المدير القائد
كيف تكون مديراً صالحاً في نظر الإمام الخميني قدس سره؟
كان الإمام الخميني قدس سره يعتقد بحق ـ كما أكّد ذلك مرات ومرات ـ بأنّ المعيار في سلوكه وتحركاته هو نيل رضا الخالق تعالى والعمل بالتكليف وأداء المسؤولية الشرعية. فهو يرى بأنّ الأمر سيّان بالنسبة له سواء كان في السجن والنفي، أو في ذروة القوة والاقتدار،
وقلّما لقي قائد ثائر ما لقيه الامام الخميني قدس سره من محن وخطوب جسيمة، وقلّما استطاع رجل في التاريخ أن يثبت ثباته في مواجهة المواقف الصعبة واللحظات الحرجة.
تلك اللحظات التي لم توهن الانسان وتحبطه، فإنها بلا شك تتركه في حيرة وتردد باتخاذ القرارات المناسبة.
وقد عبّر الإمام الخميني(قده) عن الإدارة الصالحة أثناء خطابه للأفراد العاملين:
- لو أنّ ضرراً أصاب الإسلام والمسلمين بسبب إدارتكم السيّئة وبسبب ضعف أفكاركم وأعمالكم، وأنتم تعلمون ذلك، وتواصلون تصدّيكم رغم ذلك، فقد ارتكبتم ذنباً عظيماً، وكبيرةً من الكبائر المهلكة, حيث سيصيبكم عذاب كبير.
- يجب على كلّ من يشعر بالضعف في نفسه - مهما كان منصبه - سواء كان ضعفاً في الإدارة أو في الإرادة عن المقاومة أمام الأهواء النفسانيّة، عليه أنْ يقدّم استقالته من منصبه للصالحين بفخر وشجاعة، ودون أيّة ضوضاء، ويُعدّ هذا العمل عبادة من الأعمال الصالحة.
- استقالة من يجد في نفسه الكفاءة ليكون مديراً ومدبّراً وخادماً لخلق الله، فإنّ تصرفه هذا في هذا الزمن يُعدّ إهمالاً للخلق ولربّ الخلق، إلا أن يوجد من هو أفضل منه أو مثله.
- إنّ الحكومة سوف لا تكون موفّقة في عملها ما لم تنتخب الملتزمين والمتخصّصين في الفروع المختلفة.
- يجب أنْ يكون معيار مسؤولي الدولة في انتخاب زملائهم هو التزام الشخص وكفاءته، وقدرته على خدمة البلاد بشكل أفضل، والاهتمام بمصالح الشعب، حتّى يكونوا مرفوعي الرأس أمام الله والشعب وينجحوا في أعمالهم.
- الصديق الجيّد للمسؤولين هو الّذي يكون مؤثّراً في تقدّم وإنجاز الأمور المحوّلة إليهم، ويكون في خدمة الشعب لا في خدمتهم مهما كانوا.
- ليستعن المسؤولون بالعلماء والمتخصّصين الملتزمين ليحصلوا على سرّ الموفقّيّة.
- ليتقدّم المسؤولون بفكر وقلب واحد من أجل الوصول إلى ما هو صلاح الإسلام والبلد، وهذه هي السياسة الإسلاميّة الصحيحة، وأن لا يدخلوا - لا سمح الله - في الألاعيب السياسيّة الفئويّة, حيث يكون الفشل نصيبهم.
- الموضوع المهمّ الآخر هو مسألة العضويّة. يجب عليكم أنْ تدرسوا سوابق الفرد قبل الثورة.. من هي عائلته، وكيف كان بعد الثورة؟ فيجب أنْ تدقّقوا في هذه الأمور قدر الإمكان.
- التساهل يؤدّي إلى إيجاد مشاكل أكثر تعقيداً. يجب أنْ تقبلوا عضويّة الأشخاص الجيّدين الّذين تعلمون أنّهم لا يملكون جذوراً فاسدة. إذا عملت مجموعة ما على هذه الشاكلة، وسارت في اتجاه واحد مع المجموعات الّتي لها ذات الهدف، فإنّ عملها سيستمرّ حتّى النهاية.
تدريب
1335قراءة
2015-12-16 19:34:50
تدريب |