بين تنمية الموارد البشرية والتدريب
يشير مفهوم التنمية فيما يتعلق بالموارد البشرية، إلى الجهود الرامية إلى تحسين قدرة الأفراد على التعامل مع مهام متعدّدة، وزيادة مواهبهم بدرجة أكبر من تلك التي تتطلّبها أعمالهم الحالية. وتفيد التنمية المهنية كلا من المنظمة والفرد، فالعاملون والمدراء ذوو الخبرات والقدرات يمكن أن يحسّنوا القدرة التنافسية للمنظمة والقدرة على التكيّف مع تغيّرات البيئة المحيطة، في حين يتمكّن هؤلاء من خلال التنمية من تحسين كفاءاتهم وقيمهم المعنوية.
تختلف التنمية عن التدريب، إذ يمكن للمنظمة مثلاً تدريب العاملين على:
- استعمال آلة التصوير.
- الردّ على استفسارات الزبائن.
- قيادة شاحنة.
- تشغيل حاسب.
- تجميع راديو.
أمّا التنمية فتشمل مجالات القدرة على:
- إصدار الأحكام والمسؤولية.
- اتخاذ القرارات.
- التواصل.
وهذه المجالات كما هو واضح أكثر تعقيدًا من سابقاتها. على أن التنمية لا تشمل المدراء فقط وإنما جميع العاملين وهذا يمكن من رفع مستوى المؤهلات الكلّي في المنظّمة.
من جانب آخر يقوم المدراء التنفيذيون برسم استراتيجيات وتحديد أهداف توضّح معالم المنظمة لذلك تقع على عاتقهم مسؤولية بناء نظم تنمية الموارد البشرية بما يمكن من تحقيق تلك الأهداف.
ولهذا السبب يجب أن تربط تنمية موارد البشرية بالتخطيط الاستراتيجي للمنظمة بما يمكن من توفير المواهب الملائمة لتنفيذ الخطط التي تخرج بها أعمال التخطيط تلك.
مع مرور الوقت تتسم المزيد من الأعمال بخصائص العمل المعرفي، وهذا ما يفرض على مؤيدي تلك الأعمال مزج الخبرة التقنية مع القدرة على العمل في فريق وبناء علاقات فعّالة مع الزبائن وتحليل ممارساتهم الفردية. والجدير بالذكر أن التعامل مع الأعمال ذات الطابع المعرفي وإدارتها تتطلب إضفاء المزيد من الاستقلالية عليها إلى جانب أفراد ذوي المهارات العالية.
يبين الشكل التالي مفهوم التنمية مقارنا إياه مع مفهوم التدريب.
أخيرا لا بدّ من الإشارة إلى أن تخطيط الموارد البشرية يستبق كافّة الأنشطة التنفيذية لإدارة الموارد البشرية، كما يساعد في تحديد المؤهلات المطلوب توفرها في المنظمة مستقبلا وتحديد الاحتياجات التنموية للأفراد ليغدوا قادرين على تحقيق المتطلبات الجديدة.
مقتبس من كتاب
أمانة برامج المدربين
2347قراءة
2016-01-19 20:13:21