الحركة الكشفية

الأغراض:
• يذكر أهداف الحركة الكشفية ومبادئها.
• يعدّد عناصر الطريقة الكشفية.

انطلاقة الحركة الكشفية:

وُلدَ روبرت ستيفنسن سميث بادن باول في 22 شباط سنة 1857، مات أبوه وعمره ثلاثُ سنين، فحرصت والدتُه على تربية أبنائِها على التقاليدِ العائلية المتّبعة آنذاك. كان ممتازاً في الرماية والتمثيل، كان يذهبُ أثناءالعطلاتِ مع إخوانه للإستكشاف والتنقيب، عمل ضابطاً بالجيش البريطاني، توفي سنة 1941 وله من العمر 84 سنة.
نشأت فكرةُ الكشفية في ذهن مؤسسِها اللورد بادن باول، بعد أن لمسَ بأن الشباب الإنكليزي يتفكّكُ وتكثر فيه الأمراض الإجتماعية كالإدمان والبطالة.

أثناء تنقلاته في المستعمرات الإنكليزية تعرّف على ثقافات الشعوب وكيفية تربية أبنائها على الشجاعة والقوة والإعتماد على النفس، فكتب مجموعةَ برامجَ للتربية الذاتية موجّهة للشباب، وتُمارَسُ في الهواء الطلق بعد أن أيقن أنّ هذا النوع من الحياة يهواه الشباب، ويُكسبهم الثقة بالنفس وكيفية التعاونِ والإنضباطِ والإخلاص، وتولّدت لديه الرغبةُ في التدريب وخدمة الآخرين.
كانت لقرَاءاتِه المتنوعة ودراساتِه لكتب التربيةِ فائدةٌ كبيرة في هذا المجال فقد نشر كتاباً بعنوان (الكشفية) سنة 1907م وضع فيه خبرتَه ومبادئَه وأفكاره.

أخذت الحركة تنتشر انتشاراً سريعاً، وأصبح بادن باول رئيساً للحركة الكشفية.
تعرّف الحركة الكشفية بأنها حركةٌ تربويّة تطوّعية، تهدف إلى تنمية قدرات الشباب وفق مبادئَ وطريقةٍ خاصّةٍ بمعاونة الراشدين.

محطّات أساسية في تاريخها

بدأت الحركة الكشفية في إنجلترا عام 1907م مُعتمدةً على بعض الأفكار التي آمن بها مؤسّسها اللورد بادن باول.
 مطلع صيف عام 1907 أقام بادن باول المخيم الأول للحركة الكشفية على جزيرة براون سي في منطقة هاربر في فرنسا.
 عام 1907م تم تأسيس أولى المراحل الكشفية وهي مرحلة الكشافة.
 عام 1910م وضع "بادن باول" وزوجته وشقيقته برنامجاً للفتيات، فانطلقت من حينها حركةُ المرشدات.
 مطلع عام 1912م أصدرت شقيقة باول "أنابيس" كتاب "المرشدات".
 عام 1912م تمّ تأسيس أول فرقة كشفية في لبنان (بيروت) عن طريق أخوين من الهند، ومنها انطلقت الحركة الكشفية إلى باقي الدول العربية.
 عام 1916م تم تأسيس مرحلة الأشبال.
 عام 1919م بدأت الدورات التدريبية للقادة في غيلول.
 عام 1920م تحقّق الحلم الأكبر لبادن باول عندما تجمّع 6000 كشفي من كل أنحاء العالم في أولمبياد لندن، وسمي هذا اللقاء "جمبوري"، ولا يزال هذا اللقاء يُقام كل أربع سنوات حتى أيامنا هذه، وقد تُوِّج فيه باول "قائد كشافة العالم".
 في تموز عام 1922م تمّ عقد المؤتمر الكشفي العالمي الثاني بباريس (فرنسا)، بمشاركة ثلاثين دولةً من أنحاء العالم، وأسفر عن تأسيس المنظمة الكشفية العالمية، ووضْعِ دستورٍ للحركة الكشفية يحكم أداءَها بروحٍ من التعاون والصداقة والأخوة العالمية.
 في عام 1922م تمّ تأسيس مرحلة الجوالة.

