12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> العصبية

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

ما هي العصبية؟
العصبي: هو الّذي يُعِين قومه على الظلم ويغضب لعصبته ويحامي عنهم.
العصبية: واحدة من صفات النّفس، وهي تعني أن يعين وينصر المتعصِّب كلّ ما يمت إليه بصلة على الظّلم والباطل لا على طريق الحقّ. والعصبيّة من الأخلاق الفاسدة، وهي مذمومة وقبيحة، حتّى لو كانت في طريق الحقّ، ما دامت لا تستهدف إلّا تفوّقه وتفوّق مسلكه ومسلك عصبته. وأمّا إظهار الحقّ والدفاع عنه، فإمّا أنّه لا يمكن تسميته بالتعصُّب أو إذا سمّيناه تعصُّباً فهو ليس من التعصُّب القبيح. فما كان بقصد إظهار الحقّ ودحض الباطل فهو تعصُّب محمود ودفاع عن الحقّ والحقيقة، ويعدّ من أفضل الكمالات الإنسانية، ومن خُلُق الأنبياء والأولياء.

المتعصّب يخرج من ربقة الإيمان:
يستفاد من الأحاديث الشريفة أنّ العصبيّة من المهلكات، تتسبّب بسوء العاقبة والخروج من عصمة الإيمان.
جاء في الرواية عن أبي عبد الله (ع): "من تعصّب أو تُعُصّب له فقد خُلِع رِبْقُ الإيمان من عنقه".
أي أنّ المتعصِّب بتعصّبه يكون قد خرج من إيمانه، وأمّا المتعصَّب له، فبما أنّه قد رضي بعمل المتعصِّب، يصبح شريكاً له في العقاب.
إنّ الإيمان هو من الخِلع الغيبية الإلهية، الّتي يمنّ بها الله تعالى على المخلصين من عباده، والعصبيّة تتنافى مع الإخلاص فهي تخالف الصدق والاستقامة.
إن الّذي يدّعي الإسلام والإيمان هو الّذي يستسلم للحقائق ويخضع لها، ويرى أهدافه فانية في أهداف وليّ نعمته ويضحّي بنفسه وإرادته في سبيل إرادة مولاه الحقيقي. فإذا تعارضت العصبيّة الإسلامية عنده مع العصبية الجاهلية، قدّم الإسلام وحبّ الحقيقة.

العصبيّة الحقيقية:
إنّ جميع العلاقات والعصبيّات زائلة، إلّا العلاقة بين الخالق والمخلوق، وتلك هي العصبيّة الحقيقية الّتي هي أمر غير قابل للزوال، وهو أوثق من كلّ ارتباط وأقوى من كلّ حسب وأسمى من كلّ نسب.


إنّ العلائق الجسمانية الملكية القائمة على العادات البشرية تتقطّع بأتفه الأسباب، وليس لأيّ منها في ذلك العالَم نفع ولا قيمة. إلّا تلك العلائق الّتي تتوثّق في نظام ملكوتي إلهي تحت ظلّ ميزان القواعد الشرعية والعقلية الّتي لا انفصام لها.

الصورة الملكوتية للعصبيّة:
إنّ المعيار في صورة الإنسان الملكوتية الّتي ستظهر في البرزخ والقيامة هو الملكات وقوّتها. فذلك العالَم هو محلّ ظهور سلطان النفس الّذي لا يعصي له الجسم أمراً. فقد يحشر الإنسان في ذلك العالَم على صورة حيوان أو شيطان.
يقول الحديث: "من كان في قلبه حبّة من خردل من عصبيّة بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية".
إنّ الإنسان الّذي فيه هذه الرذيلة، لعلّه عندما ينتقل إلى العالَم الآخر يرى نفسه من أعراب الجاهلية من غير إيمان بالله تعالى ولا بالنبوّة والرسالة. ويرى أنّه في الصورة الّتي يحشر بها أولئك الأعراب.
وبما أنّ العصبيّة من سجايا الشيطان، كما ورد في بعض الأحاديث، فلعلّ أعراب الجاهلية وأصحاب العصبيّة يحشرون يوم القيامة على هيئة الشياطين. 

عصبيّات المتعلِّمين:
من جملة العصبيّات الجاهلية هو العناد في القضايا العلمية، والدفاع عن كلمة سبق أن صدرت منه أو من معلِّمه، دون النظر إلى إحقاق الحقّ وإبطال الباطل. وهذا النوع من التعصُّب أقبح من كثير من التعصُّبات الأخرى من جوانب عدّة:
-    من جانب المتعصِّب نفسه، فمن المفترض بأهل العلم أن يكونوا هم المربّين لأبناء البشر، فإذا اتّصف العالِم لا قدّر الله بالعصبيّة الجاهلية، كانت الحجّة عليه أتمّ وعقابه أشدّ. ثمّ إذا كان يتظاهر بالصلاح وباطنه يحمل العصبيّة، يكون في زمرة أهل الرياء والنفاق.
-    من جانب العلم، إنّ هذه العصبيّة خيانة للعلم وتجاهل لحقّه، إذ إنّ من يتحمّل هذا العلم فعليه أن يراعي حقّه عليه وحرمته.
-    من جانب المتعصَّب له، أيّ الأستاذ والشيخ، فإنّ هذا التعصُّب يوجب العقوق له، وذلك لأنّ المشايخ العظام يميلون إلى الحقّ، ويهربون من الباطل، ويسخطون على من يتذرّع بالتعصُّب لقتل الحقّ وترويج الباطل. ولا شكّ في أنّ العقوق الروحي أشدّ من العقوق الجسمي، وحقّ الأبوّة الروحية أسمى من حقّ الأبوّة الجسمية.
 

تدريب
1024قراءة
2020-06-25 12:55:51

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا