12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

تنمية المجتمع >> في وحي ولادة السيدة زينب(ع)

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis


بسم الله الرحمن الرحيم


في وحي ولادة السيدة زينب(ع)



الأخلاق المحمدية..
الشجاعة العلوية..
الطهارة الفاطمية..
المواقف العباسية..
العزيمة الحسينية..
هي..حوراء أنسية..هي العقيلة زينب..



وللوقوف على ضفاف شخصية الحوراء زينب(ع) كان لنا مقابلة مع مدير مركز أمان للارشاد السلوكي والاجتماعي فضيلة الشيخ خضر نور الدين وعدنا بالخلاصة التالية:

زينب(ع) إبنة أمير المؤمنين(ع) وإبنة الزهراء(ع):فكيف كانت زينب مع أبيها وعنده؟
صحيح أن السيرة لم تركز على هذا الجانب كثيرا" لأن السيدة زينب(ع) عرفت بأنها أخت الحسين(ع)، رافقته في رحلته وبرزت بعد كربلاء فما ظهر من شخصيتها(ع) هو: ان زينب في بيت أبيها كانت مدللة وكانت محط إهتمام العائلة خاصة أبيها الذي طلب من أخويها الحسن والحسين(ع) أن يكونوا في خدمتها وكرس العباس،بعد تخييرها كفيلا" لها.
وهنا يخلص فضيلته بكلام مفاده:زينب(ع) التي تربت في بيت علي(ع) وفاطمة(ع) منذ صغرها على العزة والكرامة وعلى أن تحفظ شخصيتها،هذه التربية أوصلت بها لأن تكون بطلة تواجه إبن زياد وعمر بن سعد في كربلاء وتواجه يزيد بن معاوية وتسفهه..هذه المواقف لزينب(ع) لم تكن صدفة بل إنها مبنية على تربية أساسها تعزيز أمير المؤمنين(ع) لشخصيتها (ع) منذ ولادتها لاسيما وأن رسول محمد(ص) قد سماها بطلب من جبرائيل(ع).

 

 

دورها الإعلامي:

مزعوم أن المرأة إذا تزوجت حكمها أن تبقى مع زوجها، وتلتحق بأهلها في حال توفي بعلها أم انها تطلقت.. ولكن كيف تترك زينب(ع) زوجها المريض؟ يقال أنه كان ضريرا" في المدينة المنورة وتأتي مع أخيها إلى كربلاء؟ كيف يحضر الإمام الحسين(ع)أخته المتزوجة إلى كربلاء؟
إن الإمام الحسين(ع) كان يدرك أن حضور السيدة زينب(ع) معه في هذه المعركة سيحفظ ثورته.لا بل لو لم تكن الحوراء(ع) موجودة لأنطفأت جذوة هذه الثورة ولخرج يزيد بن معاوية بمخرج للناس بحيث يعمل على قضاء هذه الثورة من خلال أكذوبة، فيقول أنه أرسل إلى إبن عمه الحسين(ع) ليكرمه فوقع في الطريق في أيدي عصابة فقتلته لكن وجود زينب(ع) منع ذلك،هي حضرت كل كربلاء وتعرضت للسبي وعاشت الألم لأسباب عديدة:

- هي بنت محمد(ص) وأوذيت من قبل أمة محمد(ص) هذا بحد ذاته مورد أذى لأنه كان من المفترض ان تحمي هذه الأمة،إذا كانت واعية سلالة النبي(ص).

- لم تكتف هذه الأمة بأن قتلت أبناء الرسول بل عملت على سبي نساء الرسول(ص) وهذا الفعل كان يعد عند العرب أنه أصعب من قتل الرجال،فالرجل إذا ما استشهد في المعركة يرتاح لكن السبي فيه مشقة فكيف بموكب السبي الذي سيقت فيه السيدة زينب(ع) والذي كان طويلا" من جانب الفرات مرورا" على الحدود التركية-السورية ثم حلب،فحماة، فحمص مرورا" ببعلبك ثم عنجر حتى وصلوا الى الشام .

زينب(ع) التي شهدت إستشهاد أخويها وأبناء إخوتها وأبنائها وسبيت وتحملت آلام الضرب وعناء المسير الطويل إضافة إلى رعايتها النساء والأطفال والمريض الإمام زين العابدين(ع) بتوصية من أخيها الإمام الحسين(ع) حتى أنه عندما هجمت جماعة إبن زياد على الخيام وأرادوا السبي فأخذوا الذهب والثياب وبعضهم أراد أخذ البنات كإيماء منعتهم فكانوا يخشونها لذلك كان يقال عنها عندما واجهتهم كأنهم يرون علي بن أبي طلب(ع) يقاتلهم للهيبة التي كانت تمتلكها وللشخصية وقوة الشكيمة التي كانت عند السيدة زينب(ع).
وعندما دخلوا إلى أسوار الكوفة، باشر أهل الكوفة بتوزيع الطعام والشراب والتحنان عليهم فرفضت الحوراء(ع) واستنكرت: (أتقتلون رجالنا وتأتونا بالطعام؟!)
هذا الموقف لها(ع) أخجل أهل الكوفة ألى أن ذهبت بعض النسوة لمواجهة أزواجهن الذين حاربوا الإمام الحسين(ع).

في بعض الأوقات، وعندما يذكر جهاد زينب(ع) يتبادر للبعض أنه حمل السلاح والبروز لكن غالبا"ما تكون الكلمة أمضى من السيف وزينب(ع) المجاهدة وقفت في قصر يزيد بن معاوية وواجهته بخطبتها العصماء المشهورة بل وقلبت المحاضرين من أعيان الشام اللذين أتوا للإحتفال بإنتصار أميرهم على يزيد بن معاوية وتحول الموقف إلى مجلس عزاء على المقتول وتحولوا إلى ناقمين على القاتل.
وأيضا" عند دخول موكب السبي على القرى والمدن كانت السيدة زينب(ع) تشرح وتبين للناس المحتفلين الأحداث التي جرت وأن المقتول هو إبن بنت النبي(ص) فأضحوا الناس حانقين على يزيد بن معاوية.
وزينب(ع) حفظت ما استشهد من أجله الإمام الحسين(ع) ألا وهو دين محمد(ص) وأيضا" هي عملت على توعية الأمة وإظهار الحق.

زينب (ع) النموذج:

من خلال عملنا ظهر لدينا مشكلة متفشية تعاني منها فتيات هذا العصر وهي: كونها فتاة يُفترض عليها العمل في المنزل وخدمة أخاها وإن كان يصغرها سنّا" فتقدّم له طعامه وشرابه وترتّب ثيابه كأمر واجب، وإن لم تفعل فاحتمال أن يقوم بضربها والأهل يشجّعونه.
هذه مشكلة ممكن أن تخلق مشكلة أعظم، فالبنت التي تُذلّ في بيت أبويها، إذا ما ذلّها زوجها ووجّه إليها إساءة لا تعترض أوتستنكر فهي معوّدة على الخضوع عند طعن كرامتها وذلّها. أما البنت التي تخرج من بيت أبيها عزيزة تفرض عزّتها في بيت الرجل وتربي أبناءها على العزّة.

والحلّ لكلا المشكلتين هو تربية الأهل لإبنتهم منذ الصغر، خاصةً وأنّهم يريدون من بناتهم أن يكنّ كزينب(ع) لذا وجب عليهم أن يحسنوا إلى بناتهم ويحسنوا تربيتهنّ، كما تربّت زينب (ع) في بيت أبيها (ع) وأن يفرض الأبّ على أولاده خدمة أخواتهم وليس العكس، طبعاً مع الإشارة إلى عدم تشجيع الفتيات على ترك أعمال المنزل ومساعدة الأمّ. لكن فليَكن عملهنّ تطوّعي أي من تلقاء أنفسهنّ كون كلّ واحدة تعدّ فرداً من البيت، فمثلا" تساعد أخاها في تأمين حاجاته مقابل أن يؤمّن لها حاجيّاتها أو أن يكافأها أو يشكرها بالحد الأدنى، هنا هي تتطوّع وهو يتطوّع وتبقى محافظةً على عزّتها في بيت أهلها...

 

 

ونصيحتي للأهل:

الأبّ الذي لا يملك وفرة من المال ولديه إبن وبنت، فليصرف ماله على تعليم إبنته ويترك الولد ف"العلم سلاح الفتاة" وبه يحمي إبنته من بلاءات الدنيا وصعابها.
فالشاب يستطيع العمل في أي مجال لكن الفتاة إذا فسدت أفسدت الشاب وبذلك فساد الأمّة...
لذا فلنعمل على إصلاح الفتاة وتسليحها بالعلم لإصلاح الأمّة والحفاظ عليها.
ويقول الإمام الخميني (قدس سره): "المرأة كالقرآن كلاهما أوكل إليهما مهمة صنع الإنسان".


تنمية مجتمع
1423قراءة
2016-01-06 10:30:00

تعليقات الزوار


تنمية مجتمع