12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الحركة والطريقة الكشفية >> التعلم بالممارسة، الأسلوب الأفضل

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

التعلم بالممارسة، الأسلوب الأفضل

يعتبر التعلّم بالممارسة من أهمّ السبل لتحقيق أهداف الحركة الكشفيّة. فالتعلّم بالممارسة يعني استعمال تجارب الحياة الحقيقيّة والتأمّل لتحقيق التعلّم المستمرّ والتطوير الدائم، ولتحقيق التنمية الذاتيّة الشخصيّة نتيجةً لتجربةٍ مباشرةٍ بدلًا من مجرّد التعليم النظريّ. والتعلّم بالممارسة يعكس الطريقة الفعّالة التي يكتسب بها الأفراد المعارف والمهارات والاتجاهات؛ فإنّه يعكس المنهج الكشفيّ العمليّ تجاه التعليم القائم على أساس التعلّم من خلال فرص التجارب التي تنشأ أثناء البحث عن الاهتمامات والتعامل مع الحياة اليوميّة. وهذه الفرص ليست موجهةً فقط لجعل الكشّافين ينجحون، ولكن أيضًا لارتكاب الأخطاء والتعرّض للإخفاقات في بعض الحالات، وهذا بدوره يخلق المزيد من فرص التعلّم. وبالتالي، فإنّ التعلّم بالممارسة هو وسيلةٌ لمساعدة الأفراد في تطوير جميع أبعاد وجوانب الشخصيّة من خلال استنباط ما هو مفيدٌ لتنمية الشخصيّة من كلّ التجارب التي يمرّون بها. وهو يتيح للكشّافين فرصَ معايشة دورة البرنامج الكاملة حيث يخطّطون لأنشطتهم (في شراكةٍ مع الراشدين)، وتنفيذ تلك الأنشطة، وأخيرًا تتاح الفرصة لهم لاستعراض مختلف النتائج والخبرات الناتجة عن الأنشطة .

فالحركة الكشفيّة تهدف لتنمية قدرات الأفراد في جميع مستوياتها المعرفيّة والمهاراتيّة والاتجاهاتيّة، وفي مختلف مجالات التقدّم العشرة: مجال التربية الدينيّة والثقافة الإسلاميّة، ومجال التنشئة المدنيّة، ومجال التربية الوطنيّة، ومجال المهارات والتقاليد الكشفيّة، ومجال الفنون، ومجال الصحّة والغذاء، ...إلخ.

التعلّم بالممارسة هو أيضًا وسيلةٌ لضمان أن فرص التعلّم في الكشّافة ممتعةٌ وذات أهميّة. هذا من شأنه أن يعزّز رغبة الأفراد في أن يكون لديهم المزيد من الخبرات، وبالتالي معرفة المزيد. وكما أوضح بادن باول إنّ طريقة التعليم في الكشّافة هي طريقة تشكيل الفتى، وهى الرغبة في التعلّم لنفسه. وفي بيئة اليوم، بطبيعة الحال، فإنّ الهدف هو تشجيع الأفراد على التفكير في التجارب التي يمرّون بها والاستفادة منها في رحلة التعلّم الذاتيّ.

والتعلّم بالممارسة لا يقتصر على مجرّد الأداء من حيث تعلّم المهارات اليدويّة فقط، بل يتعدّى ذلك لاكتساب مفاهيم تربويّة كتحمّل المسؤوليّة، والتعاون، والقيم والفضائل الدينيّة وغيرها، ولأجل هذه الغاية لا بدّ من تقديم المفاهيم بقالبٍ عمليٍّ مباشرٍ يخدم الغاية.

مثال لتطبيق التعلّم بالممارسة على المهارات اليدويّة:

تعليم الأفراد مهارة العقد الكشفيّة لا تكفي فيه المشاهدة إنّما يحتاج الفرد الكشفيّ أن يسمع للقائد شرحه، ونصائحه وتوجيهاته وبعدها يشاهده وهو يؤدّي المهارة بشكلٍ جيّدٍ. ثمّ ينتقل إلى المرحلة العمليّة –التعلّم بالممارسة- في المخيّم الكشفيّ حيث يستعمل العقد الكشفيّة بشكلٍ عمليٍّ خلال وجوده في المخيم. فيمسك الفتى بحبلٍ بين يديه ثمّ يقوم بتنفيذ العقد الواحدة تلو الأخرى وهو ينصب خيمته، أو يصنع ساريةً للعلم، أو يصنع سلمًا لتسلّق الأشجار، أو في صناعة حاملٍ للثياب والأواني والأحذية، كلّ ذلك تحت إشراف القائد ورعايته، ويتلقّى منه التغذية العكسيّة، فيصحّح أخطاءه، ويصبح ماهرًا في تنفيذ العقد الكشفيّة، وتنتقل معه إلى حياته الخاصّة فيستعملها في كلّ مواقف حياته.

مثال لتطبيق التعلّم بالممارسة على القيم:

تعليم مفهوم "التصدّق على الفقراء"، يقوم القائد بتبيان المفهوم، ثمّ يباشر بإشراك الأفراد في مشروع عملٍ يخدم هذه الغاية. فلو كنّا على مشارف شهر رمضان المبارك فإنّنا نطلب من الأفراد إحضار مواد تموينيّةً من بيوتهم، وبيوت من يعرفونهم في إطار حملةٍ لتوزيع حصصٍ تموينيّةٍ على فقراء البلدة.

فتجتمع الوحدة في اليوم المحدّد، ويقوم الأفراد بجمع المواد، وفرزها، وتعبئتها، والانطلاق إلى العائلات الفقيرة المستهدفة حاملين الحصص التّموينية. فيدخلون البيوت ويلتقون بأصحابها، ويتعرّفون على أوضاعهم بدون واسطة. فيشاهدون أثاثهم، وثيابهم، ويرون مسحة الفقر في وجوههم فترقّ قلوبهم وتمتزج المعرفة مع الوجدان والأحاسيس، وسيكون يومًا لا يُنسى، وسيتوقّع منهم تقديم يد العون والمساعدة والتصدّق كلّما صادفوا موقفًا مشابهًا في الحياة.

 

أمانة برامج المدربين
2713قراءة
2019-11-06 12:29:14

إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا