الأسوة الحسنة
رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأسوة الحسنة
ينظر الطفل بإعجاب إلى الشخصيات البارزة في المجتمع بحيث يكوِّن ذلك طموحاً لديه أن يصبح مثل أحدهم.
من هنا يأتي دورك كقائدة حيث يجب عليكِ أن تسعي لتكوّني القدوة الحسنة التي تدفع الفتيات للتعلّق بها و السعي للكون مثلها.
لتكوني القدوة و الأسوة الحسنة إليكِ هذا النموذج الراقي:" الرسول (ص) ".
شخصية الرسول (ص):
يمثّل رسول الله النبي محمد (ص) النموذج الإنساني الكامل الذي اجتمعت في شخصيته كل الصفات و الخصائص و القيم الإنسانية و الإلهية، فكان عظيماً في فكره و وعيه، قمة في عبادته و تعلقه بربه، رائداً في تعامله مع أسرته و الناس جميعاً.
دعوته:
كان هدف النبي (ص) الأسمى نشر دين التوحيد، و قد قام بدعوة الناس بأرفع الأخلاق و أعلى درجة من البشاشة و رحابة الصدر و بأبلغ حجة و برهان، و كان يوصي أنصاره أيضاً باتباع هذه الطريقة كما أمره الله تعالى بقوله: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني }.
و لم يبدِ أي تبرمٍ أو ضيقٍ بالأذى و العذاب و الإساءات و المؤامرات التي صدرت تجاهه من أعدائه، و منذ أن كُلِّف من قِبل الله بمهمة التبليغ و هداية الناس و قيادتهم لم يغفل عن إتيان أي وظيفة أو يتوقف عن السعي المتواصل لحظة واحدة، كان همه الدائم نشر دين الله دونما كللٍ أو ملل، وقام بإيصال معارف الدين و قوانين الإسلام مع سعتها المدهشة إلى الناس، و خاض الحروب من أجلها.
عبادته:
و رغم كثرة مشاغله كان يفرغ وقتاً مهماً لعبادة الله، و كان قدوة و مثالاً في علاقته مع ربه، لم يغفل عن أداء أيٍّ من واجباته و عباداته تجاه ربه، كان يكثر من ذكر الله و شديد العناية بقراءة القرآن و نشر تعاليمه.
أخلاقه:
مهما قيل من ثناءٍ عن أخلاق الرسول (ص) السامية قديماً و حديثاً، فإن ثناء الله تعالى عليه في كتابه يبقى أدق تعبير و أصدق وصف لمواصفات شخصيته العظيمة دون سواه، فقول الله تعالى:{و إنك لعلى خلقٍ عظيم } شهادة من الله تعالى على عظمة أخلاقه و علو شأنه في تعامله مع ربه و نفسه و مجتمعه، حيث أن الأخلاق هي مفهوم شامل لجميع مظاهر السلوك الإنساني.
و قد كان أمير المؤمنين (ع) إذا وصفه قال:" كان أجود الناس كفاً، و أجرأ الناس صدراً و أصدق الناس لهجة و أوفاهم ذمة و ألينهم عريكة، و أكرمهم عشرة، و من رآه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أرَ مثله قبله و لا بعده ".
فقد امتاز الرسول (ص) بخلق إنساني رفيع و سلوك إجتماعي مميز مع الناس على اختلاف شرائحهم، مما جعله يكسب محبتهم و يجذبهم إلى طريق الله.
بقدر ما كان يحث على التزام فضيلة التواضع في التعامل و العلاقات الإجتماعية، فإنه من ناحية عملية كان المتواضع الأول في المسلمين بل النموذج المثالي الرائع في التواضع و بساطة العيش.
كان في فضيلة الحلم عن المسيئ و العفو عنه نموذجاً رائعاً كسائر أخلاقه، و كان وفياً و شديد التقيّد بالوعود التي يعطيها للآخرين.
كان نموذج النظافة و الطهارة و أناقة المظهر، زاهداً في دنياه، قمة في الشجاعة و الثبات و أحسن الناس منطقاً و فصاحة، ومثلاً أعلى في شتى ألوان تعامله و أنماط سلوكه في علاقاته بأزواجه حيث يقول:"ألا خيركم خيركم لنسائه و أنا خيركم لنسائي"، و ذلك ليكون قدوة لأمته في كل شأن من شؤون الحياة ؛ كما كان أباً مثالياً يعامل أولاده برفق و لين و محبة و يسعى في تربيتهم و تعليمهم آداب الإسلام.
سلوكه القيادي:
أما في سلوكه القيادي فقد كان الرسول (ص) عادلاً حكيماً مدبراً، و حريصاً على حفظ النظام، ملتزماً بالعهود و المواثيق، كما كان قائداً عسكرياً فذّاً يخوض المعارك بكفاءة و خبرة عالية، كان يعالج الشكاوى و الحاجات البسيطة و الكبيرة للناس بنفسه، و يكفي في شجاعة و شهامة النبي الأكرم (ص) وقوفه وحيداً في مقابل العالم ذلك الوقت حيث لم يكن يحكم سوى القوة و التسلط و سحق الحقوق، و مع كل ما رآه من الظالمين من عذابٍ و أذى لم يضعف أو تفتر همته و لم يتراجع في أي حربٍ من حروبه.
لأجل ذلك كله فقد جعله الله قدوة و أسوة للناس جميعاً، و فرض عليهم أن يقتدوا به و أن يتبعوه في كل شيئ حتى في جزئيات أفعالهم فقال فيه: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيراً }.
برامج
2085قراءة
2015-11-06 19:07:13