تسلم العائلة من مضايقة الاحتلال الإسرائيليّ، وخصوصًا بعد استشهاد الوالد على أيدي الصّهاينة الأنجاس، فَعَزَمت الانتقال إلى بيروت، بعدما ذاقت شظف العيش، وأيّامًا أليمة، كان الشّيخ فيها مسؤولًا عن تدبير أمورها، واستمراريّتها، في ظلّ الظّلم والجور والعدوان.

    وفي هذه الأثناء التحق الشّيخ بإحدى الجامعات في بيروت لإكمال دراسته، ثمّ انتقل بعدها إلى إيران، والتحق بالحوزة العلميّة لعدّة سنوات، ليعود بعدها إلى لبنان عام 1982 حيث بدأ عمله الجهاديّ، مكلّلًا بنفحات الثّورة الإسلاميّة المباركة في إيران، وبشذرات طيب الإمام الخمينيّ قدس سرّه.

        ولم تكن نواحي القرى العامليّة، ولا المواقع المحرّرة، غريبة عن أيدي الشّيخ الشّهيد، حيث كان يُصرّ على المشاركة في مختلف العمليّات ويتصدّر الصّفوف الأماميّة في المواجهات والاشتباكات مع العدوّ الاسرائيليّ، وتجلّى النّصر هنا وهناك في هذا الموقع وتلك الدّشمة، وكانت بصمات الشّيخ الشّهيد جليّة يرتسم من ورائها النّصر تلوَ النّصر طيلة فترة الاحتلال الإسرائيليّ..

       أمّا حُلُمَ الشّهادة فكان السّبيل الأوحد للوصول نحو العزّة الأبديّة، والخلود الباقي، والقرب من أهل بيت النّبوّة، ونيل الدّرجات العُليا حيث رضى الباري عزّ وجلّ، وكادت أطياف الحلم تتهاوى لولا الأمل الكبير الّذي ما برح يعتمر قلبه بعد الإنسحاب الإسرائيليّ عام 2000.

           وتلك الصّنوبرة على مدخل بلدته رشاف، شاهدة على نفحات الوصال الأخيرة بين الشّيخ الشّهيد، وترابٍ قَبَضَ حفْنةً أخيرةً منه قبل أن يُطلقَ العدوّ الإسرائيليّ رصاصته الأولى والأخيرة حقدًا وغدرًا، فيرتفع شهيدًا مكلّلًا بعد ثلاثة أيّام من الجراح في أجواء الاندحار الصّهيونيّ والانتصار المؤزّر.

           فهنيئًا لعبيرٍ فاح، وطوبى لعمامةِ العلم والجهاد والكفاح، حيث التأمت بجوار الأنبياء كلّ الجراح.         

 

دليلة
835قراءة
2020-07-22 13:46:31

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا