العصبية والمدرب
سألني مدرب ناشئ هل تصلح العصبية للمدرب؟
فأجبته ولماذا لا تصلح العصبية للمدرب؟
قال سؤال مشروع وتحسن مناقشته والإجابة عليه، ولكن في البدء حدّد لي ما معنى العصبية؟
قلت العصبية: حالة نفسية تنتاب الشخص فتراه يظهر على الإنفعال الشديد دون أسباب واضحة أو لأسباب غير ذات بال في رأي البعض، صاحبها يتحوّل بسرعة من دماثة الأخلاق ولطافتها إلى المشاكسة والفظاظة، ويشنّ الهجمات على الآخرين قبل أن يشنّها الآخرون عليه، فهو يعتقد أنّ الكلّ مدرك لضعفه ويشعر بأنّه مهدّد شخصيّا. قد تنتج العصبية من إحساس الشخص بعدم الثقة بالنفس أو شعوره أنّه يتم الضغط عليه للقيام بعمل لا يريده. وتترك العصبية آثاراً مدمرة على نفس الشخص وعلى الآخرين الذين يجدون أنفسهم في حالة دائمة من الخوف والشكّ والحذر عند التعامل معه.
قال حسنا لقد أجدت التعريف ولكن هلى ما زلت على موقفك بعد الذي قلت؟
قلت هاتِ ما عندك
قال ألا ترى معي أنّ المدرب يجب أن يكون أكثر ثباتًا ورسوخًا وأنْ تكون ردّات فعله محسوبة فلا مجال للتخمين والظنّ مقابل اللاإستقرار واللاهدوء الذي يعيشه الشخص العصبي.
المدرب عليه أن يتعاطى مع كل تعقيدات العملية التدريبية التربوية وبكل أبعادها، على المدرب أن يسير بخطى واثقة ثابتة يسير عليها المتدربون فلا مجال للتردد .
أمّا المتدرب فهو ...
يحتاج إلى يدٍ حانية تأخذ بيده، وعقل منفتح يفتح له مغالق ما أقفل عليه من أبواب المعرفة.
يحتاج إلى أناة وإلى منْ يتحمّل منه الخطأ مرّة بعد أخرى ويصوّب له.
يحتاج المتدرب إلى من يتحمل هفوات تصدر منه من هنا وهناك.
المتدرب يحتاج من المدرب صدرًا رحبًا منفتحًا لا أن يعيش معه الحذر والخوف والشكّ.
هل ما زلت مصرًّا على سؤالك ولماذ لا تصلح العصبية للمدرب؟
أمانة برامج المدربين
1423قراءة
2016-01-19 20:09:16