منتدى: مشكلة وحل إضافة مشاركة

الكذب من قبل العناصر
ahmad alsayed: 31-01-2016

ارجو حلا لمشكلة الكذب من قبل العناصر

المشرف: 31-01-2016

مهدي
*******************

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم أخي ورحمة الله وبركاته

إنّ مشكلة الكذب عند العناصر هي آفة كبيرة على القائد أن يعي كيف يمكن أن يساهم في معالجتها.

لذا إليك نشرة المعين في التربية العدد الأول وهي الكذب عند الأطفال وهي موجودة في زاوية نشرة المعين في التربية على الرابط التالي:

 

الكذب عند الأطفال

 

وسنقوم بإدراج بعض الارشادات الخاصة التي من شأنها مساعدتك في القريب العاجل.

********************

برامج
********************


أبدأ الكلام بما حدث معي وكيف اكتشفت أنني السبب في دفع ولدي إلى الكذب.

وصلت من العمل متعبًا، فلم يستقبلني ولدي البالغ من العمر 7 سنوات كما عادته على الباب، فاستغربت ذلك. فسألت أمه عنه فأخبرتني أنه في غرفته وعلى مفكرته توجد ملاحظة سلوك. في تلك اللحظة كانت ردّة فعليعنيفة جدًا مما حدا به في المرات التالية أن يخفي المفكّرة وأن يكذب عندها.

قلت له قُل الحقيقة ولن أعاقبك والحمد لله إلى الآن تجري أمورنا على خير.

يمكننا تقسيم الموضوع إلى شقّين الأول اكتساب عادة الكذب وكيفية الوصول إليها والآخر كيفية المساعدة في التخلص من هذه العادة بعد استحكامها.

1- الأول ما يبدأ به الإنسان بالكذب يدفعه إلى ذلك الخوف من (العقوبة، الحرمان، المكافأة، ...)، فيلجأ إلى إخفاء الحقيقة لدفع الضرر أو لجلب المنفعة. ولكن تكرار هذا الفعل يحوله إلى عادة وبعدها تصبح طبعًا من طباع الإنسان. الحل في هذه المرحلة أن نعي تاثير أي قرار يؤخذ بحق الولد حتى لا نكون السبب في دفعه إلى الكذب للنجاة من العقاب أو للحصول على المكافأة.

2- أمّا عادة الكذب فالتخلص منها عسير بعض الشيء ويحتاج أن يكون صاحب المشكلة معترفًا أن لديه مشكلة ونحن نقدّم له المساعدة. وهذا يحتاج إلى مرّب قدير قد تمرّس في تعديل السلوك ليضع له خطة للمعالجة ويتابع معه.

لمعالجة ظاهرة الكذب:

معالجة ظاهرة الكذب تكون بأسلوبين: الأسلوب الوقائي، والأسلوب الردعي.


الأسلوب الوقائي


تتم الوقاية من الكذب باتباع التوجيهات التالية:

1 ) أن نربي الطفل على حب الله تعالى، والحذر من غضبه، حتى لا يقع فيما ينهى عنه الله تعالى، ونبين له عواقب الكذب ومخاطره والمصير المهلك الذي يؤول إليه الكذابون، عن طريق القصص والحكايات، ونشجعه على قراءتها أيضاً.

2 ) أن نزرع في نفسه حب الأخلاق، من خلال ما يثيره من احترام، وما يحققه من فائدة.

3 ) أن نخلق الثقة بنا من قبل الطفل عن طريق احترام آرائه وأقواله وأعماله، وكتمان أسراره، والثقة به، وهذه الثقة تشجع الطفل على طرح مسائله ومشاكله علينا مباشرة وبشكل جدي وصريح دون حاجة إلى الكذب والتحايل وتغيير الحقيقة. فعلينا أن لا نشكك كثيراً بأقواله، وبالأخص تلك التي لا يتحقق منها ضرر كبير، كما علينا أن نثبت للطفل عملياً أننا مستعدون لقبوله وتقبل أخطائه أيضاً، وأننا لا نتضايق من سماع كلامه، مما يجعله يطمئن لنا، ولا يحتاج إلى الكذب أبداً.

4 ) أن نشعره بالأمان من العقوبة، فمن الأسباب التي تؤدي إلى الكذب الخوف من العقوبة -كما تقدم-، لذلك، يجب أن يشعر الطفل أو الفرد الكشفي في بيئته ومكان نشاطه بالأمن والإستقرار. فعلى القائد أو المربي أن يعرف وأن يوضح للطفل أنه لا يتبع عثرته، ولا يقصد مكاشفته بكل صغيرة وكبيرة، بل إن مبدأ الحياة قائم على التفاهم والمحبة وحسن الظن وطيب النية، والعقوبة لا تكون إلا في الحالات التي يتعمد فيها الطفل الإساءة. وحتى في هذه الحالات على القائد أو المربي أن يخفف العقوبة عن الطفل إذا قال الحقيقة، وصدق في كلامه.

5 ) أن لا نكلفه بما لا يقدر عليه ولا يطيقه، فالطفل لا يصبح رجلاً بتكليفه ما لا يطيق، بل قد يصبح كذاباً في يوم من الأيام، لذلك، علينا أن نلحظ إمكانياته وقدراته، وعندها نوكل إليه المهمة التي نريد مثلاً بما يتناسب مع إمكانياته وقدراته، وعندها لن يضطر إلى الكذب للتغطية على ضعفه وعدم قيامه بما كلف به.

6 ) أن نكون القدوة في تجسيدنا للصدق والتزامنا به، فالتزامنا الأخلاقي والإيماني وتمسكنا بالإخلاص في القول والعمل يعتبر درساً قيماً يأخذه الأطفال منا، وهذا ما نستفيده من إمامنا جعفر الصادق (ع) حيث يقول: " كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم " وأيضاً " كونوا دعاة لنا صامتين ".

7 ) أن نوعي الطفل بمكانته وقيمته، وإعلامه أن قيمته واحترامه ومنح الحب له مرتبط إلى حد بعيد بمدى صدقه وصراحته، وأن ارتكابه الكذب سيقلل من هذا الإحترام والمكانة والحب له، وعندما يدرك الطفل هذه المعادلة فإنه سيبتعد عن الكذب حتى يحافظ على قيمته واحترامه ومكانته.

8 ) أن نمدح الصادقين ونروي قصصهم.

 

الأسلوب الردعي

إذا اقترف الطفل الكذب علينا أولاً معرفة الأسباب التي أدت به إلى ارتكاب هذا الخطأ بكل اهتمام وتركيز، فمعرفة الأسباب مطلوب، سواء في العلاج النفسي، أم في العلاج الجسدي. لذلك، يجب أن نعرف: لماذا يكذب الطفل ؟ وما هي الأسباب التي تدفعه للكذب ؟

ومعرفة الأسباب قد لا تكون سهلة في جميع الحالات، إذ أن هناك حالات تحتاج إلى الوعي والدقة والتأمل أكثر من غيرها.


ونلفت نظر القائد إلى أنه في سبيل معرفة الأسباب قد يحتاج للقيام بزيارة لعائلة الفرد الذي يكذب، ومتابعة وضعه مع أبيه وأمه حتى يتوصل إلى النتيجة المرجوة، فقد تكون بعض الأسباب ناشئة من المنزل أو من محيطه، كالجيران مثلاً.

بعد معرفة الأسباب التي دفعت الطفل إلى الكذب، علينا أن نختار الأسلوب والطريقة المناسبة للعلاج، منها:

1 ) أن ننصحه ونرشده، فللنصح والإرشاد دور مهم وأثر لا يستهان به في معالجة ظاهرة الكذب، سواء عند الكبار، أم عند الصغار، وينبغي أن لا يترك هذا الأسلوب أو يهمل، فتذكير الأطفال بمفاهيم الصفاء والطهارة والصدق والإخلاص يؤثر كثيراً في أنفسهم، ولا بأس بالإشارة إلى التصرفات الخاطئة التي يرتكبها الآخرون، فنقول له بأن التصرف الفلاني غير صحيح، ويسبب العديد من الأضرار، ويسخط الله تعالى، ويؤدي بالإنسان إلى دخول النار، فهذا يعتبر وعظاً وإرشاداً له بشكل غير مباشر.

2 ) أن نكون متسامحين معه بنسبة معينة، فالتدقيق في كل تصرف من تصرفات الطفل والوقوف عنده ليس أمراً صحيحاً ولا مطلوباً، لذلك، على القائد أو المربي أن يتسامح مع الطفل، ويعفو عنه في بعض الموارد والأخطاء التي قد نرتكبها نحن أيضاً. فإذا اصطدم الطفل بالمزهرية سهواً وعن غير قصد فسقطت وانكسرت يمكن التغاضي عنه، إلا إذا كان هذا العمل قد تكرر منه مرات متعددة بعد التنبيه والتذكير.

وهنا نلفت إلى أن توقّع القائد أو المربي عدم صدور أي خطأ من أفراد وحدته أو من طفله، وإرادته له أن يظل في حياته كالمعصوم أمر لا يمكن تحققه. لذلك، فالأحرى بالقائد أن يبدي الصفح والتسامح كما يخطأ هو ويصفح عنه الرب الكريم، فمن الصغار الزلل والتقصير، ومن الكبار العفو والتسامح.

3 ) أن نحقق له بعض الرغبات والحاجيات المشروعة والتي كانت السبب في وقوعه في الكذب.

4 ) أن لا نلغي العقاب المناسب في حال استحقاقه؛ لأن التساهل قد يشجع على الإسترسال، ولكن ينبغي لنا أن نشعر الطفل بأن قول الصدق سيخفف عنه حدة العقاب.

5 ) أن نظهر السخط للطفل بالإيحاء له بعدم الرضا عنه سواء كان ذلك صريحاً أم تلميحاً، وأننا لا نحب أن نسمع منه أي كلام كاذب، وأنا نشعر باستياء شديد نتيجة لتلك الكذبة التي تحدث بها أمام رفاقه أو الأفراد الآخرين في الوحدة (الفرقة).

6 ) أن نوبخه في بعض الحالات التي تكون أكثر حدة، فالموقف الذي نتخذه يجب أن يكون متناسباً مع الحالة التي تواجهنا. فعند الإطلاع على أكاذيب الطفل لا بد من مكاشفته بها، وتنبيهه إلى أننا على علم بما يتفوه به من أكاذيب، فما تحدث به لم يكن كذلك، وإنما كان بشكل آخر، ويجب أن يعرف أنه غير قادر على خداعنا وإيهامنا. ولكن يجب أن يتم ذلك بيننا وبينه، لا على مسمع ومرأى من الأطفال والأفراد الآخرين.

7 ) أن نهدده، وحتى نعاقبه إذا لم تجد الأساليب المتقدمة، ولم تحقق النتيجة المرجوة، وذلك لردعه عن الكذب، وهذا الأسلوب ليس الأسلوب العملي الناجح والمطلوب، واستخدامه يدل على أن عملنا التربوي قد جاء بعد فوات الأوان.

ونلفت في هذا المجال إلى أن العقوبة يجب أن لا تتسم بالخشونة والقسوة والتشفي.

***********************

malak
***********************

بارك الله فيكم أحسنتم

عدد القراءات 774 قراءة