نحو قيادة نموذجية للوحدة الكشفية
من الطبيعي أن يواجه قادة الوحدات الكشفية الكثير من الصعوبات والمشاكل أثناء قيادتهم للأفراد لما لهذا العمر الذي يقودونه من طباع وميول مختلفة وأفكار وآراء مشتتة .
وتعتبر هذه الأعمار من أخطر الفترات التي يمر بها المراهق والطفل ، وهذا ما يتطلب من قائد الوحدة أن يكون قائداً نموذجياً و مثالياً في التعاطي والسلوك فهو القدوة للآخرين ولابد أن يكون عالماً عارفاً بأفضل الطرق والأساليب لقيادة الأفراد بطريقة صحيحة ، ويمتلك الخبرة الكافية والوافية من أجل تصويب وحل المشكلات وتأليف القلوب وفتح الأذهان للخير والفلاح .
قائدَ الوحدة الكشفية القيادة ليست بالأمر الهين وطريقها ليست مفروشة بالورود والرياحين ولكنها محفوفة بالأشواك ، فلتكن على حذر .. إليك بعض الخطوات الهامة التي تساعدك لأن تكون قائداً نموذجياً في القيام بمهمتك التربوية العظيمة واكتساب محبة أفراد وحدتك وهذه الخطوات هي :
1- حسن التصرف :
لا تنس أنّك القدوة وأنّ كل الأنظار موجهة إليك ، فإن أحسنت أحسنوا وإن أسأت أساؤوا ، فكن متحمساً لما تفعل فتفضي على وحدتك طابع الحماس والجدّ .
2- الإنسجام مع الآخرين :
ضع نصب عينيك دائماً شعار " الكشاف ودود " لتكن محبوباً من الجميع جاء في الحديث ( إن أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان ) واعلم أن سرّ المحبة إنما يكمن في حسن المعاملة ، وأن توزع محبتك على الجميع سواسية في حب وإخاء ومودة وصفاء ، إنّ ذلك يجعل الجميع كالجسد الواحد في الإنسجام والتفاهم وحسن المعاملة .
3- الكلام الحسن :
قال تعالى { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن } .
إجعل لحديثك حلاوة يجذب إليه استماع المستمعين ..
- لا تتأمر .. إستعمل كلمات مؤثرة تأمر القلب وتنهاه دون عناد ورفض من أحد .. لا تقل إفعل بل قل من فضلك كلمة توحي بأدب تدفع مستمعها لسرعة التلبية .
- لا تقل حسناً بل شكراً جزيلاً كلمات تحمل معنى العرفان بالجميل لقائلها وترضي وتسعد الموجهة إليه .
- لا تقل أنا ، قل نحن . ولا تقل عملت ، بل قل عملنا . أطلق صفة الجمع على الأفعال فتنسب الإنجازات والأفعال للجميع وإن لم يحسن الجميع فهذا تشجيع لهم على المشاركة .
4- المشاركة بالعمل والرأي :
قال تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى }
وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل .. إحذر من أن تنفرد بوضع مخططات الوحدة دون الإستئناس برأي أفرادها واعلم أن وحدتك سوف تسعد ويستمتع أفرادها بأداء ما يطلب منهم من أعمال وما يناط بهم . ولتحقيق التعاون والثقة يقتضي منك الاستماع لآرائهم والتعرف على رغباتهم وأخذ مشورتهم قبل تحديد الهدف والعمل ليشاركوا معك .
5- العفو عند المقدرة :
قال تعالى {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا} توقع دائماً أن هناك من يخطأ أنت وأي فرد من وحدتك ، فليس العيب أن تخطأ إنما العيب أن تتمادى في الخطأ ولا تعترف به ، وإن نسيت فلا تلقي المعاذير وتختلق المبررات بل اعترف بذلك ، فالرجوع عن الخطأ فضيلة ، واعلم أنك بعملك هذا سوف يرتفع رصيدك من الثقة لدى أفراد فرقتك . إنّ العفو عند المقدرة دليل القوة والشدة ، فكن صبوراً حليماً فالحلم سيد الأخلاق .
