القصة في أدب الأطفال
بسم الله الرحمن الرحيم
القصة في أدب الأطفال
القصة هي فن أدبي تستعين بالكلمة التي تقود إلى إثارة العواطف, والانفعالات, والعمليات العقلية والمعرفية, وتتناول حادثة أو أكثر في إطار فني أبطالها شخصيات بشرية أو غير بشرية, وتدور في إطار زمان ومكان محددين.
تكون القصة في العادة ذات مغزىً تربوي, مثلا نجد دائمًا البطل- أكان بشريًا أم لا- يمثل المثل الأعلى بالنسبة للطفل, فتكون أفعاله هادفة نحو هدف تربوي معين فيقلده الطفل. لذلك لكي تكون القصة ذات مغزى وشأن يجب أن تتوفر فيها خمسة عناصر وهي:
• الحكاية: هي مجموعة من الحوادث المرتبة ترتيبًا زمنيًا وتصاعديًا أي من البداية إلى النهاية دون تلاعب في أي من هذا الترتيب, ويتخللها الحوادث والصراعات, فالحدث الأول يعرض البيئة والشخصيات والفكرة الرئيسية, وبعدها يأتي تفاعل الشخصيات والحوادث فتنمو الفكرة لتصبح في الذروة وبعدها تخفّ الأحداث لتنتهي بخاتمة محددة ومعبّرة عن المغزى.
ويجب أن تكون الحكاية مليئة بالتشويق والإثارة وبعض من الغموض والمفاجآت.
• الحبكة: تعتبر الحبكة هي خطة القصة والخيط الذي يمسك القصة وبناءها, وتدخل في الحبكة ما يحدث من الشخصيات وما يحدث لها. فالحبكة تبدأ من حيثما تبدأ الحكاية, وتنتهي مع انتهاء الحكاية.
• الفكرة: ويمكن القول أيضًا القيمة والمغزى. لا تخرج قصة الأطفال عن الطابع التربوي الذي ينمي شخصية الطفل, إذ إنّ قصص الأطفال يجب أن لا تخلو من فكرة ما أو قيمة أو مغزى تريد إيصاله, فقد تعالج القصة فكرة معينة كطبائع الحيوانات ثم تؤدي إلى مغزى أو قيمة كالتعاون, الاحترام...
• الشخصيات: إنّ الاهتمام بالشخصيات في القصص نابع من أن الطفل دائم البحث عن أشياء يقتدى بها ويرى نفسه فيها, لذا لا بدّ أن تكون الشخصيات نابعة من رغبات وحاجات الطفل, ولهذا السبب يكون البطل شيئًا رئيسًا في القصة ولا تخلو القصة من البطل لأنّه يجسد آمال الطفل ورغباته. ولا بدّ أن تكون الشخصيات متساوية أو مشابهة للواقع, أو مألوفة, وأفعال البطل يجب أن تكون واضحة وذات مغزى, ويحدد بإسم معين, ويتحلى بصفات خُلُقية وخلقية معينة تدفع بالطفل للتحلي بها. ويجب الانتباه إلى أن الطفل في مرحلة متأخرة من العمر يميل إلى البطل البشري - أكان رجلاً, طفلا, إمرأة, عجوز- أما الشخصيات الثانوية فهي أيضًا ضرورية لأنّها تبين الوجه الآخر للبطل, وتساعده وتقدم له النصيحة والعون....
• السرد والحوار: السرد ضرورية في قصص الأطفال لانّه يلخص الحوادث بقليل من العبارات. أما الحوار فإنّه يوضح طبيعة الشخصيات وأفكارها وأفعالها.
ونخلص إلى أنّ مهما كان نوع القصة فإنّ من خصائصها المهمة غرس القيم في نفوس الأطفال, وبالإضافة إلى دورها المساعد في تجنب القيم السلبية الموجودة في المجتمع كالأنانية, والطمع...
المصدر: كتاب" أدب الأطفال فن المستقبل" للدكتور أنور عبد الحميد الموسى.
إعداد القائدة أسماء زراقط
أمانة برامج الإختصاصات
1113قراءة
2016-01-01 23:55:07
Fatima Nasreddine |