الأعوام السبعة الثانية من العمر
يمضي الأطفال الست أو السبع سنوات الأولى من أعمارهم في البيت مع والديهم، وخاصة مع الأم، وهذه المرحلة تدعى مرحلة حرية الحياة، ولا يحدد فيها برنامج رسمي ومنظم لتدريس الطفل. ويشرع التدريس رسمياً، بعد انقضاء هذه المرحلة، حيث يدخل الصبي مرحلة التمييز.
• مسؤولية المدرسة:
للمدرسة مسؤولية كبيرة قبال الطفل، لأنها تتولى ما على الوالدين من دين تجاه الأبناء. والمدرسة مكان لبناء الأطفال وإصلاحهم، ومحل للتعليم والنشاط الفني والثقافي والاقتصادي والسياسي.
وعلى أولياء المدرسة المواظبة على مسؤوليتهم تجاه الأبناء، وعليهم أن يعلموا أن الطفل هو أمانة الله، والمحافظة عليه وتنميته مسأل واجبة. وينبغي أن تتبلور تشكيلات ومؤسسة المدرسة بشكل أسرة منفردة، تتوفر فيها محبة واحترام المتولين والطاعة من قبل الأطفال.
إن المدرسة نعمة للطفل، بشرط أن يكون هناك برنامج ومسار صحيح لأداء الوظيفة، وأن تقدم نتاجاً مقبولاً، في مجالات الأدب والأخلاق والنواحي المتنوعة ذات العلاقة بالحقائق الاجتماعية.
• استخدام منطق الأطفال:
تستطيع المدرسة بناء الطلاب وإصلاح المنحرفين ولكن بشرط توفر محبة متبادلة وإقامة علاقة مع التلاميذ قائمة على الإلفة والأنس والمحبة والحماية.
وبالإمكان السيطرة على الأطفال المشاكسين باستعمال منطق الطفل، وعقل الطفل الصغير غير قادر على إدراك البراهين الصعبة والمعقدة، ولديه منطق وبرهان، يفهمه المربون الماهرون والواعون، ويجب التحدث معه بتلك اللغة وذلك الكلام.
وعلى المدرسة أن تسعى لتنمية فكر الطالب وتقوية وتنمية استدلاله وتعزيز قوة إدراكه، حتى يتعرف بالتدريج على كيفية التعامل ونمط الأفكار والمواقف ليطابق نفسه مع المعايير والأنظمة الموجودة.
- أخطار هذه المرحلة:
يهدد حياة وكرامة الطفل في هذه المرحلة من الحياة، أخطار عديدة، وعلى المربي أن يكون حذراً وعارفاً بها، وبعض هذه الأخطار تستهدف أخلاق الطالب وتهديد اعتباره.
والعادات القبيحة التي تحصل لديهم لا تزول بسهولة ولا يكون في مأمن من نتائجها إلا الأطفال الذين تلقوا معرفة للطريقة الصحيحة في الحياة.
- الوحدة بين البيت والمدرسة:
من الضروري لبناء التلميذ خاصة في هذه المرحلة، حصول وحدة بين البيت والمدرسة، نظراً لارتباط الطفل بأمه وأسرته من جهة، وتعرفه وارتباطه الجديد بالمدرسة من جهة أخرى.
ومن أسباب تخريب الطفل، عدم وجود اتصال بين المنزل والجهاز التعليمي، وقيام اتفاق واتحاد بين هاتين المؤسستين يمكن أن يكون سبباً لترسيخ تربية الطفل واطمئنانه.
ومن الخطأ أن يضع الآباء مسؤولية التربية الشاقة على كاهل المدرسة، أو أن تتخلى المدرسة عن بناء التلميذ ظنّاً منها أن الآباء لا يدركون وظائفهم، وهذا الأمر يفرز عواقب سيئة، قد لا تنطبق مع رغبة الوالدين.
وتقتضي الضرورة التربوية قيام دعم متبادل بينهما للخطوات المتخذة، كما تحدد أهداف التربية ويتم الاهتمام بها في كلا المؤسستين. ويتبادل الطرفان التجارب التربوية، وعلى هذا الأساس يتم إزالة النواقص والمشاكل.
وإذا كان ثمة اختلاف بين البيت والمدرسة، فإنه لا يمكن توقع حصول وحدة بين أبعاد شخصية الطفل.
**الخاتمة:
قد كان فقدان التربية الصحيحة فاجعة للبشرية، دائماً، وأثبتت الحرب العالمية الأولى والثانية كيف تقاتل الناس وسفكوا دماء بعضهم البعض بلا مراعاة للحقوق، وكان سبب ذلك التربية الخاطئة لديهم.
أجل، إن الذين سفكوا الدماء، لم يكونوا في الظاهر وحوشاً وأميين، بل كانوا قد تربوا على أسس أنظمة متحضرة، ظاهرياً، لكنها تفتقد إلى التعاليم السماوية والإلهية، فكانوا يهتمون بالجسم والغرائز، ولا يحددون مقررات وقيود يلتزم بها الإنسان ذاتياً، وهو خطر على الإنسانية اليوم مرة أخرى، بعد أن استمرت تلك الأنظمة غير الإلهية بالابتعاد عن الله وتعاليم الأنبياء، يوماً بعد يوم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المصادر:
- أسس التربية (للدكتور علي القائمي)
- الطفل بين الوراثة والتربية (الشيخ محمد تقي فلسفي)
- تربية الطفل في الإسلام (مركز رسالة)
برامج
1470قراءة
2016-09-08 11:46:18