6- حسن المعاملة مع الأفراد :
دورك كقائد وحدة كشفية أن تحسن معاملة أفراد وحدتك ، وأن تبذل قصارى جهدك لإسعادهم وعدم التعالي عليهم ، فلا تسفه رأي ، بل امتدح من يجيد ، ولا تؤنب من يخطئ ..خذ بأيديهم وارشدهم وشجعهم ، كن رفيقا في حزم ، لينا في غير ضعف ، قويا في غير عنف ، صبورا في غير يأس أو ملل .
7- حل مشاكل الوحدة :
قد تواجه مشكلات عديدة مع وحدتك ، فقد تصطدم بالمعارضة مثلاً ، كيف ستتصرف ؟
عليك أن تتصرف بحذر ولباقة ، وحاذر أن تسفه آراءهم ، أو تؤكد أخطاءهم ، حتى لا تثير فيهم رغبة المقاومة والعناد ، وتقودهم إلى الجدل العقيم والخلاف السقيم .. حاول إقناعهم بالحسنى ، متخيراً ألفاظاً مهذبة بعيدة عن العنف . وإن تراءى لك خلال المناقشة صحة نظريتهم فلا تأخذك العزة بالإثم فتعاند الحق وتكابره .. ، أما إذا أيقنت من صحة موقفك فاستشر من هو أعلم منك لتثبيت رأيك ، ثم اخلص إلى نتيجة وحاول أن تدلل لوحدتك على ذلك بأمثلة مبسطة فتقرب رأيك للأذهان دون تجريح أو مساس بكرامة أحد .
8-العلاقة مع أولياء الأمور :
إن علاقتك بأولياء الأمور يجب أن توليها قدراً وافراً من الاهتمام حتى تتجنب الكثير من المشاكل التي قد يثيرونها ما لم توطد علاقتك بهم ، لأنهم بطبيعة الحال لا يعرفونك بالقدر الذي يعرفك به أبناؤهم .
قد تبدو لهم بعض الأمور غامضة وقد تثير فيهم المخاوف ، الأمر الذي يستوجب الإيضاح والتفسير لبث الطمأنينة في قلوبهم .. وهذا يتطلب منك المحاولة الدائمة لكسب ودهم والتحدث إليهم كلما أتيحت لك فرصة لقائهم للتعرف على وجهة نظرهم واستقصاء ما يروقهم ويرضون عنه لمحاولة تحقيقه ، طالما هو في إطار قواعد جمعيتنا الكشفية وفي مصلحة أبنائهم وما دام يرضيهم ويروقهم أثبت لهم أنك تبذل قصارى جهدك في سبيل إسعاد وحدتك ..وأطلب منهم النصيحة والمشورة فتكسب ثقتهم وتفوز برضاهم .
قائدَ الوحدة الكشفية
إحرص دائماً على إذكاء روح العمل بين أفراد وحدتك ، ففي بعض الأحيان ينتاب الأفراد نوع من التكاسل والتراخي مما يفقدهم اهتمامهم بشؤون وحدتهم ، كعدم المواظبة على حضور الإجتماعات وتقاعسهم في السعي عن التقدم الكشفي .
حاول أن تتعرف إلى الأسباب فقد يرجع ذلك إلى جمود البرامج وسيرها على وتيرة واحدة ، أو بسبب عدم حيوية الإجتماعات وخلوها من المتعة والإثارة ،إلى غير ذلك من الأسباب . ثم عليك أن تبادر بتعديل المسار بما يحقق رغباتهم ويدفعهم إلى العمل .
إن وحدتك هي أمانة بين يديك .. فلا تهملها ولا تفرط بها .. ولا تستخف بطاقاتها ..
إن جنود الإمام المهدي (عج) .. هم الذين ترعاهم ، وفي الختام نذكرك بقول الإمام الخميني (قده ) : "احرصوا على أن تكون تربيتكم للأطفال والشباب تربية إسلامية ، فإن هدف المخالفين هو تحريف عقائدهم وإبعادهم عن الإسلام " .
برامج
2269قراءة
2015-11-09 19:10:16
chahid |