العوامل المساهمة في زيادة فعالية الاتصال(3)
القواعد العامة التي ينبغي مراعاتها عند استخدام الاتصال التعليمية:
1. تحديد الغرض من استعمال الوسيلة:
لا يعتبر مجرد استخدام وسيلة تعليميّة أو أكثر في الدّرس ضماناً لاستفادة واستمتاع الطّالبات: فرُبّ معلمة تدخل فصل لتدريس موضوع عن الجهاز التّنفسّي في الإنسان، وكان معها فيلم عن الجهاز التّنفسّي في الإنسان، وعند بدء عرضه في الصّفّ، سرعان ما تساءلت الطّالبات: "ما مناسبة عرض هذا الفيلم؟ وما الغرض منه؟ وما علاقته بمنهجنا؟ " وساد الدّرس الهرج، وشعرت المعلّمة بفشل العرض، وتساءلت عن أسباب الفشل، فوجدت أنّها لو شوّقت الطّالبات إلى موضوع الدّرس، وموضوع الفيلم قبل عرضه، وما ينبغي أن تركّز الطّالبات عليه أثناء مشاهدتهنّ للفيلم، أو لو أنّه عرض مشكلة تتطلّب حلاً تجده الطّالبات في الفيلم لكان شوق الطّالبات واهتمامهنّ به كبيراً، ولكانت فائدته المتوقّعة عظيمة. من هذا المثال، يتضح أنّه من الضروري تحديد الغرض أو الأغراض للطّالبات قبل استخدام أي وسيلة تعليميّة.
وعلى ذلك، فالمعلّمة النّاجحة ينبغي أن تكون على علم بالهدف الذي ستحقّقه الوسيلة عند استخدامها، وعليها أن تجيب عن الأسئلة التي تدور في ذهنها قبل استخدام الوسيلة مثل سبب استخدامها، والفوائد التي تعود على الطّالبات من استخدامها، وعن مدى الحاجة إليها، وعن مدى ما تساهم فيه في موقف التّعليم والتعلّم، ولا يقتصر تحديد الهدف بالنّسبة للمعلّمة وحدها، بل يجب أن يتعدّاها إلى معرفة الطّالبات أنفسهنّ بالهدف من استخدام الوسيلة، ويمكن أن تكون هذه المعرفة مباشرة أو ضمنيّة تحسّ الطالبات بأهميّتها بالنسبة لهن.
2. أن تقوم المعلّمة بتجربة الوسيلة قبل استخدامها:
أرادت معلّمة أن تشرح درس عن الحصان وغذائه، وعلاقة ذلك بأسنانه، وتأكيد أنّ الحصان ليس له أنياب لأنّه يأكل الأعشاب، ودخلت المعلّمة الفصل بعد أن كلّفت عاملة بإحضار لوحة عن الحصان (لم يسبق لها مشاهدتها)، وفي اللّحظة المناسبة قامت المعلمة بعرض اللّوحة، فإذا بها الحصان فعلاً، ولكنّه حصان ما قبل التّاريخ، إنّه حصان له أنياب واضحة، فارتبكت المعلّمة وفشل الدّرس.
وقد حدث أن أرادت معلّمة العلوم أن تثبت أنّ الغاز المتصاعد في تجربة معيّنة هو غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يمتاز بقدرته على تعكير ماء الجير الصّافي، وبالفعل مرّرت المعلمة هذا الغاز في مخبار مكتوب عليه "ماء الجير"، لكن لم يحدث تعكير لأنّ الزجاجة كان بها ماءً عادياً، وفشلت التّجربة يرجع إلى أنّ هذه المعلّمة لم تتثبّت قبل الدّرس من محتويات تلك الزّجاجة.
ولذلك ينبغي أن تقوم المعلّمة بتجربة الوسيلة التي اختارتها وذلك قبل عرضها على الطّالبات لعدة أسباب منها:
(أ) الحكم على الوسيلة قبل الاستعمال.
(ب) التأكد من دقة المعلومات المتضمنة في الوسيلة قبل العرض.
(ج) التأكد من صلاحية الوسيلة للاستعمال.
3. أن تتوافر الاستعدادات والإمكانات لاستخدام الوسيلة:
هناك بعض الوسائل تحتاج إلى استعدادات وإمكانات خاصّة عند استخدامها، ولذلك يلزم توفير كل الاستعدادات، فمثلاً عند رغبة المعلّمة في عرض فيلم سينمائي فعليها أن تتأكّد من إظلام مكان العرض، وأن تتأكّد من سلامة الجهاز للعرض، وكذلك مدى ملاءمة التيار الكهربائي في مكان العرض ... الخ.
