صناعة الإنسان وتشكيل وبناء الإنسان المطلوب في الإسلام هو أمر يحصل بالتربية. كذلك، فإنّ كلّ الناس لديهم قابليّة التربية. قد يتقبّل البعض التربية متأخّرًا والبعض أسرع، البعض قد تترسّخ التربية لديه وتدوم أكثر، والبعض قد تفارقه بسرعة أكبر، لكن كلّ الناس معرّضون للتغيير والتبدّل الذي يحصل بالتربية. وهذا يرجع بالدرجة الأولى إلى عناصر أصليّة ومنها المعلّم. بالـتأكيد، فإنّ الأب والأمّ والأصدقاء وغيرهم مؤثّرون، لكنّ تأثير المعلّم هو تأثير أعمق وأبقى. هذه هي المهمّة التي يجب على المعلّم أن يأخذها على عاتقه.
بناءً على هذا؛ المعلّم يعلّم العلم، ويعلّم التفكير، ويعلّم الأخلاق والسلوك أيضًا. إنّ تعليم الأخلاق والسلوك ليس من قبيل تعليم العلم بحيث يقرأ الإنسان ويدرّس من الكتب فقط. درس الأخلاق لا يمكن نقله بواسطة الكتب، السلوك مؤثّر أكثر من الكتاب والكلام. أي إنّكم في الصف وبين التلاميذ تدرّسونهم بسلوككم. بالطبع يجب القول والبيان بالكلام أيضًا، ويجب إسداء النصيحة، لكنّ السلوك تأثيره أعمق وأشمل. سلوك الإنسان يبيّن صدق الكلام، هذا هو ما نقوله للمعلّمين. هؤلاء الطلّاب أمانة في أيدي المعلّمين؛ يجب الانتباه لهذا المعنى والاهتمام به. إذا قام معلّمونا -إن شاء الله- برفع مستوى الأطفال والتقدّم بهم الى الأمام بهذا الأسلوب - أي بالنظر لهذه العناصر الثلاثة -، فأتصوّر أنّ ذلك سيكون له تأثيرات أساسيّة كبيرة في مستقبل المجتمع. بالتأكيد، هناك الكثير من الأعمال الجيّدة أنجزت بعد الثورة على هذا الصعيد. حيث إنّ المعلّمين بالتزامهم وبحضورهم في الحالة الثوريّة - سواء في سنوات الدفاع المقدّس أم بعد ذلك - قدّموا الكثير من الإنجازات والتأثيرات. حينما أقرأ بعض هذه الكتب حول المعلّمين؛ أنّ تأثير المعلّم الذي شارك في جبهات الدفاع المقدّس واستشهد على أفكار التلاميذ هو تأثير عميق وعجيب وهذا ما يلاحظه الإنسان بوضوح.
دليلة
1363قراءة
2016-03-10 10:57:25