فعالية القيادة
القيادة طبقا للموقف
إنّ فعاليّة القيادة تتوقّف على تفاعل أسلوب القيادة مع ملائمة الظّروف أو تفاعل بين المتغيّرات وخصائص القائد ويعتبر " فيدلر Fiedler " ملائمة الظّروف " كأهمّ عامل فى تغيّر العلاقة بين القائد وأفراد الجماعة حيث أنّ عامل ملائمة الظّروف " الموقف " تؤثّر بصفة إيجابيّة وسلبيّة على ثلاثة أبعاد هي:
1. العلاقات بين القائد والمرؤوسين :
ويشير " فيدلر " إلى أنّ الموقف المثالي لسلوك أيّ قائد يتحقّق عندما تكون العلاقة بين القادة والمرؤوسين جيّدة حيث يعتبر أهمّ متغيّر فى أداء الجماعة، ذلك لأنّ نوعيّة العلاقة هي الّتي تحدّد مواقف واتجاهات الأفراد نحو القائد، ممّا يؤثر بالتالي على أداء الأفراد كجماعة. إن دراسة العلاقة بين القائد والمرؤوسين يجب النظر إليها خلال منظومة التّفاعل بين القيم الفرديّة والقيم التنظيمية من جهة وتأثيرات البيئة الخارجية من جهة أخرى.
2. القيم الفردية:
تعدّ القيم الفردية مفهوم ضمني أو صريح مميز من مميزات الفرد أو خاصيّة من خصائص الجماعة حول ما هو مرغوب فيه والذي يؤثر على اختيار أنماط ووسائل وأهداف الفعل، أو هي اعتقاد ثابت نسبياً بأن أنماط محددة من السلوك أو أهدافاً غائيّة تكون شخصياً واجتماعياً مفضّلة على نقيضاتها من السلوك أو الأهداف الغائيّة الأخرى، فهي تقوم مكان المعايير في توجيه السّلوك لتحقيق عدة أهداف في حياتنا اليومية - وهي أيضاً معايير نستخدمها لتبرير سلوكنا.
3. القيم التنظيمية:
تعكس القيم التنظيمية الخصائص الداخليّة المنظّمة، فهي تعبّر عن فلسفة المنظمة الخطوط وتوفر الخطوط العريضة لتوجيه السلوك، فهي أساسية في تحديد الاختبارات وتحفيز السلوك ووضع القرارات. وتدل الدّراسات إلى وجود علاقة مهمّة بين القيم والأداء التنظيمي، إن المنظمات النّاجحة تتميّز بنظام قيم يختلف عن المنظّمات الفاشلة. إن دراسة عملية التّفاعل بين الفرد والتنظيم تقدّم عدة فوائد منها:
1. تساعد على تحديد القيم الفردية والتنظيميّة ووضع مقاييس فعالة لقياسها، وابراز القيم التي تحتل الأولوية لدى الطرفين .
2. تساعد على تحديد مجموعات القيم المتفاعلة والسّلوك الذي يفرزها.
3. تسهل عملية التّشخيص للمشاكل واسباب الصّراع داخل المنظّمة وذلك بفحص عمليات التّفاعل بين قيم الفرد وقيم التّنظيم وتحديد القيم المتناقضة والمتصارعة.
4. يساعد هذا التّشخيص في تحديد الإستراتيجيّة الضروريّة من تخفيف حدة الصّراع وهذا بتعديل بعض من قيمه أو تخطيط برنامج للتكوين والتوعية لتعديل قيم الفرد.
هيكلية المهمة ويقصد بها:
1. وضع المهمة التي كُلّفت بها الجماعة تحت إشراف القائد.
2. وضع الخطوط الفردية لإنجاز المهمة.
وكقائد، عامةً فإنّ هيكلة المهمة قد تكون عالية أو منخفضة وذلك حسب نوعية المهمة التي ينبغي إنجازها.
على القائد أن يوجّه الجماعة في أسلوب تنفيذ المهمّة عن طريق توفير الدّعم عندما يلزم الأمر مع الاحتفاظ بعلاقات ثنائية جيّدة، ويمكن ربط هذا الأسلوب بالأغراض المختلفة:
• التّوضيح: (مهمّة قويّة / علاقات ضعيفة)
تلائم أكثر الأنشطة التي تتطلّب مستويات محدّدة للأداءات أو الدّقة أو التوقيت.
• الإقناع: (مهمة قوية / علاقات قوية)
تلائم الأنشطة الجسمانية والّتي تحمل طابع المخاطرة وتتطلّب الطّاعة والتّشجيع أيضاً.
• المشاركة (علاقات قوية / مهمة ضعيفة)
تلائم الانشطة الاجتماعية.
• التفويض: (علاقات ضعيفة / مهمة ضعيفة)
تلائم الأغراض التي يعتبر التعلم الذاتي والاكتشاف أساساً لتحقيق الأغراض الأساسية.
مستوى نضج المجموعة وهيكلة المهمة وأسلوب القيادة:
يقصد بالنّضج القدرة على أداء مهمّة معيّنة، وإنّ المجموعة النّاجحة هي التي يتوفّر فيها ما يلي:
1. القدرة على وضع أهداف عالية وقابلة للتحقيق.
2. التّرحيب والقدرة على تحمّل مسؤولية العمل الذي تتولاه.
