12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المقالات التربوية >> واتس آب صراع بين المجانية وضياع الخصوصية

واتس آب صراع بين المجانية وضياع الخصوصية


رأس مطأطأ نحو الأسفل، وجه صامت تجتاحه بين الفنية والفنية تعابير وإيماءات مختلفة، ذهن شارد، أذنان معزولتان عن البيئة المحيطة، عينان متسمرتان على بقعة ضيقة، أنامل تنقر بسرعة فائقة على الحروف والرموز والخيارات .. إنّها عوارض الانغماس العميق في عالم "الواتس آب" وربما الضياع في متاهات صنعها هذا الشبح الرقمي الذي يغزو تصاعدياً الهواتف الخلوية وعقول حامليها، مدعوماً بشعار "المجانية" وسهولة التحميل من جهة وملغوماً بالثغرات وضياع الخصوصية من جهة ثانية.

وعلى الرغم من الإقبال الشديد على هذا البرنامج، إلاَ أنّ الاشكالية هي عدم الحفاظ على خصوصة المستخدم، والسماح بنشر كل بياناته على شكل نص غير مشفر وغير محمي، مما يتيح لبعض الجهات كشركاء الاتصال وقراصنة الانترنت التسلل إلى أرقام الهواتف والرسائل والصور وأفلام الفيديو ومراقبتها وأخذ كل بياناتها حتى بعد مسحها من الجهاز الخلوي، وهذا ما أكدّ عليه خبراء الاتصالات !

في حين تتفاوت الآراء بين مناصري الواتس آب ورافضيه إلاّ أنّه قد دخل بيوتنا بدون استئذان، فهو فعلاً سريع الحركة، خفيف الظل، وزهيد الكلفة.. ولكنّه حتماً ذات وجهين!



 


فلنحرص على معاينة تفاصيلها وتبعاتها قبل أن نفتح أبوابنا أمامها، ولنرسم بعقلنا ومبادئنا الرفيعة ملامح وجهها الحسن، كي لا نكون فريسة سهلة الوقوع في براثنها اللّماعة، وكي تكون بدورها صهوةً نمتطيها نحو عالم الحداثة البناءة..

أمانة برامج القادة
1219قراءة
2016-01-19 14:55:02

تعليقات الزوار


تنمية مجتمع