الأساليب التربوية في فكر الإمام الخميني (قده)
يا من اختار التربية طريقاً يسلكه بمن معه، أنر دربك بنور الخميني المقدس واستلهم من مدرسته التربوية بعضاً من أساليبه التي جسّدها سلوكاً، وعرضها فكراً قيماً، والتي ارتأينا أن نقدّمها إليك لتكون زادك في مسارك هذا ...
سنعرض إليكم بعض الأساليب التربويّة في فكر الامام الخميني (قده) للقادة والمربين:
ابدأ بنفسك أولاً:
أنت أيها المربي .. كن بالغ التأثير في الآخرين، لكن ليس من خلال الخطب و الوعظ بل من خلال سلوكك المميز، فسلوكك هذا أكثر تأثيراً بمن هم حولك، و أسرع وصولاً و إقناعاً لألباب المتربين، لذا فأبدأ بنفسك أولاً، ثم بالآخرين إن أي إصلاح يبدأ من الإنسان، فلو لم يتربَ الإنسان فلن يتمكن من تربية الآخرين، لذا فإنّ الشيء الواجب علينا جميعاً هو أن نبدأ بأنفسنا، و لا نكتفي بإصلاح الظاهر فقط بل أن نبدأ من قلوبنا و من عقولنا، و أن نكون في كل يوم أفضل من اليوم الذي سبقه، و آمل أن تتحقق هذه المجاهدة النفسانية عندنا جميعاً و بعدها المجاهدة من أجل بناء البلد ."(التربية و المجتمع /ص58).
اهتم بالمتربي وأحببه:
فهذه المحبة هي لكسب قلوب متربيك، و بالتالي طاعتهم و بإرادتهم -لأن المحب لمن أحب مطيع - و المحبّة هذه هي أسلوب مبارك ببركة صاحبه ومؤسّسه، رسول الله محمد(ص)
فيقول الامام الخميني (قده):"إذا استطعت بالتفكر والتلقين - فاجعل نظرتك إلى جميع الموجودات - و خصوصاً البشر، نظرة رحمة و محبة - أو ليست الموجودات كافة واقعة تحت رحمة رب العالمين من جهات عديدة "(وصايا عرفانية ص27).
ادفع المتربي لتربية نفسه بنفسه:
فهو أسلوب إضافي و أساسي في التربية، و من خلاله يعتاد الفرد على متابعة نفسه و معالجة أخطائه بنفسه و حتى لو لم ينبهه إليها أحد، وهو ما يعرف بالتربية الذاتية و لتكن نصيحة الإمام الخميني التالية خطة عملية توصلها لمن هم بين يديك :" الذي شارط نفسه في أول يومه على أن لا يرتكب اليوم أي عمل يخالف فيه أوامر الله و يتخذ قراراً بذلك و يعزم عليه، و واضح أن ترك ما يخالف أوامر الله ليوم واحد يسير للغاية و يمكن للإنسان بكل سهولة أن يلتزم به، فاعزم و شارط و جرب، و أنظر كيف أن الأمر سهل يسير." (الأربعون حديثاً ص 36).
فليكن التفهيم أحد الأساليب:
اعمل أخي المربي إلى تبسيط الأفكار التي تود طرحها لتصبح من مستوى إدراك و فهم المتربي و هنا يقول الإمام الخميني (قده):" إن الإنسان يعدّ قلبه في أول الأمر كطفل ما انفتح لسانه و هو يريد أن يعلمه كلا من الأذكار و الأوراد و الحقائق و إسرار العبادات بكمال الدقة و السعي، و يفهم القلب الحقيقة التي أدركها في أي مرتبة هو فيها، فإذا لم يكن من أهل فهم معاني القرآن و الأذكار و ليس له نصيب من أسرار العبادات فيفهّم القلب المعنى الإجمالي و هو أن القرآن كلام إلهي و الأذكار مذكرات بالحق تعالى والعبادات و الطاعة إطاعة لأمر الله عزوجل ويفهم القلب هذه المعاني الإجمالية" (الآداب المعنوية للصلاة - الفصل السابع ).
أمانة برامج القادة
1308قراءة
2016-01-19 15:22:42
تنمية مجتمع |