3. التّعليم والتدريب والخبرة اللازمة والخاصة بالمهمّة التي سيتم تنفيذها وهناك ارتباط مباشر بين مستوى نضج أفراد المجموعة وبين الأساليب الأربعة السابقة وهي:
• التوضيح:
يحتاج الأفراد والجماعة في البداية إلى التوجيه الصّحيح عن طريق واضح ومحدد الأغراض ويحدّد الاتصال نوعيّة المهمّة والأفراد الّذين سيتولّونها وأسلوب الأداء، وفي هذه الحالة سوف تقلّ مهارات العلاقات لأنّ أسلوب القائد سيتوجه تماماً إلى المهمة.
• الإقناع :
في المراحل الأولى سوف تحتاج المجموعة والأفراد إلى تشجيعٍ كبيرٍ لمواجهة التّعلم أو الخبرة الجديدة اللازمة لتحقيق التّقدم في المهمة، وبهذا فإنّ القائد في الوقت الذي يقوم فيه بالتّوجيه واتخاذ القرارات التي يصدرها.. ولهذا يجب أن تكون خطوات تنفيذ المهمة ومهارات إقامة العلاقات على أعلى مستوى.
• المشاركة:
عند هذه المرحلة يزداد نضج الأفراد أو المجموعة ويصبحون على علمٍ تامٍ بالمهمّة والعمل معاً، ويبدأ القائد فى تقليل حجم دوره وسلوكه الخاص بالمهمة وزيادة سلوك إقامة العلاقات فهو لا يحتاج إلى الكثير من التوجيه، ولكن يقوم بتشجيع المجموعة عن طريق الثّناء والمدح طالما أنّ لدى أفراد المجموعة القدرة والمعرفة لتنفيذ المهمة.
• التفويض:
في مراحل متأخرة يكون من المناسب أن يقلّل من تنفيذ المهمة ومن مهارات إقامة العلاقات لأنّ المجموعة أصبح لديها القدرة والنّضج الكافي لأداء المهمّة دون حاجة إلى تشجيع وهم قادرون في هذه الحالة على تحمّل المسؤوليات وتوجيه سلوكهم، وليسو في حاجة إلى الدّعم الاجتماعي أو العاطفي من جانب القائد... فخبرتهم كافية
وعندئذ يقلّل الإشراف ويزيد من تفويض السلطات... ويعتبر هذا العمل مؤشّراً إيجابياً لثقة القائد في أعضاء المجموعة .
وضعية السلطة:
يقول " فيدلر " أنّ البعد الثالث متعلّق بالسّلطة التي يتمتع بها القائد فقد تكون وضعية سلطة القائد قويّة أو ضعيفة، ممّا يحدّد بالتّالي درجة تأثير القائد في مرءوسيه حسب قوّة الثّواب والعقاب الّتي يملكها القائد.
إنّ تصوّر التّابعين أو الأفراد لطبيعة سلطة القائد سوف يؤثّر إلى حدٍ كبيرٍ على مدى فعالية القائد.. ويحصل القائد على الطّاعة عن طريق عدّة أساليب ولكنّهم يستطيعون التّأثير على الآخرين إذا ما استخدموا أحد مصادر السلطة وهي:
(1) الخبرة: أن يكون لدى القائد الخبرة والمهارة والمعلومات لمساعدة عمل المجموعة ولهذا السبب فهم يطيعونه.
(2) المعلومات: إنّ تمكُّن القائد من المعلومات سوف يساعد المجموعة على المعرفة وبالتالي الطّاعة.
(3) الشّخصية: تعتمد هذه السّلطة على أساس شخصيّة القائد وامتلاكه لعدد من المميّزات التي تثير الإعجاب ويقوم التّابعين مع القائد بتحديد وجهات النّظر والاتجاهات.
(4) القانون: يكتسب القائد السّلطة اعتماداً على طبيعة عمله في الهيئة فكلّما ازدادت مكانته كلّما ازدادت سلطته وبالتالي يؤمن التابعين بأنّ مكانته تجبرهم على طاعته.
(5) التّشجيع: يعتمد على أساس قدرة القائد على التشجيع الأدبي أو المادي ويؤمن التابعين إنّ طاعتهم للقائد سوف تؤدي إلى حصولهم على هذا النوع من التشجيع أو المكافأة.
(6) الارتباط: يكتسب القائد في هذه الحالة سلطته نتيجة ارتباطه بشخص له أهمية أو ذي نفوذ داخل أو خارج الحركة وبإمكانه التّأثير على الآخرين بالنيابة عن هؤلاء.
(7) الإكراه: تقوم هذه السّلطة على أساس أنّ الخوف والفشل في طاعة القائد يؤدّي إلى العقاب.
ويعمل جميع القادة على أساس مجموعة من هذه القواعد أو السّلطات، ولكنّ القائد الفعّال هو الذي يقدّر على تنويع السّلطة التي يستخدمها وإن كان ذلك يعتمد في النّهاية على الموقف الذي يجد نفسه فيه ودرجة نضج ووعى التّابعين .. فهناك علاقة مباشرة بين مستوى نضج الأفراد والمجموعة ونوع قاعدة السلطة التي تضمن طاعتهم.
ويرى فيدلر أن الموقف المثالي للقائد يتحقّق عندما يكون:
• العلاقة بين القائد والمرؤوسين (( جيّدة )) .
• هيكليّة المهمة (( عالية )) .
• سلطة القائد (( قويّة )) .
تدريب
1547قراءة
2015-12-16 19:58:46