جوانب التربية اقتداءً بالسيدة الزهراء (عليها السلام)
شملت تربية السيدة الزهراء (عليها السلام) عدّة نواحٍ، كان منها:
أ) الناحية النفسية والسلوكية:
1- عدم التفريق بين الأبناء في التعامل، فالتفضيل والتفريق يسبّب البغض والحقد بين الأبناء ويؤدي إلى مشاكل نفسية عديدة كالقلق والاكتئاب، لذلك علينا أن نظهر الحب والعدل بشكلٍ متساوٍ لكل الأبناء وقدوتنا في ذلك الزهراء (عليها السلام).
2- إن الأمومة شيء عظيم لكل أم، لكن يجب أن ندرك بأن الأمومة مسؤولية كبيرة لها قواعدها التي تبدأ من الحمل والولادة والإرضاع وإشباع الطفل من حيث الحب والعاطفة والابتعاد عن التمييز بين الأولاد. والأمومة هي إظهار المكنون من المشاعر الرقيقة تجاه الطفل. والزهراء (عليها السلام) ربّت أبناءها على الحب والعاطفة ولم تفرق بينهم.
ب) الناحية العقلية والتعليمية:
حث الأبناء على العلم والتعلّم، الزهراء (عليها السلام) كانت تحثّ أبناءها على العلم والاستماع لخطب الرسول (صلى الله عليه وآله)، فقد كان الحسن والحسين (عليهما السلام) يذهبان إلى المسجد النبوي ويستمعان إلى خطبة الرسول (صلى الله عليه وآله) ثم يلقيانها على مسامع أمهما الزهراء (عليها السلام). وهناك روايات تؤكد على أن الزهراء (عليها السلام) كانت تستقبل في بيتها النساء ليتعلّمن منها.
ج) الناحية الاجتماعية والأخلاقية:
إن فاطمة الزهراء (عليها السلام) مثال للأخلاق والفضيلة، كيف لا وهي بنت النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وتشبهه في صفاته. فهي الأم والمربية ذات العطف والحب والحنان، وهي الصابرة على الظلم، وهي الطاهرة العفيفة والمرأة الكاملة، وأخلاقها لا تحصى... فقد كانت أماً حنونةً على صغارها ومربية فاضلة تعطف على الفقراء والمساكين.
د) الناحية الوطنية:
لم تمنعها تربية أبنائها من الجهاد في سبيل الله وحماية الدين الإسلامي ومساندة المحاربين والحفاظ على الوطن. ففي واقعة أحد وقفت الزهراء (عليها السلام) تغسل جبين أبيها الطاهر، وتبلسم جراحات علي (عليه السلام). ومواقفها (عليها السلام) في ذلك كثيرة؛ فقد ساندت أباها أيضاً في يوم الغدير.
هـ) الناحية الجسمية والبدنية:
إن الزهراء (عليها السلام)، وعلى الرغم من سمو مكانتها، كانت تقوم بالأعمال المنزلية بنفسها. وبالرغم من وجود خادمتها فضة إلا أنها لم تتكاسل عن أداء واجباتها، لذا فهي المشكاة التي يجب على كل أم أن تربي بناتها على نورها.
و) الناحية الدينية:
1- كانت الزهراء (عليها السلام) تطعم الصغير والفقير واليتيم، وهنا نجد التربية السليمة على هذه الصفة التي انحدرت من الوالدين إلى أبنائهما، لذا وجب تعليم الطفل على إطعام الفقراء والمساكين منذ الصغر.
2- ربت الزهراء (عليها السلام) أبناءها على التقوى، وكانت تأمرهم بالنوم نهاراً من أجل إحياء الليل.
3- الصبر من صفات الحميدة التي يجب تربية الأبناء عليها؛ الصبر على الظلم، الصبر على الجوع، الصبر على المصائب... وكانت الزهراء (عليها السلام) صابرة حتى على الجوع وقد ربت أبناءها على ذلك.
4- العبادة إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء، فالصلاة هي الوسيلة التي تصل العبد بربه وهي التي تقربه منه. وكانت الزهراء (عليها السلام) عابدة زاهدة تدعو في صلاتها لغيرها قبل أن تدعو لنفسها.
5- ربت الزهراء (عليها السلام) الحسن (عليه السلام) على المسؤولية، وكذا بغريب كربلاء الحسين (عليه السلام) فقد ربته على التضحية بنفسه وماله وأهله من أجل الدين، وربّت زينب (عليها السلام) وأم كلثوم على التضحية والصمود أمام الظالمين والأعداء.
برامج
2109قراءة
2015-11-09 19:36:57