الأساليب التي تساعد على بناء علاقة جيدة.ج2
الأسلوب رقم (3): طبّق نظريّة المنافع المتبادلة
عندما تضطر إلى عقد اجتماع منفرد مع شخص لديك خلاف معه، فإنّ المدخل المباشر (المواجهة) قد لا يكون هو الأفضل. لأنّ المواجهة قد تكون أمراً مرهقاً وغير مريح بالنّسبة للكثيرين. وقد يكون المدخل الأفضل هو بدء حوار تطبيق مدخل المنافع المتبادلة.
تنصّ نظريّة المنافع على أنه يجب أن يحصل الطّرفان على منافع متساوية، من أجل أن تستمر العلاقات الإنسانيّة متينة لفترة زمنية طويلة. إذن المدخل هو أن تقنع الطّرف الآخر بمفهوم المنافع المتبادلة.
تعتبر المنافع المتبادلة فكرة جيّدة لأنها تعتبر مدخلاً غير مباشر وبديلاً لمدخل المواجهة، بل وأسهل منه في التطبيق، تعتمد عملية التّسوية في غالبيّة خلافات العلاقات على وضع نظام تبادل منافع . وهذا هو المعنى الحقيقي لمفهوم التّسوية عند حلّ الخلافات.
الأسلوب رقم (4): تجاهل المضايقات الصغيرة
كم مرّة رأيت شخصاً يثير مشكلة حول بطء الخدمة في المطعم أو يقدّم شكوى، ثمّ يخرج من الموقف منتصراً؟ هل يخرج الشّخص حقيقةً منتصراً عندما يوبّخ شخصاً عبر الهاتف أو يغضب من ازدحام السّير؟ هل يخرج منتصراً عندما يغضب ويفجّر جو العمل؟ قد تشعر بالارتياح عندما تنفّس عن غضبك، لكن في غالبية الحالات المشابهة المذكور سابقاً ستكون مجرد شخص عصبي وسوف تشوّه صورتك أو تشعر بالإحراج والغباء.
إذا انفجرت غاضباً بسبب أمرٍ تافه، ثم اكتشفت أنّه لا يوجد خطأ أو مخطئ، فإنّك سوف تفسد بقيّة يومك. والحقيقة أنّك ستكون ضحيّة لا الطرف الآخر رغم أنك قد تكون محقاً في شكواك. كيف تستطيع أن تمنع ذلك؟
1. حاول ألا تنفعل بسبب مضايقات أمور الحياة التافهة: كرر لنفسك الجملة "العقلاء يواجهون التوافه بحكمة".
2. درّب نفسك على تجاوز مثل هذه الأحداث. وأفضل أسلوب هو أن تهرب من الانفعال بالاستعاذة من الشّيطان الرّجيم. وذكّر نفسك بأنّ الحياة أقصر من أن تقضيها في القلق حول المضايقات التّافهة.
3. فكّر في العاقبة واسأل نفسك : "من سيكون الضّحية إذا اندفعت؟"
الأسلوب رقم (5): ضع لنفسك علامات تحذير
عندما يدرك غالبيّة الأشخاص أنّهم أصبحوا ضحيّة للآخرين فإنّهم يشعرون بجرحٍ في كبريائهم، ويلومون الطّرف الآخر، ويتصرّفون دون اعتبار لمصلحتهم على المدى الطّويل.
كيف يمكن أن تتعلّم تحذير نفسك قبل أن تُحدث ضرراً جسيماً لإحدى علاقاتك الهامّة؟
اسأل نفسك :
• هل ستكون خسارتي أكثر من خسارة الطّرف الآخر؟
• هل لا تزال الفرصة سانحة لإنقاذ العلاقة؟
• هل الحوار الصّريح ممكناً؟
• إنّ أفضل علامة تحذير مبكّر هي أن تراقب موقفك. هل بدأت تتصرّف بسلبيّة تجاه أي شخص أو موقف؟
• هل أنت إيجابي تجاه مستقبلك الوظيفي ومحيط عملك؟
إنّ كلّ شخص مسؤول عن مواقفه فلا تتوقّع من الآخرين أن يبلّغوك عندما تتحوّل من الإيجابيّة إلى السلبيّة لكن إذا كنت أميناً مع نفسك، فسوف تدرك حقيقة ما يحدث لك عندما تشعر أنّ الأمور تسير بشكل غير طبيعي، حاول تقييم نفسك ومعرفة سبب هذا الشّعور. ثم قوّم الأمور إلى نصابها.
قد يكون موقفك السّلبي هو أفضل علامة تبدأ منها إعادة علاقاتك قبل فوات الأوان.
الأسلوب رقم (6): اختر مستشاريك بعناية
عندما تطرأ بعض الخلافات على علاقاتك تصبح بحاجةٍ ماسّةٍ إلى استشارة أشخاص آخرين يتّسمون بالموضوعيّة، وقد يكون لهذه الاستشارة نتائج علاجية.
من سوف تختار لهذه الاستشارة؟ وعلى أي أساس؟
يقال " إنّه من الأفضل إبعاد المشاكل المنزليّة عن العمل وإبعاد بعض مشاكل العمل عن المنزل". من الأفضل أن تناقش أي خلاف عمل شديد مع شخص خارج المشكلة يتّسم بالنّضوج الفكري (زوجتك، أو صديقك، أو مستشار مختص). ومن جهة أخرى تعتبر مناقشة مشاكلك العائليّة بحريّة في مكان عملك أمراً يضرّ بالإنتاجيّة أو بصورتك أو بعلاقاتك المنزليّة نفسها خاصّة إذا علمت الأسرة أنّك ناقشت تفاصيل حياتك العائليّة في مكان عملك ومهما كان الأمر، فإنّ المشكلة تكمن في اختيار الشّخص المناسب لمساعدتك وتقديم المشورة الموضوعيّة وقد يكون المقرّبون منك هم أول اختيار منطقي، لكن إذا لم يكونوا موضوعيين فقد يكون ضرر النّصيحة أكبر من نفعها.
اختر الأشخاص الذين ستضع فيهم ثقتك، لكي لا تتناثر مشكلتك وتفسد علاقاتك الأخرى، سواء في المنزل أو في العمل.
1. اختر مستشاراً مدركاً لمفهوم جعل النّفس ضحيّة، وبعيداً عن المشكلة كي يكون موضوعيّاً.
2. حاول ألا تقبل بأي نصيحة إلا إذا كانت تعطي كلا الطّرفين فرصة الخروج متعادلين.
3. كن صادقاً مع نفسك وأميناً في حكمك.
4. إذا تلقّيت المساعدة من أحد الأصدقاء، اعتبر أنّها منفعة وحاول أن
تردها مستقبلاً.
تدريب
1457قراءة
2015-12-10 19:17:48