وعند الرغبة في القيام برحلة علميّة، عليها أن تتأكّد من إخبار الجهات التي ستزورها الطالبات، وكذلك موافقة المدرسة وأولياء الأمور وحجز المواصلات وحجز الفندق ... الخ.
4. أن تُستخدم الوسيلة في الموعد المناسب:
يجب على المعلّمة أن تستخدم الوسيلة في الموعد المناسب للاستخدام، أي في الوقت الذي تراه مناسباً لتقبُّل الطّالبات لها، واستعدادهنّ وتهيؤهنّ الذّهني لها، وذلك لكي يكون استخدامها طبيعيّاً وليس مُفتعلاً، ولكي يتلاءم استخدامها مع باقي خطوات الدّرس، وبذلك يتحقّق الهدف من استعمالها.
ويُفضّل في معظم الأحيان، ألاّ تُظهِر المعلّمة الوسيلة أو الوسائل التي ستستخدمها في درسها في الفصل إلا في الموعد المناسب، حيث يجب إخفاء هذه الوسيلة أو هذه الوسائل وعدم إظهارها إلا في الوقت المناسب، وبذلك يكون استخدام الوسيلة وظيفيّاً، لا لمجرّد اللّهو والزّخرفة.
5. أن تُستخدم الوسيلة في المكان المناسب:
يجب أن تختار المعلّمة المكان المناسب لعرض الوسيلة، وهو المكان الذي يسمح بتسلسل الأفكار وحُسن تتبُّع الدّرس واستفادة الطّالبات. وقد يكون هذا المكان هو الفصل المدرسي، أو المعمل، أو فناء المدرسة، أو مسرحها، أو المكان الذي تقصده الطّالبات في رحلة تعليميّة ... الخ. وتتدخّل عوامل كثيرة في تحديد المكان منها:
(أ) عدد الطّالبات الذين ستُعرض الوسيلة عليهنّ.
(ب) إمكانيّات المكان نفسه.
(ج) نوع الوسيلة المُزمَع استخدامها.
وغير ذلك من العوامل.
6. أن تقوم كلّ من المعلّمة والطّالبات بدور إيجابي فعّال أثناء استخدام الوسيلة:
من الضّروري أن تقوم كلّ من المعلّمة والطّالبات بدور فعّال ونشط أثناء استخدام الوسيلة، ولتحقيق ذلك ينبغي أن تتيح المعلّمة لطالباتها فرص التّعبير عن نفوسهنّ واستجلاء الغامض عنهنّ والرّبط بين الخبرات التي يمرّون بها.
فمثلاً عند عرض فيلم تعليمي متحرّك، يجب على المعلّمة أن تتكلّم عن الفيلم في صورة مقدّمة صغيرة وعليها كذلك إذا لزم الأمر أن تعلّق على أجزاء منه أثناء العرض، وإذا كان الفيلم يتضمّن مصطلحات جديدة قد تعوق تسلسل أفكار الطّالبات، فعلى المعلّمة أن تُذلّل هذه العقبة أولاً بأوّل بأن تتثبّت من أنّ الطّالبات تفهمّن المقصود بهذه المصطلحات، ثم عليها تقويم الفيلم بعد عرضه، أمّا الطّالبات فعليهنّ تسجيل ملاحظاتهنّ على الفيلم وحسن متابعتهنّ له، وسؤالهنّ المعلّمة عما تردن السّؤال عنه ... الخ.
7. أن تقوم المعلّمة بتقويم الطّالبات لما حقّقته الوسيلة من أهداف:
لا ينتهي استخدام الوسيلة بانتهاء عرضها، إنّما يلزم التثبُّت من استفادة الطّالبات منها، وفهمهنّ محتوياتها بدقّة، وربطهنّ لما في الوسيلة من مادّة بما سبق عرضه في الدّرس من خبرات، وحُسن الاستنتاج واستقامة التّفكير، أي أنّه يلزم تقويم الطّالبات، أي التأكّد من أنهنّ بمشاهدتهنّ أو سماعهنّ للوسيلة، أو تعاملهنّ معها، قد حقّقن الأغراض التي كنّ تنشدنها من استخدام الوسيلة، سواء كان هذا الغرض إشعارهنّ بمشكلة، أو مقارنة عمليّتين، أو تعلّم مهارة .. أو غير هذا من الأغراض.
تدريب
1311قراءة
2015-12-14 19:13:48
تنمية مجتمع |