أهدافها

للحركة الكشفية أهدافٌ تسعى لتحقيقها من خلال الأنشطة التي تقومُ بها، وهي تتمثّل بــ:
i. المساهمةِ في صقل مواهب وقدرات الشباب وتنميتها.
ii. إكسابِ الشبابِ صفاتٍ سلوكيةً وقيماً إجتماعية من خلال العمل بالوعد والقانون الكشفيين.
iii. غرس صفاتِ المواطنية الصادقة في نفوس الشباب، وحبَّ الوطن والانتماء إليه، والقيامِ بالواجب نحوه.
iv. المساهمةِ في خدمة وتنمية المجتمع.

مبادؤها:

المبادئ هي القوانين والمعتقدات الأساسية التي تجب مراعاتُها لتحقيقِ الهدفِ، وهي تمثّلُ قواعدَ السلوك التي تُميّز جميع أعضاء الحركة الكشفية، و هي:
1. الواجب نحو الله: أي التمسّكُ بمبادئ الدينِ والعمل بإرشاداته والحرص على أداء شعائره والإلتزام بما يدعو إليه من قِيَم وفضائل.
2. الواجب نحو الآخرين: أي العلاقة مع المجتمع، بالإستناد إلى الولاء للوطن وتنمية المجتمع والمشاركة في بناء عالم مبني على السلام والصداقة والتفاهم العالمي، فالكشفية هي أخوّة عالمية شاملة.
3.الواجب نحو الذات: أي مسؤولية تنمية الذات من خلال تنمية القدرات والمواهب المتنوعة لشخصيةٍ ناضجة.

الطريقة الكشفية:

الطريقةالكشفية هي نظامٌ مُتدرجٌ للتربية الذاتية، ولها عناصر سبعةُ هي:
1. الوعدُ والقانونُ:
الوعد الكشفي: عهدٌ يقطعه الفرد على نفسه أمام مجموعة من الأقران يلتزم فيه العمل بقانون الكشاف.
القانون الكشفي: مجموعة من الضوابط السلوكية التي توجّهُ الفردَ في علاقاته مع الله والذات والآخرين.
2. التَعلّم بالممارسة: الأسلوبُ العملي للكشفية في التربية، من خلال إتاحة الفرص لاكتساب الخبراتِ الناتجةِ عن ممارسة الفرد لهواياته واهتماماته والتعامل مع مواقف الحياة اليومية.
3. نظام الجماعات الصغيرة: يعتمد على تقسيمِ المجموعة الكبيرة إلى جماعات صغيرة (6-8 أفراد)، يسهل التعامل معها للوصول إلى الأهداف المنشودة.
4. التقدّمُ الشخصي: يرتكزُ على المشاركة الواعيةِ والفعّالة في تنمية الذات، ويراعي الفروقات الفردية بين الأفراد.
5. الحياة في الخلاء: الطبيعة عنصرٌ من عناصر الطريقة الكشفية، تساهم بإمكانياتها الهائلة في تنمية الشباب بدنياً،عقلياً، اجتماعياً وروحياً.

6. الإطار الرمزي: هي الرموز الخاصة بالكشفيين من زيّ وشارات، وصافرات، ورموز تتبّعِ الأثر...
7. معاونةُ الراشدين: يلَعب الراشدون دوراً أساسياً في تيسير عملية التربية الذاتية من خلال تطبيق الطريقة الكشفية.

المخيم الأول

في مطلع صيف عام 1907، أعلن بادن باول عن تأسيس حركته الكشفية، وأقامَ المخيمَ الأول للحركة الكشفية على جزيرة براون سي في منطقة هاربر في فرنسا، وكانت مدته من 15 حزيران حتى 9 آب 1907، وقد شارك في هذا المخيم 20 كشافاً من كل فئات المجتمع، كانت هذه الجزيرة كثيرةَ الغابات، وقد طبّق بادن باول فيها ما كان عنده من أفكار، حيث قسّم المخيمينَ إلى طلائعَ وعيّن عرفاء، ووزّع المسؤوليات، وألزم الجميعَ بدستور الشرف المُعتمد من قِبَله، ووضع نظاماً للمخيم، وبعث روح التنافس المُجْدِي بين الطلائع، فقامت الطلائع بإعداد الطعام وطبخه وتنظيف الأواني واستلام مهام الحراسة في الليل والنهار، وبإقامة بعض الأشكال الريادية والفنية والتحطيب لسهرات التعارف والنار وعمليات تتبع الأثر، والقيام ببعض الألعاب والصرخات والأهازيج والأناشيد والمباريات الرياضية والرقص والتقليد والتمثيل...