كيف تكون الأفضل؟ فرد منضبط
باسمه تعالى

كيف تكون الأفضل؟

"كيف تكون الأفضل؟" هي عبارة عن سلسلة من عدة مقالات تندرج تحت ثلاث عناوين:

• فرد منضبط.

• فكر منضبط.

• عمل منضبط.

وهنا سنتطرق إلى العنوان الأول ألا وهو "فرد منضبط" ويعبر عنه بمرحلة الانطلاق، وسيندرج تحت هذه المرحلة عدة عناوين فرعية سنعرضها في مقالات لاحقة.

فرد منضبط

يعتبر الكثير أنّ الجيد هو الأفضل متجاهلين أنّ الأفضل أرفع شأنًا من الجيد، ولا يجوز أن يكون مرادفه الجيد والعكس. بلغة أخرى، ليس لدينا مؤسسة متقدمة لمجرد وجود مؤسسة جيدة، هذه الحقيقة تعود إلى سبب رئيس واحد، ألا وهو سهولة قبولنا بتحقيق الجيد وليس الأفضل، فعندما نقبل به فإنّنا سنكتفي بالجيد على حساب الأفضل أو الأحسن، وسنتأرجح بينه وبين الضعيف -الفشل- بينما لو كنّا أحسن أو أكفء أو أفضل فسنبقى في القمة، فقد ورد في هذا الدعاء "يا مقلب القلوب والأبصار، يا مدبّر الليل والنّهار، يا محوّل الحول والأحوال، حوّل حالنا إلى أحسن الحال" عبارة " أحسن الحال" وليس "حسن الحال" والمقصود السعي لبلوغ الأفضل وليس الاكتفاء بالحسن أو الجيد.

• مراحل وخطوات الارتقاء للأفضل:

تمتد مرحلة الارتقاء للأفضل لفترة طويلة من حياة المؤسسة، وحتى الأفراد لا يرون فيها لحظة تغيير أو تبديل، بل يصبح أمرًا معتادًا، لذا يمكننا تقسيمها إلى ثلاث مراحل:

1. مرحلة الانطلاق: تعتمد هذه المرحلة على الأفراد المنضبطين، وتتكون من خطوتين: القيادة على المستوى الخامس، والبدء ب "من؟" ثم "ماذا؟".

2. مرحلة التسلق: حين يصبح فكر الأفراد المنضبطين منضبطًا، وكذلك تتكون من خطوتين: مواجهة الحقائق وأسلوب القنفذ.

3. مرحلة التفوّق: وهنا الوصول إلى القمة يعني العمل المنضبط، التي تتكون من خطوتين: ثقافة الانضباط، وتأثير التكنولوجيا على الانضباط.

• أنواع القيادة:

قبل البدء، لا بدّ من التطرق إلى أنواع القيادة ومصطلحاتها، حتى نستطيع أن نميّز بينها، وأن نتعرف إلى المصطلحات المتداولة.

1. القيادة على المستوى الأول: بمعنى آخر، فرد عالي القدرة يقدم أفكارًا فاعلة من خلال الموهبة، المهارة، وعادات العمل الجيدة، بينما يعجز عن قيادة الآخرين.

2. القيادة على المستوى الثاني: عضو فريق مساهم يوجّه القدرات الفردية إلى إنجاز أهداف المجموعة، ويمكنه قيادة فرق عمل صغيرة.

3. القيادة على المستوى الثالث: مدير مؤهل ينظم الأفراد والقدرات تجاه متابعة فاعلة، وكفوءة للأهداف المحددة مسبقًا، وهذا النوع بمقدوره إدراة أكثر من فرق عمل وتوجيهها، ولكنّه يعجز عن ابتكار وإنشاء نظام عمل.

4. القيادة على المستوى الرابع: قائد فاعل يحفّز الالتزام والمساعي الناشطة برؤية واضحة ومهمة، ويحفز معايير الأداء العالي ويسعى لإثبات ذاته وسيطرته". هناك نوع آخر، ألا وهو القيادة على المستوى الخامس، وهذا موضوع حديثنا في الفقرة التالية بعونه تعالى.